جرائم معنوية ترتكب بحق القرآن الكريم

أول من أهانَ القرآنَ الكريم الأمو-يُّون، فهاهو كبيرهم - كما يقولون - أمر بحرق المصاحف بعد زعمهم أنَّه جمع القرآن الكريم.

وجاء من بعده الوليد بن اليزيد فجعله رميَّةً ورماه بالسّهام وقال:

أَتوعِــــــــــــدُ كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ***فَها أَنا ذاكَ جَبّارٌ عَـــــــنيدُ

إِذا ما جِئتَ رَبَّكَ يَومَ حَشرٍ**فَقُل يا رَبِّ خَرِّقَني الوَليدُ

إلى أن جاء هذا المُل-حد كما جاء من قبله وسيجئ من بعده لحرق القرآن الكريم، وشناعة هذا الفعل تبرز هنا كونه فعلاً ماديَّاً محسوساً غير معتادٍ إلى تلك الدَّرجة التي تشكّل ظاهرةً في المجتمعات الغربيَّة، وهناك من الأفعال ما قد يفوق حرق القرآن الكريم - لستُ أجزم بهذا من ناحية سياق الأمثال - مثل الكفر بالله العظيم الذي يجري على ألسن البعض ليل نهار، ومثل قتل النَّفس المحترمة الذي صار ثقافةً عند البعض الآخر، ولكنَّهما صارا عادةً فلم يعد يستهجنهما أحد.

وردَّة الفعل يجب أن تكون مدروسةً وتتخذ المسلك القانوني لدفع مثل هذه الجرائم،المظاهرات أمرٌ حسن، ولكن تأثيرها آني -لو سلَّمنا بتأثيرها-، يجب أن يقوم المحامون برفع دعوى قضائيَّةٍ ضدَّ هذا الكا-فر، وضدَّ الدَّولة المُضيّفة له، فإنَّ القوم يخافون القانون لا انهم يحترمونه.

هناك جرائم معنويَّة تُرتكب بحق القرآن الكريم لا تقلُّ أثراً عن الجرائم الماديَّة منها:

1- هجران القرآن الكريم، وللهجران مصاديقُ متعدّدة والأظهر منها ترك تلاوته، وترك تدبّره.

2- تعطيل أحكامه بأن يُتَّخذ القانون الوضعي بديلاً عنه خصوصاً في الأحكام الشخصيَّة.

3- القسم به في المحاكم زوراً من بعض النَّاس في مقام فصل الدَّعوى.