رسالة الإنحناءة: الدين الحقيقي في تلَمّس جراح الناس!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر» 

كتب نعيم شريف:

من أشار على السيّد السيستاني بلقاء هؤلاء الأطفال المُصابين بالسرطان قد أخلصَ لهُ المشورة، نعم، هذا اللقاء فيه قدرٌ عظيمٌ من المسؤولية الدينية والمسؤولية الأخلاقية والمسؤولية القيادية. 

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 

في انحناءة الشيخ التسعيني هناك نبلٌ في المسعى وشرفٌ في الأداء وترسيخٌ للقيم العليا هو قمينٌ بها. 

لم يدَّخر، الرجل العظيم المُقام، جهداً ولا وقتاً ولا مزاجاً، في سنِّه المُتقدمة تلك، من أن يسمع لهاتة الصغيرات المنكوبات بسفالات السياسية والتسليح والطموح المريض لطغاة نفقوا وبادوا، بأن يرضي رغابتهن البريئة والمُخلصة في لقائه .

مرض السرطان المنتشر في العراق ، والذي يأكل الأعمار الغضَّة والأرواح البريئة لأطفال العراق، هو نتاج المغامرات الدونكيشوتية لمريض جنون العظمة الدكتاتور صدام، الذي اضطرّتهُ قوانين مجلس الأمن الى التخلّص من أسلحته الكيمياوية والبايولوجية ، تلك التي تخلّصَ منها برميها في نهري دجلة والفرات كما فعل مع منشأة الحكم في مطلع التسعينيات . 

ولقد نشرتُ ذلك في تقرير صحفي لجريدة الوطن في العام 2000 في سوريا . 

الحكومات الفاسدة التي أتت بعد الاحتلال في 2003 ، كانت من أكثر الحكومات التي مرّت على مرّ تاريخ العراق فساداً وانحطاطاً أخلاقياً وانعداماً لقيم الشرف والمسؤولية والوطنية .

نعودُ الى الرجل الحكيم ، والعودُ أحمد  ، في الانحناءة المؤدبة والأبوية للشيخ الجليل تكريس لنمط سلوكي حريّ أن يُتّبع من قِبَل رجال الدين ، هذه رسالة لكم : الدين الحقيقي في تلَمّس جراح الناس ، وتطبيبها ، في الإصغاء للنداء الخفي والعليل لقلوبهم ، في إسنادهم بجميل القول وصادق الوعد ، في البسالة بالدفاع عنهم ضد الفاسدين من الساسة ممن أكلوا حقوقهم ، في حماية مستقبلهم ، ليس الدين في تحويل مدارسهم الى حسينيات ومساجد ، ولا الى تعليمهم كيفية الولاء للمذهب من طريق اعادة انتاج الطبقة السياسية الشيعية والسنية  الفاسدتين .

في الأعلام الأمريكي في 2005، كانوا يشيرون الى السيّد السستاني ب High profile charismatic figure ، الشخصية الكارزمية عالية المُقام ، ولم يكن ذلك لأنّه ينظرُ شزراً للكاميرا، نظرة رعناء مجنونة ،ولا لأنّه يسكن القصور بل لأنّه يُجسّد السماحة والسلمية التي يفترضُ أن يتحلى بها رجل الدين . 

هذه الصورة للشيخ الجليل ، كانت تعويضاً عن ابتعاد المذهب عن نبض البسطاء المجروحين والمتروكين لمصيرهم ، نحن في بلدٍ رئيس وزارئه لاه بإمور جميعها ثرداً ( بصف الماعون ) وبدل أن يبادر ، ومن زمن بعيد، الى لقاء هؤلاء الأطفال ، يذهب ليلتقي " بالمراهق الذي يقول ( أرجوك يا بايدن ) !

 لستُ مُتديناً ، لكنني أشدُّ على أيادي كلُّ من يحتفي بالفقراء والمسحوقين والمضطهدين من أبناء الشعب .