يتقبّل من المتّقين: فئة من الناس لا تُردّ أعمالهم.. ما مصير الآخرين؟!

عندما تقول الآية المباركة "إنما يتقبل الله من المتقين" فهل يفهم منها أن الله لا يقبل الأعمال الصالحة من غير المتقين؟ وبناء على فهمه منها ألا يؤدي ذلك إلى عدم حرص غير المتقي على فعل الصالحات بذريعة أنه لن يُقبل منه؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الجواب من سماحة آية الله السيد منير الخباز:

لا إشكال أن للقبول مراتب كما أن للتقوى مراتب، فلكل مرتبة من القبول بإزائها مرتبة من التقوى، فالشخص المصر على المعصية مع التفاته إليها وإصراره عليها يكون فاقداً لأدنى مراتب التقوى، وبالتالي يكون فاقداً لأدنى مراتب القبول ولكن الشخص الذي يعصي الله ولكنه يتأذى ويتألم من المعصية، وقد يتوب وقد يعود إلى الذنب مرة أخرى فإن هذا الشخص واجد لمرتبة من مراتب التقوى وإن لم يكن تقياً بالمعنى الأتم.

إلا أن تألمه من الذين الذي يرتكبه هو مرتبة من مراتب التقوى، بإزاء هذه المرتبة يحظى بمرتبة من مراتب القبول وهو إعطاء الثواب على العمل الصالح الذي قام به، وأما إذا كان بمستوى درجة العدالة والوثاقة فإن بإزاء هذه المرتبة من التقوى يحصل على مرتبة أخرى من القبول وهي أن يكون لهذا العمل آثار أخروية متنامية؛ حيث إن الأعمال الصالحة لها آثار متنامية، نظير الشجرة المباركة التي تنمو في كل آنٍ وفي كل لحظة بثمر جديد، فهذه الآثار المتنامية هي درجة أخرى من القبول غير أصل العمل وإذا كان في منتهى مراتب التقوى كان عمله في منتهى درجات القبول، فقد يكون عمله سبباً لأن يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.