من أموالك ’الكفن’ ومن أولادك ’الحفرة’: منكر ونكير يرحبان بك في عالم الموت!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

لقد ذهب طائفةٌ من المفسّرين إلى أنّ قوله تعالى في الآية (27) من سورة إبراهيم: (يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) إلى حمل الآية القرآنيّة وخصوصاً في قوله تعالى: (وفي الآخرة) على سؤال منكر ونكير في القبر.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

إذْ أورد الشيخ الطبرسيّ (رحمه الله) عدّة آراء في هذا المقام التي أشهرها قوله: "وقال أكثر المفسّرين: إنّ المراد بقوله تعالى: (في الآخرة) في القبر، والآية وردت في سؤال القبر، وهو قول ابن عباس، وابن مسعود، وهو المرويُّ عن أئمّتنا عليه السلام.

وروى محمّد بن يعقوب الكلينيّ في كتاب الكافي بإسناده عن سويد بن غفلة، عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال: إنّ ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأوّل يوم من الآخرة، مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إنّي كنت عليك لحريصا شحيحا، فما لي عندك؟  فيقول: خذ منّي كفنك. فيلتفت إلى ولده، فيقول: والله إنّي كنت لكم لمحبّاً، وعليكم لمحاميا، فماذا لي عندكم؟  فيقولون: نؤدّيك إلى حفرتك، نواريك فيها. قال: فيلتفت إلى عمله، فيقول: والله إنّي كنت فيك لزاهداً، وإنْ كنت عليّ لثقيلا، فماذا لي عندك؟  فيقول: أنا قرينك في قبرك، ويوم نشرك حتّى أعرض أنا وأنت على ربّك. قال: فإنْ كان لله وليّا، أتاه أطيب الناس ريحا، وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا، فقال: أبشر بروح وريحان، وجنّة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت فيقول: أنا عملك الصالح، أرتحل من الدنيا إلى الجنّة، وإنّه ليعرف غاسله، ويناشد حامله أن يعجّله، فإذا أدخل قبره، أتاه ملكا القبر يجرّان أشعارهما، ويخدّان الأرض بأنيابهما، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربّك؟  وما دينك؟  ومن نبيّك؟  فيقول: الله ربّي، وديني الإسلام، ونبيّي محمّد صلى الله عليه وآله، فيقولان: ثبّتك الله فيما تحبّ وترضى، وهو قوله سبحانه: (يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)، ثُمَّ يفسحان له في قبره مدَّ بصره. ثُمَّ يفتحان له بابا إلى الجنّة، ثُمَّ يقولان له نم قرير العين نوم الشابّ الناعم، فإنّ الله تعالى يقول: (أصحاب الجنّة يومئذ خير مستقرّا وأحسن مقيلا) ".

(ينظر مجمع البيان للطبرسيّ عند تفسير هذه الآية من سورة إبراهيم عليه السلام).

المصدر: مركز الرصد العقائدي