انتبهوا.. أبناؤنا صيد سهل والطُعم ’’دروع يوتيوب’’!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت نجلاء المياحي: دروع اليوتيوب فَضَحَت تخلَّينا عن المسؤولية

واقع حال مرير نعيشه أيامنا هذه ونحن نرى اشخاصًا يمتلكون ملايين المتابعين حول العالم ويتسلمون جوائز عالمية من اليوتيوب والانستغرام وغيرها من مواقع التواصل ليكونوا يوتيوبرز مشهورين يشار لهم بالبنان!

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وقدوة النجاح الجديد الذي يحدده عدد المتابعين لا نوعهم!

وكالعادة حين ندخل الى هذه الصفحات الناجحة عند يوتيوب مثلا ونقلب فيها باحثين عن انجازهم العظيم الذي بفضله تابعهم ملايين الناس، لنجد النتيجة: صفر!

ونستمر بالبحث لنجد شيئًا ولو كان قليلا من العلم او الثقافة او الابداع فيما يقدمونه لنجد النتيجة صفر!

لا نيأس ونستمر بالبحث ونحاول فتح كل ما يقع تحت أيدينا من مقاطع ومسابقات لهم عسى أن تحمل السر العظيم وراء شهرتهم المتجاوزة حد الدرع الماسي في يوتيوب، وهنا نحتاج لبرهة من الوقت لنستعيد وعينا الذي فقدناه من هول الصدمة!

أتُرى وصل الحال بشبابنا وبناتنا هذا الحد المزري من الجهل والتفاهة في الحياة؟

أترى أصبح حال الانسان كما قال تعالى (بل هم اضل اولئك هم الغافلون).

هل اصبحت إجادة السباب والشتيمة والفحش في القول والتعري وتحدي كل القيم والاخلاق التي تربى عليها الانسان قبل ان ينزل الى الارض مدعاة الشهرة والمكافآت؟

ما الذي يدفع ادارة يوتيوب القابعة في دولة معينة في المنطقة لتكريم أاشخاص لا يحملون أدنى مستوى ثقافي بدروع فضية وذهبية وانتهاء بالماسية؟

ولكيلا ننجرف في تيار الطبطبة على أنفسنا لتنزيهها من كل خطا ونوقع اللوم على يوتيوب فقط لنشعر بالارتياح النفسي بعد اثبات براءتنا امام محكمة الانسان الداخلية –الضمير- سنسلط الضوء على الجاني والمذنب برفع التافهين والفارغين الا وهو: نحن بكل بساطة... نحن السبب في رفع شأن من لا شأن له.

اهمالنا الكبير لأبنائنا واعطائهم وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مبكرة ودون رقابة حقيقية منا للمحتوى المعروض والمتابع من قبلهم جعلهم طعما سهلا لتيار التجهيل العالمي الموجود الان!

الطفل كالأرض ما رميت بها من بذور انتجتها دون تمحيص!

اولادنا..

هل نتذكر كم شقينا لأجل انجابهم؟

هل نتذكر كمية المعاناة التي قضيناها لسنوات طويلة في سبيل اطعامهم وتعليمهم؟

كيف أمكننا ان نتخلى عنهم بهذه الصورة لنسلمهم لآخرين يجعلونهم كما يريدون؟

كيف أمكننا التغاضي عن واقع اولادنا ومستواهم المتدني من الاخلاق والثقافة والعلم كل هذه السنوات؟

الجهل والفراغ الذي يعيشه اولادنا هو السبب وراء الدروع الذهبية والماسية التي يربحها التافهون حول العالم!

اما آن الاوان لنقوم بمسؤوليتنا تجاه اولادنا ونحميهم من السقوط في الهاوية المظلمة التي سقط فيها ملايين الاشخاص!

وانت تنتقد تافها يشتم ويسب علنا او يقوم بأعمال في منتهى الحماقة، هل تصفحت عدد متابعيه؟!

بالتأكيد، ووجدتهم ملايين، هل تظن أن هؤلاء فضائيون؟

ابدا، هؤلاء ابنائي وأبناؤك لا غير...

وانتِ تنتقدين كمية تسليع المرأة الموجود على قنوات التافهات من اليوتيوبرز هل تصفحت أعداد المتابعات؟

نعم انهن بناتي وبناتك عزيزتي..

اعلم ان الإنسان لا يأخذ الاطباع والاخلاقيات والقيم من ابويه بقدر اخذها من بيئته والعالم الذي يعيشه.

فلك ان تتصور وضع من يعيش ١٥ ساعة يوميا لسنوات مع كم هائل من التفاهة والانحطاط كيف يكون لاحقا.

قديما قالوا: من عاشر قوما اربعين يومًا اصبح منهم!

اجعلوا ابناءكم يعاشرون اشخاصًا ناجحين مرموقين مثقفين يستحقون المتابعة والسير بهم للنجاح.

قد يرفض ابناؤكم ذلك، ولكنكم كما اجبرتموهم على شرب الدواء ليشفوا من سقم الجسد اجبروهم على تقبل إشرافكم عليهم لينجوا من سقم الروح.

فابنكم الذي سامحكم بعد ان كبر على إجباره على تناول الدواء وشكركم عليه واعتبر الامر منتهى الرعاية والحب، سيتقبل إشرافكم عليه بعد ان يعي العالم حوله ويدرك الحياة ويعتبر ما فعلتم الك إلا لأنكم آباء صالحين.

هذا واجبكم.. كأبوين!