الإصلاح الأخلاقي عند الإمام الجواد (ع)

النص الكامل للخطبة الأولى من صلاة الجمعة بإمامة ممثل المرجعية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الـ 10 آب/ أغسطس 2018 م

أيّها الإخوة والأخوات مع اقتراب حلول ذكرى استشهاد الإمام أبي جعفر الإمام محمد بن علي الجواد الذي تصادف نهاية هذا الشهر -شهر ذي القعدة-، والإمام لقبه الجواد هو أشهر ألقابه(سلام الله عليه)، ولا بأس أن نتعرّض هنا الى بيان منهج الإصلاح الأخلاقي والتربوي لدى الإمام الجواد(عليه السلام) بذكر بعض ما رُوي عنه في هذا المجال، تعلمون أيّها الإخوة والأخوات أنّ من المهامّ الأساسيّة التي اضطلع بها الأئمّة(سلام الله عليهم) هو الإصلاح الأخلاقي والتربوي للفرد والمجتمع، وممّا رُوي عن الإمام الجواد(عليه السلام) في هذا المجال نذكر مجموعةً من الأحاديث منها (المؤمن يحتاج الى ثلاث خصال، توفيقٍ من الله وواعظٍ من نفسه وقبولٍ ممّن ينصحه)، نلتفت الى هذه الخصال الأساسيّة التي يحتاجها المؤمن لكي يوفّق وينجح في حياته الدنيويّة والأخرويّة، على رأسها هو التوفيق من الله تعالى، أي توفير مقدّمات وأسباب النجاح في الحياة الدنيويّة والأخرويّة، العبد حينما يستشعر الضعف والحاجة الى الله تعالى ويتوجّه اليه ويحاول أن يتقرّب منه ويقصد الإخلاص لله تعالى فإنّ الله تعالى يفتح له مجموعةً من الأسباب، منها أنّه يعطيه المعرفة والبصيرة بالأمور وعواقبها ومآلها، وكذلك معرفة ما يحتاج اليه في حياته، فحينئذٍ حين يرى الله عبده بهذه الصفات من التوكّل وحسن الظنّ به والثقة والاعتقاد بصفاته فإنّه ييسّر ويسهّل له أسباب النجاح في الأمور الدنيويّة والأخرويّة، فأوّل خصلةٍ يحتاجها المؤمن أن يتوكّل على الله تعالى وأن تكون لديه المعرفة بما يُصلح شأنه في الحياة الدنيا والآخرة، وأن يكون بصيراً بالأمور وعواقبها وأن يوفّر البيئة الصالحة التربويّة له ولأسرته، حينئذٍ الله تعالى ييسّر له أسباب النجاح في الأمور الدنيويّة والأخرويّة، فأوّل حاجة للمؤمن هو التوفيق من الله تعالى.

الحاجة الثانية المهمّة التي ينبغي الانتباه اليها (واعظ من نفسه)، تارةً الإنسان تأتيه الموعظة من داخل النفس وتارةً تأتيه من الآخرين، من الأب من الأم من المعلّم من المدرّس من المربّي من المجتمع، ولكن الواعظ النفسيّ هو الأقوى، أوّلاً نبيّن ما المقصود بالواعظ النفسي؟ أيّها الإخوة والأخوات الإنسان يحتاج الى أربع مقوّمات في الواعظ النفسي وهي: الموجّه الداخلي والرقيب الداخلي والوازع الداخلي والدافع الداخلي أربعة أمور، الواعظ من نفسه لابُدّ أن تتوفّر فيه هذه المقوّمات الأربعة، الموجّه الذي دائماً يكون من داخل النفس، أيّها الإخوة والأخوات في داخل الإنسان هناك نوازع للخير وهناك نوازع للشرّ، تلاحظون دائماً أنّ في داخل الإنسان هناك قوّة تدفعه لعمل الخير للعمل الصالح للفضيلة وهناك أيضاً قوّة تدفعه للشرّ، هذا الموجّه إذا كان حيّاً وفاعلاً ومؤثّراً في داخل الإنسان فإنّه سيكون ملازماً له بصورة مستمرّة، وهذا الموجّه يدفعه نحو الصلاح نحو الخير نحو الفضيلة، ثمّ بعد ذلك يأتي الرقيب الداخلي أو الضمير الداخلي والوازع الداخلي الذي يُراقب ويُلازم الإنسان في رقابته لأقواله لأفعاله لسلوكه لسيرته، طالما أنّه داخلي في داخل الإنسان فإنّه معه دائماً، وهذا ينشأ -إخواني- من الشعور برقابة الله تعالى والخوف والخشية منه.

