عطش الحسين والأذانُ الثاني!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

أنهت إعداد طعام الإفطار، أخلت ما في يديها، في عشرٍ مضين من شهر رمضان، لم تبقَ إلا دقائق حتى تحين فرحة الصائم الأولى.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

تُبادر مجدداً، فقد اعتادت على أن تتخلل أعمالها المنزلية بتعهّد ثمرتها بالعناية والعَطف..

تلج إلى غرفة صغيرتها (طوبى)، افتقدتها من على سريرها، وهي أيضًا ليست على منضدتها التي تتخذها في العادة محلًا لمطالعة قصص أئمة أهل البيت بشغف وشرود..

إنها هناك في ركن الغرفة، تطأ سجادةً بيضاء مطرّزة بخيوطٍ ذهبية، ترتدي إحرام الصلاة، تساوي أطرافه على استحياء، تبذل جهدًا لإخفاء شعر ناصيتها...

بقلبٍ انتصف بين شعور الشفقة والحب تطيل الأم نظرها لشفتي الصغيرة وقد بان جفافهما من الصيام، فقد دخلت سن التكليف الشرعي في هذا العام...

أحسّت طوبى بوجود والدتها، رفعت رأسها وهي ترسم ابتسامةً تروي ظمأ الصائمين...

جلست الأم على مصلاة ابنتها، اتسعت لكليهما رغم صغرها، كأنهما الياقوت والمرجان، قابلت عيناها، تهم بطرح سؤال يخالجها وتخشى أن الشعور الذي تتمنى أن يدبّ في شغاف ابنتها لم يحن بعد..

  • بُنيّتي..

سكتت برهة... رمت بسؤالها دفعة واحدة:

  • نور عيني هل أحسستِ الآن بالفقراء الذين لا يملكون ما يسد رمقهم؟

رفعت طوبى عينيها الناعستين باستغراب وقالت: أحسستُ بعطش الإمام الحسين يا أمي!

هنا... ارتفع أذان المغرب...

وطوبى تنتظر ذاك الأذان الذي يرتفع بـ: "ألا يا أهل العالم إن جدّي الحسين قتلوه عطشانًا".