ولادة الحسين.. أرأيتُم فجراً يشعُّ دما؟!!

يا لهذه الولادة الميمونة المتشحة بالحزن المقدَّس، أرأيتُم فجراً يشعُّ دما؟ وربيع ولادةٍ يُزهرُ حزنا؟

وُلِد الإسلام قبل الإمام الحسين - عليه السلام - بنحو ستة عشر عاماً، وكان هو الابن الأكبر للرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله - و وُلد بعده الإمام الحسين - عليه السَّلام - وكان أخا الإسلام الأصغر في وشيجة المصير ونهاية المآل.

وكان يدري أنَّ أخاه الأكبر يُعاني من الأسقام والأدواء، ويُكابد الأوجاع والآلام بعد أن أصبح يتيماً برحيل المصطفى - صلى الله عليه وآله - 

وأراد  الشهيد السبط أن يُكافئ الرسول الجدَّ إزاء ما بذل في تربيته يافعاً وكفاء ما حَنَا عليه صغيراً، ونظر فوجد أنَّ ما أجنَّت الأرضُ في بطنها من كنوز، وما أنزلت السماء من خزائنها من خيرات لن يفيا حقَّ النبيّ ولا ما قام به من تربية إلَّا أن يُبقي على الإسلام صحيحاً لا علَّة تعتريه، سليما لا شية فيه وما كان ثمن ذلك إلَّا دمه المقدَّس، فما أسرَع ما أراق كوثر دمه بسيف الشهادة لترتوي منه شفاه الإسلام حتى تبل عروقه فتورق شجرته بكلمة التوحيد، ويستطيل نوره بصباح العبادة.

فسلام عليك من وليدٍ صرتَ للإسلام أبا.

أضاءتْ به الأولى بشعبانَ مُزهِراً ** وفي يومِ عاشورا أضاءتْ به الأخرى

وكانَ هلالاً حـــــينَ شعَّ بيثــــربٍ ** ولكــــــــــــنَّ نزفَ الطفِّ صيَّره بدرا