الأمر الآخر الذي نحتاج اليه هو الدافع والمحرّك الباعث كما في النيّة، معنى النيّة هو الباعث والمحرّك والمحفّز الذي يدعو الإنسان ويحفّزه نحو الطاعة وعمل الخير والعمل الصالح، هذا الدافع الداخلي حينما يكون دائماً عند الإنسان فهو دائماً تلاحظه في حال عملٍ صالح وفي عمل خير، وأيضاً الصادّ أو المانع والوازع الداخلي الذي يمنعه من الشرّ ويمنعه من الأذى ويمنعه من الإضرار بالآخرين، لذلك أيّها الإخوة والأخوات نحن نحتاج دائماً أن يكون لدينا واعظ من داخل النفس، تارةً الأب يعظني تارةً رجل الدين يعظني تارةً المعلّم يعظني ولكن هؤلاء ليسوا دائماً معي، حينما يكون الواعظ من داخل النفس من خلال توفّر هذه المقوّمات الأربعة -الموجّه الداخلي، الرقيب الداخلي، الوازع الداخلي، الدافع الداخلي- وتأتي هذه كلّها من خلال قوّة الإيمان داخل الإنسان، فالمؤمن يحتاج الى أن يكون له واعظ من داخل نفسه.

أمّا الصفة الثالثة المهمّة أيّها الإخوة والأخوات التي توفّر أسباب النجاح في الحياة الدنيا والآخرة، هي كما قال الإمام(عليه السلام): (قبول ممّن ينصحه) أيضاً التفتوا أيّها الإخوة والأخوات الإنسان مليء بالعيوب والأخطاء والعثرات والزلّات، أحياناً كثيرة لا يرى ولا يُشخّص هذه العيوب والأخطاء والزلّات والعثرات بل الآخرون هم الذين يُشخصون أكثر، وهذا يعود لأسباب منها حبّ الإنسان لنفسه فلا يرى أخطاءه وحالة الرضا والاعتداد بالنفس، أحياناً الكبرياء والاعتداد بالنفس والغرور تمنع رؤية الأخطاء والعيوب التي لدى الإنسان، من يرى أخطائي؟ من الذي يرى عيوبي؟ من الذي يرى نقائصي؟ الآخرون هم الذين يشخّصون هذه الأخطاء والعيوب والعثرات، المشكلة أين تكمن؟ أنّ الكثير منّا لا يقبل النصيحة من الآخرين، النصيحة إمّا أن يبيّن أنّ هذا خطأ هذا ذنب هذه زلّة هذه عثرة، أو هذا الطريق الذي تسير فيه يضرّك ليس في مصلحتك وغير ذلك من هذه الأمور، هذه النصيحة التي تُقدّم وتشخّص من خلالها في أحيانٍ كثيرة عيوبي وزلّاتي وعثراتي لا أقبلها أرفضها، بل أحياناً قد تؤدّي الى حالة من القطيعة بيني وبين من ينصحني، فالإمام(عليه السلام) يقول: أنت أيّها المؤمن تحتاج لكي تنجح في حياتك أن تقبل نصيحة من ينصحك ومن يُشخّص لك عيوبك وزلّاتك وعثراتك وخطيئاتك وما يصدر منك من إضرار وتقصير في حقّ الآخرين، حينما يُشخّص من قبل الآخرين اقبل به ارضَ به وتقبّل هذه النصيحة وحاول أن تُصلح هذه الأخطاء والعثرات، والمشكلة أنّ أغلبنا لا يقبل هذا التشخيص من قبل الآخرين إنّما يعتبره انتقاصاً من شأنه وحطّاً من منزلته وموقعه، لذلك لا يقبل بنصائح الآخرين فتبقى هذه الأخطاء وهذه النقائص وهذه الزلّات وهذه العثرات مع هذا الإنسان وتتراكم، لذلك الإمام(عليه السلام) يبيّن ويقول: إنّ الإنسان يحتاج أن يقبل النصيحة ويسلّم بها ويحاول أن يُصلح شأنه وأخطاءه وعثراته ونقائصه.

