موقف أخلاقي مع 3 شُبّان في زيارة الأربعين!

في الـ 19 صفر وصلت أطراف كربلاء عصراً، وكنت متعباً، فقلت في نفسي استراح في هذا الموكب الخالي، وكان فيه ثلاثة من الشباب، تصوّرت أنهم من خدمة الموكب، فطلبت منهم الماء وشحن الموبايل، فعلمت من سير أحدهم أنهم من المشاية مثلي فاعتذرت منهم كثيراً.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وسألتهم من أيّ المحافظات؟ فقالوا: (گرمة علي - البصرة)، وعلمت أنهم سيرجعون الليلة، فقلت لهم: لا بدّ من الزيارة صباحاً لتنالوا أجر زيارة الأربعين، فأجرها مختصٌّ بوقتها، فلماذا تتركون فضل الزيارة.

فقالوا: إن في استفتاء السيد دام ظلّه أنه يرجى له، فقلت: وما هي دلالة (يرجى)، ولماذا نتمسك بيرجى، وبقيت ليلة لوقت الزيارة.

ودار الحديث الدينيّ بيننا، وأفرحني اطلاعهم بالكتب من خلال متابعتهم.

فدعوتهم لبيت أحد السادة الكرماء من أصدقائي الأعزاء ليباتوا عندهم، فهي خدمة جليلة لزواره الكرام، فوافقوا، وجرّوا أذيالهم معي وقصدنا بيت السيادة والكرم.

وشكرتهم لإجابة دعوتي، وبتنا ليلتنا في أحاديث الدين والكتب والعلماء، وغادروا البيت بعد صلاة الفجر، وتشرّفوا بالزيارة والدعاء، وشكرت الله تعالى على معرفتهم.

اليوم ٢٢ صفر اتصل بي صاحب البيت، يشكرني على موقفي في وضع ظرف فيه مبلغا من المال بعنوان البركة، ويسألني قبوله وردّه؟!

فقلت بعد أن استغربت: هو ليس منّي، وبعد التواصل علمت أنّ هذا الموقف من الشباب، فعاتبتهم، وأظهروا حسن نيتهم.

المهم أولاً:  أنّ موقف الشباب أعجبني جدّاً، فأنا أبجّل الشاب الكريم، المعطاء، الذي يحبّ أن يُحسن في مواقفه، عكس اللئيم البخيل الممقوت.

وثانيا: أعجبني موقف السيد الكريم معنا والذي تأذى عندما شاهد ظرف المال؛ لمحبته خدمة الزوار دون مقابل، وتحريه عن أصل المال.

هذه المواقف حرّيٌ بها أن تتخذ عبرة ومدرسة، فالأخلاق مدرسة عظيمة، حيا الله تعالى الشباب الكرام، وشباب أهل البصرة كافة، وسلامي وتحياتي وخضوعي وركوعي لهذه المواقف النبيلة.

شكراً لكم سادتي.

الصورة للكتابة التي كتبت على الظرف.