الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) 03 هـ - 40هـ

الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) 03 هـ - 40هـ

هو: الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

أمه: فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

كنيته:

كنيته أبو محمد، من أشهر ألقابه «التقي»؛ وله ألقاب أخرى: التقي، الطيب، الزكي، السيد، المجتبى، السبط و كريم أهل البيت . وقد لقبّه النبي محمد بـالسيد.

سيرته مع جده النبي:

أول سبط للنبي محمد ، وأوّل ولد لعلي بن أبي طالب، وفاطمة الزهراء بنت محمد، ولد في النّصف من شهر رمضان، في السّنة الثّالثة من الهجرة، قدم النبي محمد إلى بيت علي ليهنّئه، وسماه «الحسن».

قيل أن أول من سماه هو رسول الله، وقد أذّن في أذنه اليمنى، وأقام في يسراه.

وقد أمضى الحسن السبط مع النبي محمد زهاء سبع سنوات من حياته، وكان يحبّه الجدّ حبّاً جمّاً، وكثيراً ما كان يحمله على كتفيه ويقول: « اللّهمَّ إنّي أُحبُّه فأحِبَّه ».

ويقول: « من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني ».

ويقول أيضاً: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ».

ويقول أيضاً عنهما: « إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا ».

ولِما يملكه الإمام الحسن من سمو في التفكير، وشموخ روح، كان النبي محمد يتّخذه شاهداً على بعض عهوده، بالرّغم من صغر سنّه، وذكر الواقدي: أنّ النبي محمد عقد عهداً مع ثقيف، كتبه خالد بن سعيد، وشهد عليه الحسن والحسين.

زوجاته وأبناؤه:

أحصى الذهبي للحسن تسع زوجات و الشيخ المفيد من علماء الشيعة متفق معه، فزوجاته و أبناؤه منهن:

1ـ أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة.

زيد بن الحسن السبط.

أم الحسن بنت الحسن بن علي.

أم الحسين بنت الحسن بن علي.

2ـ خولة بنت منظور بن زَبّان بن سيار بن عمرو.

الحسن المثنى بن الحسن السبط.

3ـ أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي.

حسين بن الحسن بن علي (حسين الأثرم).

فاطمة بنت الحسن بن علي.

طلحة بن الحسن بن علي.

زينب بنت سبيع بن عبد الله أخي جرير بن عبد الله البجلي.

3ـ أم ولد تدعى نفيلة (رمله).

القاسم بن الحسن بن علي.

عمرو بن الحسن بن علي.

عبد الله بن الحسن بن علي.

4ـ جعدة بنت الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي.

5ـ أم ولد تدعى صافية.

عبد الرحمن بن الحسن بن علي.

6ـ أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.

7ـ أم ولد تدعى ظمياء.

و أم عبدالله و فاطمة وأم سلمة و رقية لأمهات شتى.

فترة خلافته

استلم الحكم بعد والده وكانت فترة خلافته ستة أشهر، وقيل ثمانية، وكان أول من بايع الحسن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال: أبسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال المخالفين، فقال الحسن: "على كتاب الله وسنة رسوله فإنهما ثابتان".

الصراع مع معاوية بن أبي سفيان

كادت أن تندلع الحرب بين الحسن ومعاوية وأنصاره من الشام؛ فقد سار الجيشان حتى التقيا في موضع يقال له (مسكن) بناحية الأنبار؛ كان حريصًا على المسلمين وعدم تفرقهم، فإتفق مع الشاميين على المهادنة والتنازل عن الحكم .

شروط الصلح

ما يذكره المؤرخون في هذا الشأن هو صحيفة كتب عليها الحسن شروطه مقابل الصلح، ولم يذكر أي من المؤرخين كل ما كتبه عليها، إنما تعرضوا لبعض ما فيها، إلا أنه يمكن أن نصل إلى بعض هذه الشروط بتتبع المصادر والتوفيق فيما بينها، ويمكن تقسيم هذه الشروط إلى ثلاثة أقسام:

الشروط المتعلقة بالحكم مثل:

العمل بكتاب الله وسنة نبيه.

أن يكون الأمر من بعد معاوية للحسن ثم الحسين.

أن لا يقضي بشيء دون مشورته.

الشروط الأمنية والاجتماعية والدينية:

أن لا يُشتم علي وهو يسمع، أو أن لا يذكره إلا بخير.

أن لا يلاحق أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق مما كان في أيام أبيه.

أن لا يناله بالإساءة.

الشروط المالية:

أن لا يطالب أحداً مما أصاب أيام أبيه.

أن يعطيه خراج داربجرد فارس.

إعطاؤه ما في بيت مال الكوفة.

صفاته وخصاله:

كان أشبه الناس بجده رسول الله محمد في وجهه، فقد كان أبيضا مشربا بحمرة، وكان شديد الشبه بأبيه في هيئة جسمه حيث أنه لم يكن بالطويل ولا النحيف بل كان عريضا.

الكرم والعطاء

سمع رجلاً إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم.

وحيّت جارية للحسن بطاقة ريحان، فقال لها: « أنت حرّة لوجه الله » فقيل له في ذلك، فقال: « أدّبنا الله فقال: وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا وما وجدت أحسن من إعتاقها ».

وقد قسّم كلّ ما يملكه نصفين، ثلاث مرّات في حياته، وحتّى نعله، ثمّ وزّعه في سبيل الله كما يقول عنه الرّاوي مخاطباً إياه « وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل والنّعل ».

وكان من ألقابه الزكي، المجتبى، كريم أهل البيت، ريحانة رسول الله محمد.

حلمه:

روي أنّ شاميا رأى الإمام راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلمّا فرغ أقبل الحسن فسلّم عليه وضحك فقال: « أيّها الشّيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لانّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً ». فلمّا سمع الرّجل كلامه بكى، ثمّ قال: « أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته ».

لمّا مات الحسن، بكى مروان بن الحكم في جنازته، فقال له الحسين، أتبكيه وقد كنت تُجرَّعه ما تُجرّعه؟ فقال: إنّي كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل.

من أقواله وحكمه:

هلاك المرء في ثلاث، الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين، وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس، به أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء، ومنه قتل قابيل هابيل.

لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً، ومن حرم العقل حرمهما جميعا.

فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها.

مكارم الأخلاق عشر: صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء.

ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد.

استشهاده:

استشهد الحسن بن علي في 7 صفر سنة 50 هـ عن عمر يناهز الثمانية و أربعين عاماً و استمرت إمامته عشر سنوات

وقد ذكرت الروايات أن الحسن بن علي استشهد متأثراً بالسم، و جعدة بنت الأشعث هي التي دست السم بأمر من أمر من معاوية ، و ذلك ليجعل ابنه يزيد خليفة له بخلاف ما نص عليه الصلح، و مساعيه فشلت في ثلاث مرات و في مرة الرابعة تآمر مع جعدة بنت الاشعث ، زوجة الحسن ، فأَرسل لها مائة ألف درهم ووعدها بالزواج من ابنه يزيد شرط أن تدسّ السمّ للحسن ، فاستجابت و قبلت أن تسمه فوضعت السم في شربة من لبن ، و كان الحسن صائمًا فسقته اللبن المسموم في وقت الافطار فشربه فتقطّع كبده، وطلب طشتاً وتقيأ كبده فيه وأدى ذلك إلى شهادته بعد مرض استمر أربعين يومًا. فوفى معاوية لجعدة بالمال، ولكنّه لم يزوجها من ابنه فقال:" من لم تفِ مع الحسن فلا وفاء لها مع يزيد.