تناول العصائر مع الإفطار يسبب مشاكل صحية

اعتاد الصائمون على تقديم العصائر على مائدة الإفطار فى شهر رمضان لتعويض الجسم عن الماء والفيتامينات المفقودة طوال ساعات الصيام، حتى أصبحت عادات غذائية رمضانية لا يتخلون عنها في شهر رمضان، وهي شرب العصائر المحلاة بكميات كبيرة من السكر بحجة أنها ترطب الجسم وتروي العطش سواء عند البدء في الإفطار أو في السهرات والسحور، ولكن  نظرا لأن هذه الأنواع من العصائر تحتوي على كميات هائلة من السكر التي تعتبر ذات سرعة امتصاص سريعة جداً في الجسم، مما يسبب العديد من المشاكل للجسم خلال شهر رمضان المبارك وبعد انتهاء الصيام.

الجهات الصحية حذرت الصائمين من تناول العصائر الطبيعية المحلاة على مائدة الإفطار في رمضان ونصحت بإعدادها من دون سكر أو استبدالها بالتمر، وقد على استبدال العصائر المحلاة على مائدة الإفطار بالتمر المنقوع في لبن دون إضافة السكر، مؤكدة أن تناول العصائر المحلاة فى بداية الإفطار له العديد من الأضرار أهمها  الشعور بالهبوط وفقدان النشاط لأن الجسم يعطي السكريات بكميات عالية ما يؤدي إلى زيادة الوزن، كما أن  بدء الإفطار بتناول العصائر المحلاة يتسبب فى الإصابة بـ مشاكل الكلى وداء السكري.

جهات صحية كثيرة نصحت أيضاً بالحد من السكريات والأطعمة المليئة بالدهون والمشروبات والكافيين فى وجبة الإفطار خاصة كبارالسن، خاصة  أن  هذه العصائر تحتل مرتبة متقدمة على موائد رمضان، رغم أنها تمنح الجسم في اليوم الواحد ما يقارب 1000 وحدة حرارية، وهذا  يعني زيادة كبيرة في الوزن.               

العصائر المحلاة تزيد الوزن وتؤثر على عملية الهضم

يقول الدكتور سيد عوض المتخصص في الأغذية والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن معظم العصائر المحلاة ترتكز في تركيبتها على الفواكه مثل الخشاف، التمر هندي، والعرقسوس ولكنها مضرة جداً للوزن، حيث يحتوي  الكوب الواحد من هذه العصائر على الأقل على 350 وحدة حرارية أي ما يعادل 6 ملاعق كبيرة من السكر.

ويؤثر شرب العصير الذي يحتوي على كمية كبيرة من السكر على  بطء وتأخير عملية الهضم خلال أيام شهر رمضان، عند الأشخاص الذين يكثرون من شرب المشروبات الرمضانية مقارنة مع الأشخاص الذين لا يشربون العصائر، كما تسبب العصائر المحلاة في الإصابة بالانتفاخ والكسل للجهاز الهضمي، ولتفادي مشكلة سوء الهضم التي تتكاثر في رمضان يجب الابتعاد عن العصائر السيئة.             

العصائر المحلاة تسبب الجوع الشديد

ويؤكد الدكتور سيد عوض، عندما يتناول الصائم  كميات كبيرة من السكر وخصوصاً العصائر سريعة الامتصاص، هنا يفرز الجسم كمية من هرمون الأنسولين وذلك بهدف تخفيض مستوى السكر في الجسم، كما أن ارتفاع  هذا هرمون  الأنسولين يسبب الجوع الشديد والرغبة بتناول المزيد من الأطعمة خلال وبعد وجبة الإفطار، كما أنها تعطي الشعور بالجوع خلال ساعات الصيام.

