في عصر الإنترنت: خمسيني يبحث عن زوجة غنيّة!

لا أعرفه ولا يعرفني، ولم ألتقِ به من قبل ولم يلتقِ بي، نعم جمعتنا مسافة طريقٍ قصيرة، عشرون دقيقةً لا أكثر، وجرى فيها حوار - إن كنتَ تُسمّي الحديث الذي يأتي أغلبه من طرفٍ واحدٍ حوارا - قال لي: أنت أخي - إن شاء الله -

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

نظرتُ في وجهه فلم أرتح له، وزهدت في إخائه، كان حليق اللحية ذا شاربين غليظين، وملامح وجهٍ قاسية.

أردف قائلاً: والعرض واحدٌ إن شاء الله، زوجتي مريضة لا قدرة لها على متطلَّبات الحياة الزوجية...

وأبحث عن زوجةٍ ثانيةٍ غنيَّة لتُعينني ماديَّا!!

فاستنتجتُ من ذلك أنَّ زوجته الأولى غير مريضة،و هذه حجَّة ليتزوج ثانيَّةً ليعيش على راتبها، وإلَّا لم اشترط فيها الغِنى؟

كان رجلاً خمسينيَّاً حين نظرتُ في وجهه أخرى أقرأ سطور عمره من صفحات ملامحه.

قلتُ له : المرأة اليوم في عصر الانترنت ليست كمرأة الأمس، بالأمس كانت جاهلة، واليوم هي خريجة جامعة، بالأمس كانت حبيسة البيت، واليوم هي تسيح في الأسواق، بالأمس لا ترى سوى وجه أبيها وأخيها واليوم تحدّق في وجوه الرجال الغرباء ، وإذا أرادت الثريَّة أن تتزوَّج برجلٍ فإنها تفضل الشابَّ على الكهل، والمتعلّم على الجاهل، والغني الذي يقوم بشأنها على الفقير الذي تقوم بشأنه، والمعادلة معروفة ثرائي في قِبال شبابك.

بالعفة تعمر البيوت، وبغض البصر تدوم الحياة الزوجية.