يقولون: مئات السنين وأنتم تلطمون على الحسين (ع).. ماذا جنيتم؟!

تنويه: يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة عن رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

إليكم ما يردده فئة من البسطاء من الناس: "عليمن اللطم والطبخ والمجالس وشعائر الحسين إذا بيناتكم ما متراحمين عبادتكم مدري شلونهه جهل وتخلف بكل جوانب الحياة والظالم يحكمكم. الف وتلثميه وفوك من السنين جا وينكم من أهداف الحسين عليه السلام".

أحببت ان اصور الإشكال باللغة البسيطة، لأني اشعر ان الشيطان يقف خلفه، وان ردده البسطاء أو مدعي الثقافة جهلا منهم بواقع الهجمة على أهل البيت عليهم السلام.

وها أنا ذا أضع الجواب الآن بيد يديّ القارئ الكريم:

اولاً: لا ننكر ان اهم أهداف النهضة الحسينية هو الوصول الى مرحلة الكمال الفردي ونشر الفضيلة وبالتالي يسود الأمن والأمان والرقي وفي شتى الميادين ، ولكن هناك فرق بين شرط الكمال وشرط القبول والصحة.

فقد ورد عن الصديقة فاطمة عليها السلام إنها قالت: "وجعل الصلاة تنزيها لكم عن الكبر والزكاة تزكية للنفس، والصيام تثبيتا للإخلاص...".

فهذه الاهداف من العبادات لا يتوقف عليها قبول العمل بل تكشف عن كماله. وإلا لو جعلت شروطا في صحة العمل ومقبوليته فعلى الإسلام السلام.

وهكذا شعائر الحسين عليه السلام، يتحقق كمالها بكمال الفرد المؤدي للسلوك المستحب وهو الشعيرة. وهذا لا يعني عدم المقبولية ان لم يتصف ببعض أوصاف الصالحين، فان قلت تلك واجبات والشعائر مستحبة - التفصيل في محله-.

قلت ان الميزان واحد اذ يشتركان في حيثية العبادة.

ثانياً: الشعائر بنفسها مطلوبة.. حضور المأتم والمواساة لأهل البيت عليهم السلام بنفسه مطلوب وهذا ظاهر من روايات كثيرة.

منها: معتبرة الفضيل بن يسارعن الصادق عليه السلام: يا فضيل أتجلسون وتتحدثون، قلت بلى سيدي، قال إني احب تلك المجالس، فأحيوا فيها امرنا، من جلس مجلساً يحيي فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

وهذه الروايات وغيرها لم تشترط ترتب الأثر.

ثالثاً: ان المعترض حصر الشعائر بهدف واحد، وهو كمال الفرد أولا وبالذات والحال ان لها أهداف ترجع الى رسالة السماء والدين الحق، فان نفس الممارسة العملية التي تكون موصولة بزمان ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف تكون ممهدة للهدف من دولته سلام الله عليه. فان شعار الدولة ورمزها يتلخص في راية تلك الدولة، يا لثارات الحسين، وما يريده الحسين سلام الله عليه هو ديمومة الرسالة التي جاء بها المصطفى صلى الله عليه وآله.

وهذا من شأنه ان يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ثانيا وبالعرض.