فتاة في العشرين تقتل أباها!

أنا فتاة في العشرين من عَمُري... كُنت أدرس بجدٍ واجتهاد، فأنا الفتاة الوحيدة للعائلة، ولدتُ بعد معاناة، كان أبي يراني زهرة البيت، يعمل بجد كي يوفر لي ما أحتاج.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

أتعرفن عندما يعود أبي من العمل، يناديني: يا طفلتي؟

فتأتي أمي وتقول هي أصبحت شابة لمَ تناديها يا طفلتي؟

أجاب أبي بحسرة: هي طفلتي مهما كبُرت، سوف أراها طفلتي الحبيبة، وأناديها كما أحب...

أحبني أبي، وأراد بَحُبهِ أن أصلَ إلى أعلى المراتب، كُنت مجدةً بدراستي، وأحاول أن أُكمل تعلُّميِ، حتى أعينُ أبي في المستقبل، هذا أيضاً ما أرادهُ ولكن…

عندما دخل أصدقاء السوء إلى حياتي، لا يقع اللوم عليهم فقط، ولكن ألوم نفسي، على أنني خُنت ثقةَ أبي وأمي بي:

بدأتُ التخطيط لقتل أبي، بخطوات اتبعتها من خلال صديقاتي، بدأ الأمر بتغيّر مظهري، كانوا يسمونها الموضة، بدأت بالتغيير شيئاً فشيئاً، وبدأ المشوار، طلبتُ من أبي أن يشتري لي هاتفًا جديدًا كصديقاتي، يحتوي على كُل برامج التواصل الاجتماعي. لا يستطيع أبي أن يرفض طلبًا لي، خوفاً من أن يكسر خاطر طفلته…

أقنعَتهُ بأني أُريد أن أعتمد الهاتف للدارسة من خلال الإنترنت، أدخلتني صديقتي بمجموعة أسموها شباب وبنات؛ رَفَضتُ في البداية، فقالت: صديقتي، وما المانع نحن في الجامعة شباب وبنات؟ ما المشكلة إذا كُنا في مجموعة عبر برامج التواصل الاجتماعي!

أقنعتني، دَخَلت، وكان مجرد كلام عابر لهذا وذاك... شيئاً فشيئًا بدأ التفاعل، تكلمت مَعَهُم، بادلتهم الآراء، تفاعلت أكثر وأكثر، دخل شاب من ضمن المجموعة، وتكلم معي، في محادثة خاصة أنا وهو فقط، بحجة أني أختلف عن الآخرين، وآرائي جميلة، فتطور الموضوع شيئاً فشيئًا، بادر بكلام الأعجاب والحب، أحببتكِ كلمة تكررت على لسان هذا الشاب، ومن دون وعي أو تفكير انَجَرَفتُ في هذه العلاقة الخاطئة، انَجَرَفتُ في أمور خاطئة، لم أفكر بديني، وعقيدتي، وأهلي، وأبي الذي أعطاني كُلَ شيء.

هُنا قَررتُ أن أقتل أبي!

خَرَجتُ من ثوبي وتربيتي، استغلني بكلام الحب والانفتاح، طَلبَ مني صورةً خاصةً لي، بحجة أنهُ سيكون زوجي المستقبلي... استسلمت لهذا الموقف، بعثت له بصورةً ظنَنَتهُ صادقاً بقوله لي بأنه سوف يأتي لخطبتي؛ شيئاً فشيئًا اتضحت الأمور، وبدأ بالتهرب مني، وعندما واجهته وقُلت له: إني سوف أُخبر الأصدقاء، ظهر على حقيقته، وبات يُهددني بالصور التي يمتلكها!

لم أكن أعرف أنهُ سَيُنفذ تهديده، نشر الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي...

هُنا قَتَلت أبي!

قَتَلت أبي بأخطائي، قَتَلت الثقة التي أعطاها لي، انَجَرَفتُ دون إن أدري...

أروي لَكُنَ حكايتي، ليس دفاعًا عن نفسي، ولكن أُريدُكُنَ أن تَكُنّ حَذِرات، ولا تَسَتَهنّ بحُب الأب، والأم، لكن أعرفن أني قد أخطأت بهذا التصرف، واجَعلْنَ مني عبرةً لمن تعتبر، إعرفن أني عندما خُنت الثقة التي أعطاني إياها أبي: قَرَرتُ أن أقَتَل أبي...

* رحاب سالم البهادلي