رجل مستخنث وامرأة مسترجلة!

ما أقبح بالرجل أن يرضى لنفسه أن يكون امرأةً، وما أقبح بالمرأة أن ترضى لنفسها أن تكون رجلا.

وما أقبح ذاك المجتمع الذي يرضى بهذين الأمرين معا.

إنَّ سرَّ التفوق المادّي لتلك الشعوب المريضة روحاً ليس بسبب تطوّر العِلم والتقنيَّة فحسب، بل لأمرٍ آخر هو من أسباب هذه النَّهضة العلميَّة في شتَّى الميادين، وهو انصرافهم إلى عالَم الجسد بالكليَّة، ومن جعل همَّه في شيءٍ أتى فيه بالعجَب العجاب؛لذلك لا تشاهد لقيمة الرجولة من معنى،ولا لعاطفة الأمومة من قيمة.

إن هذا الأمر أشنع من اللواط والسّحاق؛لأن من يأتي بهذين الجرمين يرى في نفسه أنَّه رجل، غايته أنَّه مستخنث، وأنَّها امرأة غايتُها أنَّها مسترجلة، أما هؤلاء فيسلبون عن الرجل هويتَه بالمرَّة، وعن المرأة أنوثتها بالكليَّة، ثمَّ يجعلون من المرأة عاملاً في المصنع،أو فلاحاً في الأرض فيعطونها دوراً غير دورِها، ويجعلون من الرجل أمَّاً في البيت، وزوجةً في المخدع ويعطونه دوراً غير دوره، وفي ذلك من الفساد الكبير ما الله به عليم، فسادٌ يُقوّض حضارة، ويسيخ بشعوب.