كذلك أيّها الإخوة والأخوات نلاحظ كيف أنّ الأئمّة(عليهم السلام) بيّنوا هذا المبدأ المهمّ، لاحظوا في حديثٍ لأحد المعصومين(عليهم السلام) عن الذي يبيّن لي ويقول لي أنت فيك العيب الفلاني فيك الخلق السيّئ الفلاني أو لديك الزلّة الفلانية الخطيئة الفلانية، الإمام(عليه السلام) يقول: (رحم الله من أهدى إليّ عيوبي) لاحظوا التعبير -إخواني-، أوّلاً الإمام يعتبر أنّ الآخر عندما يبيّن أنّ لديّ عيباً يعتبره هديّة يُقدّمها الآخر لي، ثانياً الإمام يترحّم على هذا الإنسان الذي ينصحني ويؤشّر على عيوبي وزلّاتي وعثراتي، لذلك لابُدّ أن نتعامل مع تشخيص الآخرين لزلّات الشخص وعيوبه بالقبول والتلقّي بالرضا ومحاولة إصلاح هذه الأمور، لأنّه كما ورد في أحاديث أخرى (المؤمن عينُ المؤمن ودليلُه ومرآته) يعني كما أنّني أنظر الى المرآة لأرى إن كان هناك عيب في خَلْقي حتّى أسوّي وأعدّل هذا العيب، فالمؤمن مرآة للعيب المعنويّ والأخلاقيّ والتربوي، لذلك من الصفات ومن الحقوق للمؤمن على أخيه المؤمن أن يكون عيناً له ودليلاً له لكي يُصلحه ويبيّن أخطاءه وعيوبه وزلّاته وعثراته، وعلى هذا المؤمن أن يتقبّل، ولكن نحتاج الى الأسلوب الصحيح في بيان العيوب كما ورد في بعض الأحاديث، هنا لدينا مشكلة أحياناً في كيفيّة إسداء النصيحة وبيان العيوب للآخرين يقول الحديث: (من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظ أخاه علانيةً فقد شانه) لابُدّ لك حينما تنصح أخاك وتُبيّن له عيبه من الصعب أمام الآخرين تُظهر عيوبه تُظهر زلّاته تُظهر عثراته تُظهر خطيئاته، فهذا هدمٌ لمروءته الاجتماعيّة، أنت بينك وبينه بيّن له أنّ فيك العيب الفلاني فيك الصفة السيّئة الفلانية، لذلك الإمام(عليه السلام) يبيّن لنا أسلوب النصيحة التي تجعل الآخرين يتقبّلون هذه النصائح.

