علامات إنذار.. احتياجات لن يخبرك بها طفلك!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

تحديد الاحتياجات الجسدية للطفل أمر معرفي منطقي يقوم به الآباء والأمهات؛ فالطعام المغذي والتدفئة ووقت النوم كلها أمور يسهل تعقبها، لكن الاحتياجات العقلية والعاطفية ليست بالوضوح ذاته، ولذلك فإن تطوير المهارات الاجتماعية والنفسية يقع على عاتق الآباء، كذلك الحصول على أصدقاء جيدين وكلمات مشجعة من البالغين يحفز الحالة النفسية للأطفال ويساعدهم على تطوير الثقة بالنفس واحترام الذات.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

أساسيات الصحة العقلية للأطفال

يعد الحب غير المشروط من العائلة على رأس قائمة الأساسيات العاطفية التي يحتاج إليها الأطفال؛ فأنت تحب طفلك لأنك تحبه لا لأنه مهذب أو لأنه منظم أو يرتب حجرته، تحبه في كل حالاته وفي نوبات غضبه وحتى في لحظات ضعفه وإخفاقاته، فضلا عن حاجتة إلى الثقة بالنفس واحترام الذات، فينبغي أن يحترم الطفل ذاته وتعزز أسرته إحساسه وثقته بنفسه.

فرصة اللعب مع أطفال آخرين: اللعب للأطفال هو متعة أساسية لا تقل أهمية عن الغذاء والتدفئة، فهو يساعد الأطفال على الإبداع وتنمية المهارات ويدعم قدرتهم على حل المشكلات، ويتعلم الأطفال في اللعب مع الأقران مهارات اجتماعية ضرورية مثل تنمية نقاط القوة وإدراك نقاط الضعف كما يطور الشعور بالانتماء عن طريق المشاركة والتحكم في النفس، فمثلا الصراخ والحرية في إصدار أصوات عالية مبهجة وقت اللعب مما يفيد الطفل على مستوى الطاقة.

اللعب للأطفال هو متعة أساسية لا تقل أهمية عن الغذاء والتدفئة (بيكسلز)

المتعة هي الأساس

يعترف المجتمع بالفوز، والمجتمع هنا هو العائلة والمدرسة والبيئة المحيطة بالطفل، فكل تلك الدوائر تضغط على الطفل من أجل الفوز، لكنّ على الأسرة أن تدعم المتعة فقط؛ فعندما تكون هناك مسابقة أو لعبة، يجب أن يكون أول سؤال يطرحه الأهل هو "هل استمتعت" وليس "هل فزت"؟

يضغط المجتمع الأطفال ويوجههم بقوة نحو ضرورة الفوز وأنه السبيل الوحيد للسعادة، ومن ثمّ تكون الهزيمة محبطة ومثبطة؛ وهذا يحمّلهم طاقة لا ينبغي لهم تحملها كما أنه يدفعهم إلى الخوف من تجربة أنشطة جديدة، أما بتعزيز ثقتهم وإبراز أهمية المتعة في المباراة أكثر من النتيجة فإن ذلك سيحفزهم لسنوات مقبلة ويجدد قدرتهم على الاستمرار حتى الشباب.

توفير التربية والانضباط المفيد

انتشرت في العقود الأخيرة مجموعة أساليب للتربية والعقاب وضبط السلوك، واختيار تلك البرامج يعود بصورة أساسية إلى أسلوب الأسرة في التعامل مع الطفل ومدى تقبله ذلك.

وينبغي تقديم نموذج جيد للأطفال من أجل الاقتداء به في السلوكات الأساسية، كما أن تشجيع الأطفال وخطواتهم الأولى وقدراتهم على تعلم الجديد والثناء عليهم كلها أمور أساسية.

فلا ينبغي أن نتجاهل النقاش بشكل مبسط مع الأطفال عن تعرض الآباء للفشل والخذلان، حتى يتعلم الصغار طبيعة تلك المشاعر الإنسانية، وأن الآباء يمكن أن يخطئوا أيضا فالجميع يرتكب أخطاء، وأن حياة البالغين ليست مثالية، فيلزم فتح أسس للحوار مع الوالدين في المشاعر كافة والأحداث التي تزعجهم.

وفتح باب الحوار مع الآباء هو مدخل لحل جميع المشكلات التي قد تحدث بعيدا عن أعينهم، لذا فإن كل تلك المبادئ تؤهل الأطفال لاكتساب شخصيات قوية في المستقبل.

علامات إنذار

يشير عادة تغير أنماط الأكل والنوم المعتادة إلى مشكلات أخرى؛ فهي بمنزلة ناقوس خطر من أجل التحقق من خلفيات حدوثها، وهي إشارات إلى الشعور بالقلق والخوف من مشكلة ما حدثت، وبتنحية الأسباب الرئيسة مثل الانتقال إلى حي جديد وتغيير المدرسة أو حوادث فقد الأهل والأقارب، بعدئذ يجب التحقق من تعرض الطفل لمشكلات مثل التنمر أو التحرش أو غيرها بعيدا عن أعين العائلة.

طلب المساعدة

يتعين التفريق بين المشكلات التي يمكن للأهل حلها بمفردهم والمشكلات التي تستوجب تدخلا فوريا من اختصاصي نفسي أو جهات مختصة من أجل المساعدة، والعلامات الآتية تشير إلى الحاجة العاجلة إلى تقييم مهني:

انفصال الأبوين.

فقدان أحد أفراد الأسرة أو من الدائرة المقربة للطفل.

انخفاض الأداء المدرسي المفاجىء.

درجات ضعيفة على الرغم من الجهود القوية.

القلق العام أو القلق المنتظم.

الرفض المتكرر للذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في أنشطة الأطفال العادية.

فرط النشاط أو التململ.

الكوابيس المستمرة.

استمرار العصيان أو العدوان.

نوبات الغضب المتكررة.

الاكتئاب، والحزن أو التهيج.

ونشرت "لانست" The Lancet  المجلة العلمية الشهيرة دراسة حديثة عن تأثير الجائحة في الصحة العقلية للأطفال والبالغين في يناير/كانون الثاني 2021.

وأفادت الدراسة بأن أكثر من ربع الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 إلى 16 سنة ممن أجريت عليهم الدراسة بإنجلترا يعانون اضطراب النوم في حين شعر واحد من كل 10 أطفال بالوحدة، وكانت تلك المشكلتان هما الأكثر شيوعا في وقت الجائحة، فضلا عن الشعور بالخوف من مغادرة المنزل.

وأشارت الدراسة إلى أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الأسر تؤثر في الأطفال مباشرة، وهو أمر يدعو إلى ضرورة وضع الصحة العقلية للأطفال نصب الأعين في تلك الأوقات العصيبة والحرص على دعمهم عاطفيا بحثّهم على الحديث عن مشاعرهم ومتطلباتهم العاطفية.

نقلا عن الجزيرة