بدائل طبيعية أفضل من العصائر المحلاة

وفي سياق متصل يتابع الدكتور سيد عوض قائلا، أنه من  الأفضل  تناول الماء والتمر عند كسر الصيام لتجنب التعرض لأي مضاعفات صحية خلال رحلة الصيام، كما أنه توجد  بعض البدائل المثالية والصحية التي تمد الجسم بالسوائل  والفيتامينات والمعادن  ومضادات  للأكسدة، ولذلك يفضل تناول كوب من عصير الفواكه الطازجة الذي يحتوي على حوالي 120 وحدة حرارية فقط والكثير من الفيتامينات أو شرب الأعشاب الطبيعية الغنية بمضادات الأكسدة.

ويفضل تناول  2 لتر من المياه المعدنية، حيث إن تناول العصائر على معدة فارغة بعد صيام ساعات طويلة خلال شهر رمضان، له تأثير ضار على الصحة، خاصة أن تناول العصائر على معدة فارغة، يتسبب في الإصابة بمشكلات الصحية مثل الإمساك، والحموضة، وآلام المعدة، بسبب بقائها خالية من الطعام طوال ساعات الصيام.

كما يعتبر من الخطر على الجسم زيادة تناول المشروبات الغازية، لأنها تزيد من فرص الإصابة بحموضة المعدة، لأنها  تحتوي على الصودا التي تسبب زيادة كمية الهواء في المعدة، وحدوث اضطرابات عملية الهضم، لذلك من الضروري التقليل من تناول هذه المشروبات أثناء كسر الصيام لتجنب اضطرابات المعدة.                 

لا تتناول العصائر الطبيعية في أي وقت

 ويشير الدكتور سيد عوض، أن  العصائر الحمضية مثل عصير البرتقال تحتوي على نسبة عالية من الأحماض التي تحفز المعدة على إفراز العصارة الهضمية بكميات كبيرة، هذا يسبب السماح لها بالارتداد في اتجاه الحلق والمريء، مما يؤدي إلى الشعور بالحموضة، حيث إن العصائر الحمضية مثل عصير البرتقال واليوسفي والجريب فروت والليمون عصائر غنية بفيتامين سي، ولها العديد من الفوائد الصحية، لكن الإسراف في تناولها يزيد من فرص الإصابة بحموضة المعدة، ويزداد الأمر سوءا للذين لديهم مشكلة في الأساس باضطرابات الجهاز الهضمي.

ولكن على الرغم من أن العصائر الطبيعية تعتبر غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، لأنها  تساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية، وتعتبر مصدرا طبيعيا للطاقة، إلا أن تناولها في وقت خاطئ يؤثر بالسلب على الصحة العامة، فمن الضروري توخي الحذر، حيث إن أضرار شرب العصائر على معدة فارغة، تسبب التالي:

1- ضعف الجهاز الهضمي

حيث يعتبر تناول العصائر على معدة فارغة، يسبب تراجع كفاءة الجهاز الهضمي، وتقل حركة الأمعاء، بالتالي تزيد  فرص الإصابة بعسر الهضم والشعور بالانتفاخ والإمساك والغازات، لذلك يجب أن نعرف أنه رغم أن  التمر الهندي يعد من المشروبات ذات المذاق الخاص، وعلى الرغم من أنه مشروب طبيعي إلا أنه يتسبب في الإصابة بـ حموضة المعدة لارتفاع مستوى الأحماض داخل المعدة.

2- زيادة نسبة السكر في الدم

كما أن تناول العصائر في شهر رمضان على معدة فارغة، يتسبب في زيادة مستويات السكر في الدم، فيحدث الشعور بالتعب، والرغبة المتكررة في التبول، بالإضافة إلى أن تناول الطعام بعد شرب العصائر على معدة فارغة قبل مرور ساعة كحد أقصى، يصيبك بالقيء والغثيان والإسهال.

تناول الألياف أفضل من العصائر التي لا تخلص الجسم السموم

وينصح الدكتور أحمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية، بضرورة الحد من الإفراط في العصائر، وبالتالي الأفضل هو تناول المزيد من الألياف، وإن كان لا بد من العصير فيفضل  تناول العصائر التي تحتوي على ألياف أكثر.

