حطب جهنم على مواقع التواصل الاجتماعي!

- الآراء الواردة في هذا المقال لا تمثل بالضرورة رأي موقع «الأئمة الإثني عشر»

تنتشر ظاهرة اللامبالاة في سمعة المؤمنين ونشر الصور والمقاطع المسجّلة المهينة لهم والتي تجعلهم موضع سخرية واستهزاء، وتوجد حالات من نشر الفضائح والتشهير وتتبّع العثرات وكشف الستر عن العوائل، ويُلاحظ وجود الفحش والقذف وبذاءة اللسان والسبّ والاتهام في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكم من أحمق نشر صورة أو مقطعا مرئيّا أو تسجيلا صوتيّا يريد أن يزيد متابعيه!! ليضحكوا على سوء تربيتهم، حتى غدا فضيحة تسبّبت بترك العائلة بيتها ومنطقتها وتشرذم أفرادها وافتضاحهم بما ستره الله تعالى وتقطّع الأرحام، بل وصل بحالات للقتل او الطلاق الذي يرتجى ردّه.

وما تقدّم آنفا ذكره من المحرمات في الشريعة المقدّسة، بل تدخل تحت الكبائر وقد يشمل فعل واحد عدّة محرمات من المعاصي وعظائم القبائح والتي توعّد عليها المُنتقم القهّار تعالى ذكره بالعذاب الشديد في الدّنيا والآخرة وقد وردت الآيات والروايات تشدّد على هذه الموبقات وتزجر عنها ...فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام "لا تحقّروا مؤمنا فقيرا، فإنّ مَن حقّر مؤمنا وأستخفّ به حقّره الله تعالى، ولم يزل ماقتا له حتى يرجع عن تحقيره أو يتوب"[1]

وقد روي عن عمرو بن نعمان الجعفي أنّه قال: "كان لأبي عبد الله عليه السلام صديق لا يكاد يفارقه فقال يوما لغلامه: يا ابن الفاعلة أين كنت؟

قال: فرفع أبو عبد الله عليه السلام يده فصكّ بها جبهة نفسه ثمّ قال: سبحان الله تقذف أمّه! قد كنت ارى لك ورعا، فإذا ليس لك ورع، فقال: جعلت فداك إنّ أمّه سنديّة مشركة... فقال عليه السلام: أما علمت أنّ لكلّ أمّة نكاحا، تنحّ عني.. فما رأيته يمشي معه حتى فرّق بينهما الموت"[2].

فالله الله في أعراض الناس وسمعتهم، ولا تساهموا بإشاعة المحرمات بتعليق أو إعجاب او مشاركة أو نحوها فإنّ ذلك حطب لجهنم، وليأمرنّ المؤمنون بالمعروف وينهوا عن هذه المحرمات فإنّها تدفع البلاء وسلطان السوء كما ورد عن أهل العصمة عليهم تامّ التحيّة والسلام.

وإنّ الله لبالمرصاد.

 

[1] البحار ج72 ص146

[2] الوافي ج 3 ص 161 عن الكافي