للمشاهير البكاء على ’الحفلات’.. وللمؤسسات الدينية إنقاذ ’مرضى السرطان’!

مجرد حفلة وعشرات الجرائم!

بعد مهرجانات الغناء التي أقيمت في العراق وما تمثله من حدث غريب على جو وثقافة هذا البلد ونوعية من تم تصديرهم إلينا والملاحظات التي عليهم من قبل مؤسسات ومواطني بلادهم الأصلية، حصلت موجة اعتراضات من قبل المواطنين والشخصيات المختلفة ولست في مقام تقييم الاعتراضات، لكنها على كل حال تدخل ضمن حرية الرأي المكفولة للجميع والتي لا يمكن أن يمنعها أحد وفق مزاجه الخاص.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الذي لاحظناه هو موجة أخرى تلَت هذه الاعتراضات والاستنكارات يتم فيها استغلال أي حادثة مؤسفة تقع بالنيل من المعترضين والاستنكار عليهم بأنهم لا يتضامنون مع القضايا الإنسانية ولا يستنكرون الجرائم التي تحصل إلا الحفلات الغنائية، بشكل يوحي بأن المستنكر للحفلات الغنائية راضٍ بالأفعال الشنيعة التي تحصل!

وهذه الملازمة ليست منطقية ولا عرفية ولا تدخل إلا ضمن المغالطات والتحايل.

هل يعلم الجميع أن كل جريمة تحصل سببها تهاون في حكم شرعي صغير تفاقم ليصل الى مصيبة كبيرة، هل يعلم أن كل الانحطاط الأخلاقي الذي وصلنا إليه هو نتيجة الاستهزاء بالأحكام الشرعية وتصغيرها وجعلها مواداً للسخرية وحذفها بدواعي الحريّة الشخصية؟!

هل تعلم أن كل حكم شرعي عنوانه الحرمة هناك عِلل لحرمته ناظرة الى النتائج الخطرة التي سوف يصل إليها المجتمع فيما إذا اقترفه ولم يتحاشاه تسمى بمقدمات الحرام؟

هل تعلم أن كل مجرم ومريض نفسي لم يُخلق بهذا الإجرام الكبير إلا بعد أن اجتمعت جرائم صغيرة تهاون بها مع نفسه وتهاون المجتمع معه!

لقد قرأتُ قبل أيّام مقالاً فيه إحصائية قامت بها إحدى المراكز الأجنبية حول حالات التحرّش في الحفلات الغنائية في عدّة مدن، وكانت الأرقام مُرعبة والنسب كبيرة!

فماذا نرتجي من اختلاط غير محدود وحركات غريبة وطرب ومحتوى الأغاني أن يحصل؟!

ونحن الآن سوف ننتظر حتى تقع حالة تحرش جرّاء هذه الحفلات أو حالات أخرى لنجلس ونتباكى ويُلعن "المجتمع الذكوري" ورجال الدين من قبل صفحات المشاهير والبلوگرات التي لا تجيد سوى استغلال الأحداث وزيادة المنشورات.

متى تفهمون أن الإنسانية ليست في الكلام ولا التباكي وأن السذاجة لا تدوم، فمئات الحالات الإنسانيّة التي نراها من الأيتام والحالات المرضيّة مثل مرضى السرطان والفقراء، لم ترعها وتشفق عليها إلا مؤسسات دينية.

نحن لا نطالبكم بالدعم الحقيقي بل نطالبكم بعدم استغفال الناس وأنفسكم!