زوجي خائن وأخشى مواجهته.. الحل في طريقتين!

اكتشفت الخيانة فهل أواجه أم أسكت؟

د. جاسم المطوّع:

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر» 

 

هذا السؤال يتكرر علي في كل استشارة حول الخيانة الزوجية، سواء كانت الخيانة من الرجل أو من المرأة،وقبل أن أجيب على هذا السؤال يهمني أن أعرف عن مصدر معلومات الخيانة هل هي من التجسس أم المعلومة وصلت بطريقة طبيعية.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

فإذا كان الجواب عن طريق التجسس، ففي الغالب أجيب بعدم المواجهة والصبر حتى يتم جمع معلومات أكثر بطريقة طبيعية، حتى لا تكون حجة على الخائن بتبرير خيانته أو لانجعله يحتاط لو قرر الاستمرار بالخيانة، لأن هدفنا من المواجهة العلاج وليس الانتقام والتشفي. 

أما لو كانت معلومات الخيانة وصلت بطريقة طبيعية وليس تجسسا، ففي هذه الحالة يكون لدينا جوابين:

- الأول: وهو المواجهة الحوارية التي ليس فيها صراخ وبكاء حتى نستطيع أن نعرف أسباب الخيانة ودوافعها فنخطط لعلاج المشكلة، وفي حالة لو اعتذر الخائن أثناء المواجهة فلا بد من قبول اعتذاره وإعطائه فرصة للاهتمام بأسرته وأولاده، أما لو عاند وتكبر وأصر على الاستمرار في خيانته ففي هذه الحالة لا ننصح باستمرار الحوار معه وإنما نفضل الانسحاب حتى تهدأ الأمور ونعطي الخائن فرصة يفكر بمستقبل أسرته من غير تحدي وإثارة، ثم نحاوره مرة أخرى بجريمته حتى نوجد الحل للمشكلة.

- أما الثاني: فهو اختيار عدم المواجهة وهذه للحالات الخاصة والقليلة لو لم يكن لضحية الخيانة مكان يلجأ إليه لو فقد أسرته فيصبر إلى أن يخطط لمستقبله ومستقبل أبنائه بطريقة جيدة ثم يعلن المواجهة والانفصال لو رغب بذلك. 

وفي كل الأحوال ننصح بأن لا نستعجل بقرار الطلاق عند اكتشاف الخيانة، لأن القرار سيكون غير مدروس، وأي قرار مبنى على ردة فعل سريعة يكون قرارا خاطئاً ويندم عليه صاحبه في المستقبل، فنرى قرار الصبر والتفكير هو الأفضل ولا مانع من الاستعانة بخبير، أما لو اقتنعنا أن الطلاق هو الحل الأفضل بعد دراسة الإيجابيات والسلبيات، وقتها لا مانع من اتخاذ قرار الطلاق وخاصة إذا كنا نعرف بأن الخائن مستمر بخيانته ومقصر في واجبات البيت والأسرة. 

وغالبا وقت الصدمة بالخيانة قد تشعر بفقد الشهية أو عدم الرغبة بالطعام أو تحب العزلة، أو تكثر من النوم هروبا من قوة الصدمة، وهذه كلها ردود أفعال طبيعية للحدث الذي تعيشه، وقد تأتيك أفكار شيطانية مثل أن تنتقم من الخائن بخيانة أخرى، فانتبه لنفسك ولا تدمر نفسك بخطأ غيرك وإنما الصواب أن تقوى علاقتك بالله في مثل هذه الحالات، حتى تهدأ نفسك وتحافظ على صحتك وأخلاقك وتنظر للمشكلة بطريقة إيجابية، فلا تتسرع في التسامح والعفو عن الخائن علما بأن المسامحة مهمة، ولكن خذ وقتك حتى تتعافي وتخرج من حرارة الصدمة، ثم ادرس الحادثة واتخذ قرارا بالمصالحة والاستمرار لو رغبت ولكن بشروط تضعها لتضمن عدم تكرار الخطأ مرة أخرى.

أما طلب التفاصيل عن واقعة الخيانة فهي سلاح ذو حدين، وفي الغالب يكون معرفة التفاصيل مؤذي ومدمر، والأفضل تجنب معرفة تفاصيل الخيانة حتى لا تدمر نفسيتك أكثر، فلو كانت التفاصيل تساعدك في تحسن نفسيتك وخروجك من الصدمة فلا بأس بها، وإلا فتركها أفضل، واحذر أن تستمر بالمراقبة والتفتيش والتجسس بعد المعرفة أو المواجهة فإنك إن دخلت في هذا الأمر ستدمر نفسك ونفسيتك، ويتحول تجسسك لإدمان ومرض يرهقك فلا تستطيع التخلص منه، كما أنك لن تجد شيئا جديدا مختلفا عما عرفت واكتشفت.

وأخيرا اجلس مع نفسك وابحث في الأسباب فقد تكون أنت السبب في دفع الطرف الآخر للخيانة، وإذا لم تكن أنت السبب فحاول أن تنظر في جوانب الخير في هذه المصيبة وتستفيد منها، وأذكر كلمة قالتها إحدى الزوجات بعد خيانة زوجها قالت إن الدرس الذي تعلمته هو أنني عرفت تقصيري بحق ربي لأني جعلت زوجي هو كل حياتي والمفروض أن أجعل ربي هو كل حياتي ثم زوجي.