رقص على أنغام الـ DJ.. من المسؤول عن تلويث جامعاتنا؟!

يؤكد الكثيرون من خريجي الجامعات العراقية من الاجيال السابقة، ان ما يقام في يومنا هذا من حفلات تخرج، هي في الواقع تفاهة، لم تألفها الاعراف الجامعية من قبل، في حين غابت انشطة راقية كانت سائدة كالمهرجانات الشعرية والثقافية، التي تكشف كل عام عن اسماء وخامات جديدة من الأدباء والشعراء الكبار.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

 وخير دليل على ذلك حكاية العشق العذري بين الشاعر حسن المرواني وليلى، التي جَسدها بأروع قصيدة (انا وليلى واشطبوا اسمائكم) التي كتبها في سبعينات القرن الماضي، لتكون شاهداً على رقي العلاقات الجامعية آنذاك والمستوى الثقافي للطلبة.

إن المرحلة الأخيرة في الدراسة الجامعية لا دراسة فيها، فالطلبة منشغلون بحفلة التخرج، والاعداد لها في وقت مبكر من بداية العام الدراسي، والعمل على تحديد مكان الحفل وبرنامجه، والاتفاق مع صاحب القاعة على الأجور والمطرب الذي سيغني في الحفل، والمبلغ الذي يدفعه كل طالب، وعلى الصعيد الشخصي، هنالك تكاليف اخرى تتعلق بالبدلة ولونها والاكسسورات الخاصة التي يرتديها الطالب خلال الحفل، ثم تأتي صورة التخرج التي تتطلب أن يرتدي جميع الطلبة ملابس موحدة، وكل هذه الأمور تكلف ذوي الطلبة مبالغ باهظة، وتزيد حملاً على كاهلهم. 

كل هذا يحصل ليجتمع الطلبة ذكوراً وإناثاً في قاعة مزدحمة، يسودها الهرج والمرج، وهي اجواء بعيدة عن الرصانة الجامعية، وليس لها اي ضرورة ويجب ان يكون لوزارة التعليم العالي رأي في هذه الممارسات. 

المضحك في الأمر أن طلبة المراحل الأولى يتركون محاضراتهم "وعلى حس الطبل خفن يرجلية" وينخرطون في الاحتفالات بحماس يفوق أحياناً طلبة المراحل الأخيرة، في أحد الأيام قامت إحدى الجامعات بعمل حفل لتكريم الطلبة المتميزين، لكن المفارقة أن معظم الطلبة لم يحضروا، لأنهم عرفوا أن برنامج الحفل يتضمن القاء كلمات وتوزيع هدايا، ويخلو من الرقص والغناء، وعدم وجود الـ "DJ" وهي لا تلائم بعض السذج.

وهنا نطرح سؤال.. من المسؤول عن تلويث الأجواء الجامعية بهذه الممارسات الدخيلة على مجتمعنا والتي لا تجدها حتى في المجتمع الأوروبي، هل سببها الإدارات الجامعية أم تغيير المزاج العام لدى الطالب الجامعي. 

إن للطالب الجامعي هيبته، ومكانته في الأسرة والمجتمع ولو قارنا بين سلوك الطلبة في حفلات التخرج سابقاً، وبين سلوك الطلاب الان، سنرى أن حفلات التخرج، ما هي إلا نتاج وثمرة التربية الأسرية وواقع المجتمع الذي فقد الكثير من قيمته، في ظل التحولات التكنلوجية وتقلبات الزمن. 

سابقاً كان الطلاب يجتمعون لأخذ صورة التخرج بالزي الجامعي الموحد، الذي يتضمن ألوان النيلي والرصاصي ولا يسمح تحت أي ظرف ارتداء الملابس بغير هذه الالوان، ثم تدعو الجامعة الطلبة للاحتفال المركزي لتكريم الطلبة الاوائل، وبعد ذلك من حق الطالب أن يحتفل مع أسرته أو اصدقائه في أي مكان يحب، ومن حقه أن يرقص ويغني بعيداً عن انظار المجتمع الجامعي، ويبقى السؤال... من الذي سمح لمسخرة الحفلات والرقص والدي جي في الحرم الجامعي؟