ومن جملة الأحاديث الأخرى التي تنفعنا في تحمّل مشاكل الحياة وابتلاءات الحياة ومحن الحياة الكثيرة ما ورد أيضاً عن الإمام الجواد(عليه السلام): (كيف يضيعُ مَن اللهُ كافلُه، وكيف ينجو مَن اللهُ طالبُه، ومَن انقطَعَ الى غير الله وَكَله اللهُ اليه، ومن عمل على غير علمٍ أفسد أكثر ممّا يُصلح) أيّها الإخوة والأخوات الكثير منّا يمرّ بأزمات يمرّ بمشاكل يمرّ بامتحانات كثيرة، كأن يُبتلى بحاكم ظالم يُبتلى بفقر بمرض بأزمة بمشكلة بمحنة في الحياة، كيف نواجه هذه المحن والمشاكل والأزمات ونتغلّب عليها؟ ونستطيع أن نطوي مسيرة الحياة بنجاح من دون فشل؟ نحتاج هنا الى العقيدة الصحيحة وهي التوكّل على الله تعالى وحسن الظنّ به، بمعنى آخر أنّ الله تعالى لا يألو إلّا خيراً وفضلاً ورحمةً ولطفاً بعباده وهو أعلم بما يُصلحهم، حينئذٍ حينما تترسّخ هذه العقيدة لدى الإنسان المؤمن يشعر بأنّه سوف لا يضيع في هذه الحياة الدنيا، وأنّ هناك من سيكون معه ويدبّر له ما يُصلح حاله، لذلك الإنسان لا يفكّر في هذه المشكلة ويمتلئ بالهمّ والغمّ والتفكّر والتفكير في كيفيّة حلّ هذه المشكلة والأزمة بل يكون لديه الأمل والقوّة على مواجهة مشاكل الحياة وأزماتها، لذلك الإمام(عليه السلام) يقول: (كيف يضيعُ مَن اللهُ كافلُه، وكيف ينجو مَن اللهُ طالبُه) يعني عندما يرتكب الإنسان مخالفة الله تعالى يطالبه ويراقبه ويحاسبه، الإنسان الذي يشعر أنّ الله تعالى مراقب له دائماً وسوف يحاسبه إن عاجلاً أم آجلاً، سوف يشعر بعدم النجاة وبالمحاسبة والمعاقبة حتى وإن تأخّرت فإنّها سوف تتحقّق، لذلك يكون عنده الخوف والخشية من الله تعالى بصورةٍ دائمة، وكيف ينجو وكيف يتخلّص الإنسان من حكومة الله تعالى ومحاسبته وعدله ومحكمته، لذلك أنّ الإنسان يشعر دائماً بالخوف من الله تعالى، ولذلك نحتاج هنا الى أن نتذكّر دائماً حالة الثقة بالله تعالى والتوكّل عليه.

سأنقل لكم هنا هذه الرواية التي رُويت في بيان حال النبيّ ابراهيم(على نبيّنا وآله وعليه أفضل التحية والسلام) طبعاً هذه المرتبة الأعلى من التوكّل على الله تعالى، ونحتاج الى التوقّف عندها، لا نقول إنّنا نكون مثل إبراهيم(عليه السلام) بل نحاول أن نصل الى مرتبة ولو بسيطة من المراتب التي وصل اليها الأنبياء(عليهم السلام)، لاحظوا هذه الحالة التي مرّ بها إبراهيم(عليه السلام) عندما أراد النمرود أن يُحرقه بالنار، قضيّة المنجنيق حينما رُمي إبراهيم(عليه السلام) بالمنجنيق في النار -لاحظوا حالة التوكّل على الله تعالى وحده-، من الأمور التي تكشف للإنسان مرتبة الاعتقاد والتوكّل على الله تعالى، هنا رُمي بالمنجنيق والنار مشتعلة، والإنسان في مثل هذه الحالة يدرك أنّه بعد ثوانٍ هو صائرٌ الى الموت والعذاب الشديد بالنار، هنا أتاه جبرائيل في الهواء، فقال له: (هل لك من حاجة؟) نحن الواحد منّا حين يتعرّض الى أزمة ويرى نفسه أنّه بعد لحظات سيُعدم سيقتل وهناك سببٌ قريب جدّاً من أسباب هلاكه، يحاول أن يتوسّل بأيّ سببٍ مادّي وبأيّ سببٍ غير السبب الإلهيّ، فيتشبّث بهذا السبب وذاك من أجل أن يتخلّص من هذه النهاية، عرض له جبرائيل في الهواء فقال له: (هل لك من حاجة؟) لاحظوا هنا موضع الشاهد، قال: (أمّا إليك فلا، حسبي الله ونعم الوكيل)، لاحظوا هذه المرتبة من التوكّل، ثمّ بعد ذلك استقبله ميكائيل فقال: (إن أردتَ أخمدتُ النار، فإنّ خزائن المياه والأمطار بيدي) يعني قال له: أطفئ هذه النار فتنجو، فقال إبراهيم(عليه وعلى نبيّنا أفضل التحية والسلام): (لا أريد)، ثمّ أتاه ملك الريح -لاحظوا الامتحانات المتتالية- فقال له: (لو شئتَ طيّرتُ النار حتى تخلص وتنجو منها) فقال له: (لا أريد)، فقال له جبرائيل: (فاسأل الله)، هنا تأتي مسألة الدعاء والطلب من الله، ولكن هذه المرتبة الأعلى جدّاً التي يصل اليها المعصوم، فقال: (حسبي مِن سؤالي علمُه بحالي)، يكفي عن أن أسأل الله تعالى أنّه يعلم بالحال الذي أنا فيه، لاحظوا هذه المرتبة الأعلى، كيف كانت الامتحانات الواحدة بعد الأخرى، ثمّ آخر شيء يقول: إنّ الله تعالى علمه بالحال الذي أنا فيه يكفي عن السؤال، طبعاً هذا لا يعني أن الإنسان المؤمن عندما يمرّ بأزمة ومحنة ومشكلة لا يدعو الله، بالعكس الإنسان المؤمن كما ورد في الآيات القرآنيّة والأحاديث الشريفة أن يتوجّه الى الله تعالى بالدعاء والتوسّل بالمعصومين، فإنّ الله تعالى جعلهم وسيلةً اليه بأن يدعو الإنسان المؤمن وأن يعبّر عن فقره وعجزه وحاجته الى الله تعالى، وهذا أيضاً مظهر من مظاهر العبوديّة لله تعالى.

