التبرّك بقبور الأولياء ليس شركاً!

هل يُعدّ التبرك بآثار الأولياء سواء في أثناء حياتهم أو بعد مماتهم سبباً للشرك؟

لقد اعتبر البعض أن التبرك بآثار الأولياء شركاً، ووصفوا من يقبّل محراب النبي أو منبره بالمشرك، وإن كان عمله منزّهاً ومجرّداً عن الاعتقاد بإلوهية النبي، بل الدافع له للقيام بهذا العمل هو حبّه وتبجيله واحترامه للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكلّ ما يمتّ إلى النبي بصلة.

ولكن لا ندري ماذا يقول هؤلاء او كيف يفسرون قصة قميص يوسف (عليه السلام)؟!

إنّ يوسف (عليه السلام)  قد أمر وكما جاء  في القرآن الكريم بأن يُلقى قميصه على وجه أبيه (اذْهَبُوا بِقَميصي هذا فَألقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبي يَأْتِ بَصِيراً ) .( [1])

وكذلك فعل يعقوب (عليه السلام) حيث وضع قميص يوسف على عينيه فارتدّ بصيراً: (فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشير أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارتَدّ بَصيراً). ( [2])

فلا ندري لو أنّ النبي يعقوب (عليه السلام)  قد تبرك بقميص يوسف على مرآى من النجديين وأتباع محمد بن عبد الوهاب ماذا يكون موقفهم منه؟! وكيف يا ترى يعاملونه؟! وكيف يصفون ذلك العمل الصادر من نبي معصوم ومصان من الخطأ؟!

فلو أنّ إنساناً مسلماً قبّل ضريح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو وضع تراب قبره على عينيه، أو صنع مثل ذلك عند قبور الأئمّة احتراماً ومودة وتبرّكاً بآثارهم اقتداءً بالنبي يعقوب (عليه السلام) واعتقاداً منه أنّ اللّه تعالى قد منح ذلك التراب والمكان المقدّس خاصّية التأثير، فلماذا يا ترى يكون مثل هذا الإنسان موضعاً للسبّ واللعن والتشهير والتكفير؟!( [3]).

[1] . يوسف: 93.

[2] . يوسف: 96.

[3] . تبرك الصحابة بآثار رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) تأليف الشيخ محمد طاهر بن عبد القادر المكي.