لذلك يجب التنبيه حول معرفة أن العصائر لا تُخلّص الجسم من السموم، حيث إنه من المتداول بين العامة أن العصائر تخلص الجسم ممن السموم، وهذه معلومات خاطئة، خاصة  أن الأجسام بطبيعتها مؤهلة لإزالة السموم والمواد الضارة من تلقاء نفسها، عن طريق الكبد والكلى والرئتين والأمعاء والجلد، حتى يبقى الإنسان على قيد الحياة، ولكن يعتبر اتباع نظام غذائي كامل يتم فيه الاعتماد على  الخضار والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، إلى جانب النشاط البدني المنتظم، يؤدي إلى تحسين قدرة الجسم على إزالة السموم.

الفاكهة أفضل من العصائر غير الضرورية لصحة الصائم

ويضيف الدكتور أحمد إسماعيل، يفضل تناول الألياف عن طريق تناول الفاكهة بدلا من العصائر المحلاة، حيث إن الفواكه والخضراوات غنية بالعديد من المركبات النشطة التي تفيد الصحة العامة، التي تمنع الالتهابات والأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، ولها خصائص مضادة للأكسدة والجلطات، وداعمة للمناعة ومضادة للبكتيريا، ومن الممكن أن يتم صنع خليط من الفاكهة والخضراوات لأنها تساعد في خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، لكن القيام  بعصر الفاكهة والخضروات لا يضمن الحصول على هذه الفوائد.            

مزيد من العصير مزيد من السكر

 ويقول استشاري التغذية العلاجية، إن الإفراط في شرب العصائر في الإفطار وحتى السحور، يصد الإنسان عن أكل ما يكفي من الطعام الصلب لتلبية احتياجاتك من الطاقة، وقد يسبب التعب أو الصداع والغثيان، كما أن افتقار العصائر للألياف يجعلها أقل إشباعا من الفواكه والخضروات الكاملة، بالإضافة إلى أن العديد من العصائر المعروضة في المتاجر بها نسبة عالية من السكر والإضافات الصناعية التي تضر بصحة الصائم.

وبناء على ذلك يجب التقليل من تناول السكر، ويفضل  التركيز على الفواكه والخضراوات الكاملة الغنية بالألياف، ولمحبي العصير عليهم زيادة نسبة الخضار إلى الفاكهة، لأن الخضراوات عادة ما تكون أقل في محتوى السكر، خاصة إن العصير قد يزيد مخاطر اضطرابات الأكل، وخصوصا العصير الذي يساعد في تنظيف الجسم من السموم، حيث يمكن أن يؤدي إلى الانشغال المهووس بالأطعمة المعززة للصحة، كالفواكه والخضروات، وتجنب الأطعمة الأخرى، لأنها تزيد  من مخاطر اضطرابات الأكل المتمثلة في فقدان الشهية العصبي، والشَّرَه العصبي، واضطراب نهم الطعام، والتي تؤثر بشكل سلبي على الصحة، كما يمكن أن تؤذي  القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم وتتسبب في الإصابة بأمراض أخرى .                               

العصائر على الإفطار في شهر رمضان

يقول الدكتور محمود بنداري متخصص في علوم وتكنولوجيا الأغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أنه يجب الحذر من الإكثار من شرب العصائر على وجبة الإفطار، لأنه يسبب أضرارا صحية، لكن يمكن تناول المشروبات على الإفطار وذلك في حالة تأجيل تناول الطعام لفترة ليس فيه مشكلة.

ويوضح أن هناك خطأ يقع فيه كثير من المستهلكين، وهو الاعتقاد بأن العصائر المعلبة الخالية من السكر لا يوجد بها سكر، بينما يوجد بها السكر المستخلص من الفاكهة، وقد يسبب أضرارا لمرضى السكر وزيادة نسبة السكر في الدم، إضافة إلى حدوث زيادة في الوزن، مشددا على أن العصائر الفريش أفضل كثيرا من العصائر المعلبة.

*إيمان البدري