الموعظة الأسبوعية: الدنيا مضمار سباق.. تزوّد منها بـ «العمل الصالح»

الموعظة الاسبوعية لسماحة الشيخ الايرواني ليوم الابعاء:- 27/ جمادي لااخرة / 1445هـ ق الموافق 10/ 01 / 2024م

بسم الله االرحمن الرحيم

جاء في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:- (ألا وإنَّ اليوم المضمار وغداً السباق والسَبَق الجنة والغاية النار)[1].

معنى المضمار هو أنَّ العرب كان يوجد عندهم سباق الخيل، والغرض من هذا السباق هو أنه حتى تكون الخيل سبّاقة ويستفيدون من ذلك في الحرب، فإذا ارادوا أن يجعلوها قادرة على السابق والفوز فيه فإنهم لا يطعمونها الطعام بكثرة حتى تضمر بطونها فإنَّ البطن إذا كانت كبيرةً فسوف يصعب عليها السباق وأما إذا كانت غير كبيرة فسوف تتمكن من السابق ، والامام عليه السلام يقول إنَّ الدنيا هي يوم السباق، فكما أنَّ العرب كما كانوا يستعدون قبل السباق بأيام لأجل الاستفادة من ذلك في الحرب نحن كذلك يلزم علينا أن نستعد لأجل الحياة الحقيقية فإنَّ ما بعد يوم القيامة هو الحياة الحقيقية وأما الحياة الدنيا فليست بحياة وإنما هي ايام تزوّد بالاعمال الصالحة، فالدينا اشبه بأيام المضمار، فالمتزود بالاعمال الصالحة - مثلكم وأمثالكم إن شاء الله تعالى - فسوف يتسابقون إلى الجنة، فإنَّ جائزة الفائزين هي الجنة وغاية الخاسرين - وهم اعداء أهل البيت عليهم السلام - هي النار.

فإذاً يا اخوتي واعزتي تعالوا لنصمّم على الاستفادة من دنيانا لآخرتنا فيوم المضمار هو هذه الحياة وذلك بالتزود بالاعمال الصالحة، ولا يكون العمل صالحاً إذا كان لله تعالى، فكل عمل جيد وكان الهدف منه هو الله عزَّ وجل فهو العمل الصالح، أما لم يكن لله عز وجل – كما لو خسر كل أمواله في بناءٍ للفقراء أو الزائرين ولكن الهدف لم يكن الله عزَّ وجل - فلا يعطى شيئاً لأنَّ هذا العمل ليس صالحاً فإنَّ الاساس في العمل الصالح هو النية.

ونحن طلبة العلم بحمد لله ندرس ونطالع فلنجعل اعمالنا لله عزّ وجل وننويها له وليس لأجل أن يقول الناس عنا كذا وكذا، فأدرّس لله عزَّ وجل، واكتب لله عزَّ وجل، واتباحث لله عزَّ وجل، ولكن مع الاسف أول ما دخلنا إلى الحوزة لم نتنبَّه إلى هذه القضية، نعم كنّا نحاول أن ندرس بشكلٍ جيد وهذا أمر جيد ولكن كان من المناسب أن نُنبَّه من البداية، فتعال ايها الطالب واجعل عملك خاصاً لله عزَّ وجل، ولكن القضية صعبة، فدائماً يلزم على طالب بالعلم أن يتوجه إلى الله عزَّ وجل ويدعوه أن تعينه في جميع أموره وحتى في نيته فإنَّ النية الخالصة لله عزَّ وجل ليست بالأمر السهل، فدائماً لابد وأن نطلب من الله عزَّ وجل الاعانة في جميع امورنا وأحدها مسألة النية بأن تكون جميع نوايانا له عزَّ وجل حتى يتحقق الفوز في ذلك اليوم إن شاء الله تعالى.

أسال اله تعالى أن يعيننا جميعاً على هذه القضية وأن يجعل دراستنا وتحضيرنا ومباحثتنا لوجهه الكريم بحق محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

المصدر: مكتب سماحة آية الله الشيخ باقر الإيرواني

الهوامش:

[1]  نهج البلاغة، خطبة28.