من واقع الإسلام: الطعام والعناية به

من النعم الآلهية التي خص الله تعالى بها الموجودات على ظهر هذه البسيطة هي نعمة الطعام، حيث أن الكلام حول هذا الموضوع يمكن أن نتناوله من عدة جوانب لها دخل مباشر في حياتنا اليومية 

ما هو المراد من الطعام؟

قيل أن المراد من الْطَّعَامَ هو كلُّ ما يُؤْكَلُ وبه قِوامُ البَدَنِ، وقيل أنه كلُّ ما يُتَّخذ منه القوت من الحنطةِ والشعيرِ والتمرِ.

الطعام في المنظور الديني

إن الطعام له حيز كبير في الجانب الديني، حيث وضعت له عدة قوانين وتشريعات من حيث النوع والكم والزمان والمكان الذي يسوغ فيه تناول الطعام.

فمثلاً تختلف الديانات في نوعية الأطعمة التي يتناولها الأتباع، فقد تشترك تلك الديانات في إباحة شيء أو حظره، أو يكون مباحاً عند بعضها محظوراً عند الآخر.

وبحثنا يتركز حول موضوع الطعام في الإسلام، حيث حدد القرآن الكريم والسنة المطهرة نوعية الأطعمة التي ينبغي تجنبها والأطعمة التي يسوغ تناولها.

1 ـ الذبائح:

قال تعالى :{قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةً أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزيرٍ فإنه رجسٌ، أو فسقاً أهل لغير الله به ، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم} الأنعام (145) .

وفي سورة المائدة قال تعالى : {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ، وما ذبح على النصب وأن تستقسمها بالأزلام}.

معاني تلك الأقسام :

الميتة : هي التي تموت أو تذبح بطريقة غير شرعية 

المنخنقة: فهي الدابة التي تتعرض للخنق فتموت.

وأما الموقوذة: فهي التي تضرب بحجر أو بعصا أو فتموت.

وأما المتردية: فهي من تعرضت الى السقوط من مكان عالٍ فماتت.

وأما النطيحة: فهما دابتان تنطح إحداهما الأخرى فتقتلها.

وهذه الأقسام كلها محرمة بدليل الآيات المتقدمة.

2 ـ الأسماك:

وهذا القسم مختلف بين المسلمين فعند الشيعة لا يسوغ أكل الحيوانات التي تعيش في الماء إلا السمك الذي يحتوي على القشور بشرط خروجه حياً من الماء.

وأما باقي فرق المسلمين فتجيز أكل غالبية الحيوانات التي تعيش في الماء.

[ذات صلة]

من هم الذين يجب على المكلف إطعامهم؟

يقول الفقهاء يجب على المكلف أن ينفق على من يعول وهم الزوجة والأبناء، وكذلك يجب عليه الإنفاق على الأبوين إذا غنياً وهما فقيران، والعكس صحيح.

ثمرة بذل الطعام

هناك روايات كثيرة تذكر الآثار الوضعية لإطعام الطعام، فقد ورد في الكافي الشريف 

عن أبي الحسن عليه السلام قال: من موجبات مغفره الله تبارك وتعالى إطعام الطعام.

وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: المنجيات إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام.

عن علي ابن الحسين عليه السلام قال: من أطعم مؤمنا أطعمه الله من ثمار الجنة.

إتلاف الطعام 

من الأمور التي قد نهي عنها إن يتلف الطعام الذي يمكن أن يؤكل، إلا أن يكون هناك حيوان يمكن أن يستفيد من هذا الطعام، لأن إتلاف الطعام بطريقة يعتبر هدراً للنعمة الآلهية، وتترتب عليه إجراءات آلهية عقابية دنيوية قبل أن تكون آخروية.

فعن عمرو بن شمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إني لألعق أصابعي من المأدم حتى أخاف أن يرى خادمي أن ذلك من جشع، وليس ذلك كذلك، إن قوما أفرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجاء فجعلوا ينجون(1) به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل، قال: فمر رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها، فقال: ويحكم اتقوا الله لا تغيروا ما بكم من نعمة، فقالت: كأنك تخوفنا بالجوع؟ أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا لا نخاف الجوع، قال: فأسف الله عز وجل وضعف لهم الثرثار وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض، قال: فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوه، ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل، فإن كان ليقسم بينهم بالميزان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 بمعنى أنهم يستعملون الخبز اشبه بالحفاظات التي يلبسها الطفل الرضيع.