حشود ومواكب: من عجائب موسم الأربعين!

من عجائب موسم أربعينية ١٤٤٢ الذي يأتي وسط تحديات الجائحة العالمية أمرين:

١. تزايد حجم الزائرين القادمين من خارج كربلاء غير المحسوس كالأعوام القليلة السابقة.. مما جعل الزيارة سهلة نوعاً ما على الجميع.

ولولا ان ما بين يدي من أرقام عليها وثائق وأدلة، لشككت فيها.

فخلال ١٢ يوما من أصل ٢٠ يوما هي عمر الموسم - وليس ١٥ من اصل ٢١ يوما كالعام الماضي- سجلت منظومة العد الالكتروني في العتبة العباسية المقدسة أرقام عدد الزائرين العراقيين هذا العام، وهو اكثر من السابق بحوالي 1,553,308 زوار!!!

وانخفض عدد العرب والاجانب الى بضعة آلاف، وربما بضعة مئات فقط في هذا الموسم..

فعدد العراقيين القادمين الى كربلاء في موسم اربعينية عام ١٤٤١ حوالي 13,000,000 زائر.

وعدد العرب والاجانب في موسم عام ١٤٤١ (بضمنهم الايرانيين بحسب الأرقام الدقيقة الرسمية لوزارة الخارجية العراقية وبحسب التصريحات الحكومية الإيرانية) هو:

2,229,955 زائراً.

فلو كان هذا العام فيه نفس عدد العرب والاجانب للعام الماضي -- وكان متوقعاًً زيادة عددهم- لأصبح عدد الزوار الذين دخلوا كربلاء هو:

16,783,263 زائراً

طبعاً، هذا عدا عن أعداد الزائرين في باقي ايام صفر قبل ٩ صفر، وعدا عن زوار كربلاء!!!

اذاً... ما زال موسم الاربعين يزداد كل عام، وهو خلاف معظم التوقعات، ولم يتأثر عدداً بالجائحة، بل ان ما حصل كان أكبر تجربة في العالم بعد يوم عاشوراء في كربلاء، لكسر قواعد العدوى خصوصاً بعد قلة عدد الاصابات، وعدم حصول ما توقعته الجهات الصحية..

وربما هو اكبر تجمع لتحقيق مناعة جماعية او ما يسمى طبياً (مناعة القطيع)، بعد ان أصبح الوباء أمراً واقعا.

٢. بسبب الجائحة العالمية، انتفض المؤمنون تلبية لنداء المرجعية في فتوى التكافل الاجتماعي، فتبرعوا أفراداً ومواكب وجماعات بمواد غذائية وغيرها، ومليارات الدنانير منذ بدء الجائحة، مما قلل مواردهم التي يجمعونهم كل عام استعداداً لموسم الاربعين، وبان الامر في مواكب كثيرة، من حيث عدد السرادقات او مبلغ الصرف، واعرف بعضها.

ولكن العجيب في هذا الموسم، ورغم ازدياد الزائرين وقلة الموارد، ان توزيع الطعام، كان أكثر من حساباتهم في كربلاء!! رغم تدبير أهل الموكب وحسن ادارتهم التي أذهلت العالم.

حتى وصل الامر ببعض المواكب ان يطرقوا دور المواطنين ليوزعوا عليهم ما زاد في مواكبهم.