«السيد السيستاني».. سيّد النجف وزعيم حوزتها

المرجع الأعلى يفتخر بالعراق

محمد تقي الشمري:

فجر يوم الثلاثاء الماضي وبعد وصول نبأ رحيل المرجع الشيخ لطف الله الصافي الگلبايگاني (رضوان الله عليه) كنت أتصفّح بعض الملفات في الأرشيف، ومما راجعته هي رسالة قد بعثها الفقيد الراحل إلى المرجع الأعلى السيّد السيستاني (حفظه الله تعالى) بمناسبة النصر على الإرهابيين الدواعش قبل سنوات؛ يبارك له فيها النصر ويدعو لسماحته بالخير والعافية.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

لكن ما لفت انتباهي هو مقطع جميل من ردّ سماحة السيّد السيستانيّ على الرسالة؛ إذ يشير في ردّه إلى بطولات وتضحيات الشعب العراقيّ وأنها "لم تكن بعيدة عن توقّعاته".

بالنظر إلى أهميّة الرسالة من ناحية المُرسِل والمرسَل إليه والمناسبة؛ كونها من مرجع إيرانيّ كبير بثقل الشيخ الگلبايگاني؛ لتُسلّم إلى مرجع الطائفة في النجف الأشرف بيد وكيله العام السيّد جواد الشهرستاني؛ وبمناسبة انتصارِ فتوى الدفاع الكفائي التاريخيّة؛ كل ذلك لم يمنع المرجع الأعلى من ذكر العراق وشعبه الصابر الصامد والمضحي والإشادة ببطولاته وتضحياته، وكأنّي بهذا الرجل الصالح لا ينقطع عن الثناء على هذا الشعب في كلّ مناسبة، هذا الشعب الذي يعيش معه الهموم والتحديات منذ عقود في زقاق نجفيّ قديم.

شاء الله أن ينعم على المؤمنين بقيادة حكيمة رشيدة في سنوات مصيريّة ومفصليّة تاريخيّة كادت أن تُستأصل فيها قوى الإيمان على يد أعداء الدين لكن رعاية المولى صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) كانت حاضرة وبجهود فقهاءٍ عدولٍ كرامٍ يقودهم سيّدٌ حسينيّ من أرض طوس؛ مُلقّبٌ بسم مدينة جده شيخ الإسلام في "سيستان" ذلك الفقيه الزاهد أبو الرضا سيّدنا العليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه الشريف)؛ به وبرفاقه الفقهاء العدول، وبصبرهم وتضحياتهم؛ حُفظ الدين وأهله.

أيُّ نعمةٍ أنت؟! يا سيّد النجف وزعيم حوزتها.