وأيضاً من الأحاديث التي وردت في تربية الإنسان وتهذيبه لنفسه (من سلامة الإنسان قلّة حفظه لعيوب غيره وعنايته بإصلاح عيوب نفسه...)، يعني أيّها المؤمن اشتغل بتشخيص عيوب نفسك، واشتغل بإصلاح عيوب نفسك، اترك البحث عن عيوب الآخرين وزلّاتهم وعثراتهم والحديث بها أمام الآخرين، (...فإنّ ذلك يؤدّي الى سلامتك) كيف؟ هي سلامتان في الواقع، أوّلاً أنا إذا أشتغل بالبحث والفحص والتقصّي عن عيوب الآخرين ثمّ الحديث بها سأقع في الغيبة وربّما البهتان والانتقاص والكذب وغير ذلك من المعاصي، وإذا اشتغلتُ بعيوب نفسي شغلني ذلك عن هذه المعاصي وسلمتُ من هذه المعاصي، ثانياً إذا اشتغلتُ بعيوب الآخرين شغلني عن تشخيص عيوب نفسي وإصلاحها، فتبقى هذه العيوب التي هي ذنوب وآثام وخطايا تبقى فيّ الى آخر العمر من غير توبة فلا أسلم من تبعاتها، فإذا اشتغل الإنسان ولم يشخّص وهذا يحتاج الى وقت وجهد وتقصّي أن أشخّص عيوبي أنا، وأشتغل بإصلاح هذه العيوب وتقويمها بدلاً من أن أشتغل بتشخيص عيوب الآخرين والفحص عنها وإشاعتها بين الناس فحينئذٍ سيسلم الإنسان مرّتين، لذلك الإمام(عليه السلام) يقول: (من سلامة الإنسان قلّة حفظه لعيوب غيره، وعنايته لإصلاح عيوب نفسه)، وهذه وسيلة من الوسائل لتقويم النفس وتربيتها وتهذيبها، أن يكون وقتُ الإنسان وجهده وتفكيره وعمله في تشخيص وإصلاح عيوب النفس دون الاشتغال بعيوب الآخرين.

نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لأن نأخذ بهذا المنهج التربويّ لإصلاح أنفسنا ونجاحنا في الحياة الدنيا والآخرة إنّه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.

للاطلاع على المزيد من المواضيع اشترك بقناتنا على تطبيق تيليغرام

http://https://telegram.me/TwelveImamsWeb