العزاء على مواقع التواصل الاجتماعي

مع اقتراب شهر محرم الحرام ونشر السواد والاعلان عن بدء العزاء في كل مكان وزمان حتى إن هذا العزاء وصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي فهناك طقوس سنوية منها تغير صورة الحساب الشخصي مع بعض النصوص الجاهزة ومشاركة أبيات العزاء والقصائد الحسينية في استقبال شهر محرم الحرام.

وهناك تطبيقات مخصصة أيضا في تصميم الرمزيات ومقاطع الفديو وهناك من يتصل مع اصدقاء الخارج ويشاركهم الحدث من كربلاء، يتهافتون في ايصال صوت الشعائر كما يقال الغيث يبدأ بخطوة والعزاء يبدأ أيضا من اعلان الحداد والمواساة إلى المشاركة في شهر محرم الحرام بعيدا عن تلك المسميات التي يطلقها البعض من محاربي الشعائر لعلها تكون مسيرة اصلاح للنفس في عالم المغريات والفساد الفكري والجسدي كما قال أحد الخطباء لا تحاربوا الشباب ويتذمرون من تغير صفاتهم في شهر محرم يلتزمون ويسارعون في الخدمة بينما يرفضهم البعض ويكون الرد أن باب الحسين (عليه السلام) مفتوح لكل مذنب وهي فرصة لإعلان التوبة والعودة كما فعلها من قبل الحر الرياحي..

كلّهم أبواب الجنان، لكنّ باب الحسين [عليه السلام] أوسع.

يقول آية الله المعظم الشيخ جعفر الشوشتري: أنّي أمعنت النظر في الوسائل المتعلّقة بالأئمّة (عليهم ‌السلام) فرأيت أجلّها فائدة، وأعظمها مثوبة، وأعمّها نفعاً، وأرفعها درجة، وأسهلها حصولاً، وأكثرها طرقاً، وأيسرها شروطاً، وأخفها مؤونة وأعمّها معونة ما يتعلّق بسيد شباب أهل الجنّة، ووالد الأئمّة السيد المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه‌ السلام ).

فرأيت له خصوصية في التوسّل إلى الله قد تفرّد بها، وامتاز في ذلك حتّى عمّن هو أفضل منه، فإنّ للتفاوت في الفضيلة مقاماً، ولوحدتهم مقاماً، نورهم وطينتهم مقام، والخصوصيات مقام آخر، فرأيت في الحسين (عليه ‌السلام) خصوصية في الوسيلة إلى الله اتّصف بسببها بأنّه بالخصوص باب من أبواب الجنّة، وسفينة للنّجاة ومصباح للهدى.

فالنبي (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) والأئمّة (عليهم ‌السلام) كلّهم أبواب الجنان، لكنّ باب الحسين أوسع، وكلّهم سفن النّجاة، ولكنّ سفينة الحسين (عليه ‌السلام) مجراها في اللجج الغامرة أسرع، ومرساها على السّواحل المنجية أيسر، وكلّهم مصابيح الهدى، لكنّ الاستضاءة بنور الحسين أكثر وأوسع، وكلّهم كهوف حصينة، لكنّ منهاج كهف الحسين أسمح وأسهل.

فعند ذلك خاطبت النّفس وشركاءها، فقلت: هلمّوا إلى هذه الأبواب الحسينيّة، فــ( ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آَمِنِينَ)، وإلى مرساة هذه السّفينة الحسينيّة فــ(ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)، ولتكتحل أعينكم بنور الحسين (عليه ‌السلام) الناظر إليكم، ثمّ ازدادوا شوقاً وصمّموا العزم على ذلك؛ لأنّي استشعرت من نفسي علائم الإيمان التي يئست منها، وعثرت بهذه الخصائص على الأعمال الصّالحة.

خدمة حسينية من طراز آخر

كما جاء في الحديث عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنِ الإمام الرِّضَا (عليه السَّلام) ـ فِي حَدِيثٍ ـ أَنَّهُ قَالَ :

دخلت على الإمام الرضا (عليه السَّلام) في أول يوم من محرم فقال لي :

يا بن شبيب!.. إن بكيت على الحسين (عليه السَّلام) حتى تصير دموعك على خديك، غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.

اللهمّ اجعلنا من البكّائين على سيّد الشهداء (سلام الله عليه) .

المصدر: بشرى