الغاية مما وقع على سيد الشهداء!

في الخبر الصحيح بل المتفق على صحّته: سنداً ودلالةً: قال حمران للإمام الباقر(عليه السلام): جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر علي والحسن والحسين (عليه‌ السلام) وخروجهم وقيامهم بدين الله عز وجل وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟

فقال أبو جعفر (عليه ‌السلام) يا حمران إن الله تبارك وتعالى:

 قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه  على سبيل الاختيار، ثمّ أجراه فبتقدم علم ذلك إليهم من رسول الله قام علي والحسن والحسين وبعلم صمت من صمت منا.

ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عز وجل وإظهار الطواغيت عليهم سألوا الله عزّ وجلّ أن يدفع عنهم ذلك وألحّوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم؛ إذاً لأجابهم، ودفع ذلك عنهم، ثمّ كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم، انقطع فتبدد.

وما كان ذلك الذي أصابهم -يا حمران- لذنب اقترفوه، ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها، ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغوها، فلا تذهبن بك المذاهب فيهم.(الكافي-1/262).

قلتُ: وفي صحيحة أخرى قد ذكرتُها بطولها أعلاه، عن الإمام الصادق عليه السلام :إنّ الله يخصّ أولياءه بالمصائب؛ ليأجرهم عليها من غير ذنب.(الكافي2/450).

ومن ثمّ فهذه من القواعد المقرّرة في محلّها، وهي أنّ المصائب: عقوبة للعصاة، ورفع درجة وكرامة للأولياء والصالحين؛ لذا حين أخبر النبي(صلى الله عليه وآله) أمّ سلمة بمقتل سيد الشهداء وقالت له: سل الله أن يدفع ذلك عنه!، فردّ عليها(صلى الله عليه وآله) : 

قد فعلتُ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليّ: أنّ له درجة، لا ينالها أحد من المخلوقين...وفي آخر خاطب الإمام الحسين(عليه السلام): إنّ لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة.