محلل سياسي أمريكي يهاجم أفلام هوليود: مشاهد ’مسرطنة’ و ’وصمات عارٍ’ أحببناها!

هاجم محامي وكاتب ومحلل سياسي أمريكي الأفلام والمسلسلات التي تنتجها "هوليود" متهماً إياها بـ "سرقة الأموال والعقول" في إشارة إلى المحتوى الترفيهي الذي يتضمن رسائلاً تستهدف القيم الأمريكية.

جاء ذلك في مقال من كتابه " بروباغندا ساعة العرض" الذي نشرته مؤسسة "براجر" الأمريكية وترجمه «موقع الأئمة الاثني عشر».

وفيما يلي نص ترجمة المقال:

تنويه: يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة عن رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

هوليوود تريد أموالك... وعقلك

١٨ كانون الاول ٢٠١٧

بقلم بن شابيرو[1]

تخيل مجموعة من النشطاء ذوي تأثير قوي بحيث يمكنهم إرسال اجندتهم مباشرة إلى عقلك. الآن تخيل أيضًا أنهم متمرسين للغاية، فهم يدفعونك في الواقع إلى ان تدفع لهم المال مقابل القيام بذلك.

 لسوء الحظ، ليس عليك تخيل ذلك، فهو حقيقي. إنها هوليوود.

بقدر ضخامة الإنترنت ووسع انتشاره، فإن هوليوود - وهنا، أتحدث على وجه التحديد عن صناعة الأفلام - لا تزال مسيطرة، فهي لا تصل فقط إلى مئات الملايين من الناس برسائلها، بل تضمّن تلك الرسائل في قصص تبدو غير ضارة ظاهريًا - قصص تصرفنا عن مصاعب الحياة اليومية؛ القصص التي تجعلنا نشعر بالرضا والرحمة والتعاطف.

 بعبارة أخرى، نشاهد التلفاز لأننا نحبه. ومثلما لم يفكر الأمريكيون كثيرًا في المواد المسرطنة في السجائر التي دخنوها لعقود من الزمن، فإن معظم الأمريكيين لا يفكرون كثيرًا في السياسات السامة في التلفزيون الذي يشاهدونه.

 لكن أولئك الذين ينشئون هذا المحتوى يعرفون ماذا يفعلون. إنهم يقضون ساعة تلو الأخرى في انتاج دعاية يسارية ببراعة ويمنحون انفسهم جوائز مقابل القيام بذلك. حيث يصفق كل منهم للآخر على "شجاعته"، على رغم أن جميعهم يحملون نفس التفكير.

لقد تحدثت مع ما قرابة المئة شخص من مجتمع هوليوود عندما كتبت كتابي "بروباغندا ساعة العرض"، والعديد منهم اعترفوا صراحةً بأنهم يدرجون رسائل "عدالة اجتماعية" في برامجهم.

 كيف يفعلون ذلك؟ بالفطنة والتأثير معاً.

 يقوم الكتاب في هوليوود، والمنتجين، والمخرجين، والممثلين بخلق شخصيات نرغب دائمًا في مقابلتها وقضاء اوقاتنا معها، ثم يجعلون تلك الشخصيات تصدر منها افعال هي في الواقع خاطئة. وهم في الواقع يسألوننا سؤال: هل كان قرار شخصية راشيل في مسلسل فريندز في إنجابها طفلاً من روس دون ان يتزوجا صائبا؟ على اي حال أنت تحب روس وتحب راشيل! كيف يمكن أن يكون ما يفعلانه سيئاً؟

 لم تكن الأمور على هذا النحو دائما. لعقود من الزمن، روجت هوليوود للقيم الأمريكية التقليدية. وقد تغير ذلك، كالعديد من الأمور في أواخر الستينيات والسبعينيات، عندما توقفت هوليوود عن تمجيد القيم الأمريكية وبدأت في تغييرها...

على سبيل المثال، في أوائل السبعينيات، كان موضوع الإجهاض قضية نزاع حامية في الولايات المتحدة. وقبل قضية "رو ضد ويد" في المحكمة العليا بسنة، كان البرنامج الكوميدي الأعلى تقييماً هو "مود" حيث يعرض قصة الشخصية الرئيسية وهي امرأة تجري عملية اجهاض. وصفته صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأنه "نقطة تحول" في تاريخ التلفزيون. لماذا؟ لأنه أزال وصمة العار عن الإجهاض. رأى الملايين من الأمريكيين، الجالسين في غرف معيشتهم، شخصيتهم المحبوبة تفعل شئيا لا يقبلونه وشعروا بالتعاطف.

 حدث شيء مشابه في بداية الألفية. كان نائب الرئس جو بايدن محقًا عندما قال إن مسلسل "ويل آند غريس" كان له تأثير كبير على كيفية تفكير الأمريكيين عن زواج المثليين.

تحاول المسلسلات والبرامج الحالية مثل "اورانج از ذا نيو بلاك" و"ترانسبارنت" التأثير على نفس التغيير في قضية التحول الجنسي.

 لا يعنيني كيف ترى تلك الأمور. ما اريد قوله هو أن هوليوود كان لها تأثير هائل على ثقافتنا، وكان هذا التأثير كله في الجانب الأيسر من الطيف السياسي.

 وهي ليست مجرد قضايا اجتماعية.

كل هذه البرامج والأفلام والمسلسلات لها تأثير. تشير الدراسات العلمية إلى أن مشاهدة التلفزيون لها تأثير مشابه لتأثير "المواد المسببة للإدمان". وفقًا لدراسة اجرتها مؤسسة "تشايلد وايز"، يقضي الأولاد المراهقون 8 ساعات يوميًا أمام الشاشات، متلقين في معظمها بروباغندا هوليوود.

قد يقضي الآباء الملتزمين دينيًا ساعتين في الأسبوع في تعليم ابنائهم الأمور الدينية. قد يقضي الآباء العمليون ثلاثين دقيقة يوميًا في مناقشة القيم الأساسية مع أطفالهم. بينما تأخذ هوليوود من وقتهم أربعين ساعة في الأسبوع. كل اسبوع.

 بأي حال من الأحوال، استمتع بمشاهدة التلفاز. هذا ما افعله! لكن تذكر أن الأشخاص الذين يصنعون المحتوى التلفزيوني لا يريدون فقط الترفيه عنك بل يريدون التأثير عليك. يريدونك أن تفكر مثلما يفكرون. وما لم تكن على دراية بما يحاولون القيام به، سيعيدون برمجة دماغك.

[1] هو محامي وكاتب ومحلل سياسي أمريكي محافظ. قام بكتابة عشرة كتب، أولها كان بعنوان "غسل الدماغ ": كيف تُعلِّم الجامعات شباب أمريكا، في عام 2004. حيث بدأ شابيرو بكتابة هذا الكتاب في سن السابعة عشر. كما أصبح بذلك السن أصغر كاتب عمودي في الولايات المتحدة.