هل تناول بعض الأطعمة يسبب ’قسوة القلب’؟

في حال أكلت لحوما بنيت على صحة تذكيتها وحليتها بالطرق الشرعية، ثم تبين خلاف ذلك فهل هناك أثر تكويني أو غيره لهذا الطعام؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الجواب من سماحة آية الله السيد منير الخباز:

لا إشكال أن الإنسان المسلم إذا لم يعتمد على حجة شرعية في مقام تناوله للأطعمة أو الأشربة فإن روح اللامبالاة توجب أثراً وضعياً في نفس الإنسان وهو قساوة القلب، كما أشار إلى ذلك الإمام الحسين عليه السلام في خطابه للجيش السفياني المواجه له يوم عاشوراء، فقال «مُلئت بطونكم من الحرام فقلوبكم كالحجارة أو هي أشد قسوة».

ولكن إذا كان الإنسان متحرزاً واعتمد على الحجج الشرعية في الأطعمة والأشربة، ثم انكشف بعد ذلك أن ما تناوله لم يكن مذكى واقعاً فلا يترتب على ذلك أثر وضعي روحي، نعم قد يترتب على ذلك أثر بدني وهذا لا فرق فيه بين المذكى وغيره، فلو افترضنا أن الإنسان مثلاً شرب عصيراً بناء على أنه طاهر إما بإخبار ثقة أو بناء على أصالة الطهارة، ثم انكشف أن العصير ملوّث وفيه بعض القذارة والنجاسة فإن أثر القذارة وهو الأثر التكويني وليس الأثر الروحي ينعكس على البدن شاء الإنسان أم أبى، بل قد يأكل الإنسان لحماً مذكى، ولكنه يكون متعفناً فيؤثر في بدنه، فهناك فرق بين الأثر التكويني البدني والأثر الروحي القلبي، فإن الأثر البدني التكويني قد يحصل حتى لو كان اللحم مذكى، وأما الأثر الروحي الغيبي فهو منوط بالتحرز من قبل الإنسان وعدمه، فإن كان متحرزاً وقاه الله، وإن لم يكن متحرزاً فقد يكون مبتلى بهذا الأثر الوضعي.