فلان طويل وعلتان قصير.. ’البطالة’ انشغال بالتفاهات!

البطالة رذيلة

 «إن الله عز وجل يبغض العبد البطال، النّوام الفارغ» (1). «البطالة تقسي القلب» (2). «ترك التجارة مذهبة للعقل» (3).

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

حروف البطالة تدل بصلب تكوينها وتركيبها على ما يراد منها وأنها ترادف العطالة ومصدر للباطل، ولكن إذا دققنا أمعنا النظر فلا تجد عاطلا عن كل شيء، لأن النفس، أية نفس، لا بد لها من شيء تشاغل به، ولو بالتناقل من مقهى إلى ملهى أو بالتردد بين مجالس التهاني والتعازي أو قتل الوقت بحديث الرخص والغلاء والطقس، والأجواء، وفلان طويل، وعلتان قصير، كما يفعل المخنثون الكسالى. وفيما يلي نذكر أهم ما يمتاز به الشغال عن البطال وهذا عن ذاك.

الشغّال الشجاع:

ومن خصائصه الثقة بالنفس وقوة الشخصية ومضي العزم وعلو الهمة ومجابهة الأخطار، والاستمرار في بذل الجهد، والصبر على الشدائد، وهذا هو السبيل إلى نجاح الحياة، لأنها حركة دائبة وعمل متواصل حتى ولو كان فيه أغلاط وأخطاء. قال (ألكسیس کارل): «لا نجاح بلا عمل... ونجاح الحياة لا يتعارض مع وجود كثرة الأخطاء، ولكن الذي يتعارض معه على خط مستقيم هو الكذب والرياء وعدم العمل، وفي الحياة البدائية كان الموت دائما عقابا للضعف وعدم العلم».

البطّال الجبان:

وصفات البطال على العكس تماما من صفات الشغال: شخصية متفسخة مهترئة، وأعصاب معلولة مشلولة، وفشل دائم وملازم، وأعذار كبیت العنكبوت، وتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الحظ حيناً وأحيانا على الآخرين، وتواكل على العاملين الكادحين.

بقي أن نشير إلى أن قسوة القلب وذهاب العقل - اللذين وردا في الحديث – هما كناية عن أن البطال يعيش من غير قلب وعقل حيث لا عين ولا أثر لما في الخارج، لأن العمل المحسوس هو الدليل على ما يدور في العقل، ويحس به القلب، ولا شيء عند البطال إلا كثرة القيل والقال، وفي الكافي عن السيد المسيح عليه السلام، أنه قال: «الذين يكثرون الكلام قاسية قلوبهم، ولكن لا يعلمون». وفي كتاب الحكمة الخالدة: «تعرف خساسة المرء بكثرة كلامه فيما لا يعنيه، وإخباره عما لا يسأل عنه.

المصدر: كتاب نفحات محمدية

الهوامش:

(1): الكافي، 5/ 84 ح2

(2): كنز العمال، للمتقي الهندي: 3/ 192

(3): من لا يحضره الفقيه: 3/ 192 ح3718