كيف نواجه الإصرار الدولي على تصدير ’المثلية الجنسية’ إلى المجتمعات الإسلامية؟

المثلية الجنسية سلاح الغرب

إن المتتبع لظاهرة انتشار ما يسمى بالمثلية الجنسية او ما يطلق عليه حديثاً "العبور" الجنسي او "العابرون" وما يصطلح عليه في مفهومنا العربي كنوع من انواع الشذوذ الجنسي بغض النظر ان كان المتحول رجل او امرأة.

حيث يعد الشذوذ الجنسي مرض نفسي يصيب الافراد، كباقي الأمراض التي تستوطن المجتمعات البشرية مع تفاوتها من مجتمع الى اخر وحسب ما يحيطه من محددات لكنها تبقى في حكم الحالات الشاذة للتركيبة الطبيعية للمجتمعات.

فقد ساق لنا التاريخ الكثير من الشواهد منذ نشأة الخليقة والى يومنا هذا، وخير مصداق ما ذكره القرآن الكريم في قصة نبي الله لوط مع قومه وكيف كانوا يتخذون الرجال شهوة من دون النساء وكيف كان الرجال يتشبهون بالنساء، وغيرها الكثير من القصص والشواهد على مر العصور والأزمنة.

وكما يعلم الجميع الظاهرة تعود لأسباب نفسية (سيكولوجية) واخرى بيئية تعمد على الظروف المحيطة بالفرد وما يتعرض له في طفولته من اعتداءات جنسية ونفسية تكون عامل مؤثر في بناء شخصيته في المستقبل.

على الرغم من تحريم الشذوذ في الشرائع السماوية كونها من الامور المحرمة والمنبوذة وتعاقب عليها اضافة الى عدها من الظواهر المعيبة في المجتمع. سرعان ما تغيرت وتحولت الى مقياس يتم عن طريقه معرفة تطور الشعوب واحترامها لمبادئ حقوق الانسان، مدعية انها تدخل تحت تصنيف الحريات الشخصية لما يطلق عليهم الجنس الثالث! والغريب في الأمر أنها حصلت على دعم ورعاية غير مسبوقين قياساً بقضايا مهمة ذات أولوية كبيرة فتكت بالشعوب كالمجاعة والاوبئة والامية والتخلف والادمان والحروب وغيرها الكثير وكأن هناك مخطط عالمي تم اعداده بشكل متقن، ليشمل جميع الدول بغض النظر عن اعتقاداتها وتركيبتها المجتمعية.

والغريب في الأمر؛ أن هناك اصرار دولي يقاد بشكل رسمي من قبل الانظمة الغربية على تصدير المثلية الى المجتمعات وبالخصوص الاسلامية منها مستخدمة كل اساليب الضغط لإرغام الانظمة لتسهيل عملية ولوج المثلية الجنسية الى تلك البلدان باعتبارها حالة طبيعية تحمل غطاء اممي للمساهمة في تشجيع الظواهر الشاذة في تلك المجتمعات على الطفو على السطح وجعلها واقع مجتمعي وعلى الجميع تقبله.

هذا الاصرار رافقه دعم لمنظمات مشبوهة محسوبة على منظمات المجتمع المدني وكذلك دعم شخصيات مؤثرة في المجتمع منها فنية واعلامية وسياسية لتكون الحامي والمروج لمشروع عولمة المثلية الجنسية.

في ظل معطيات خطيرة تتسم بعدم قدرة الانظمة الاسلامية ومؤسساتها على مجابهة المد الغربي والوقوف بوجهه واعداد إستراتيجية تشترك فيها البلدان الاسلامية لإيجاد الحلول والعلاجات الناجعة لإيقاف هذا السيل الجارف المدعوم غربياً.

وهنا يجب ان تكون الخطط والاستعدادات بمستوى وحجم المشكلة، ومغادرة الاساليب القديمة في خطب ومجالس الوعظ المغلف بالنفاق وتدليس الحقائق لأنها اصبحت جزء من المشكلة وسبب رئيسي لنفور المجتمع.

وعليه يجب استخدام نفس الاسلحة الغربية المستخدمة والعمل وفق ما يطلق عليه بالهندسة العكسية، في اعادة صياغة الاساليب المستخدمة للمكانة الغربية تجاه شعوبها وتصديرها لهم من جديد كما معلوم للجميع ان الغرب استخدم سلاح حقوق الانسان وحرية التعبير لتدمير كل الدفاعات التي تستخدمها الامم لحماية شعوبها من الثقافات والممارسات الدخيلة عليها.

ومن هذا المنطلق صار لزاماً استخدام نفس السلاح واعادة توجيهه نحوهم. عبر مخاطبة الدول الغربية الداعمة للمثلية ورعاية حقوقها للموافقة على احتضان الحالات المثلية الشاذة التي يثبت شذوذها في المجتمعات الاسلامية ومنحها حق اللجوء ودمجها في مجتمعاتها التي تجيز المثلية وترعى حقوقها، كونها قد تتعرض للتعنيف والاضطهاد، لخصوصية المجتمعات الاسلامية الرافضة هكذا علاقات.

وهنا سيتضح زيف الشعارات الغربية التي تنادي بها بل سرعان ما ستغادر هذا المخططات لأنها لا تستطيع ان تجابه نفس ادواتها فتكون محرجة امام ما ألزمت نفسها به امام شعوبها على مدى عشرات السنين.