أحسن الظن بالآخر.. لا تكن مغروراً

ثقافة الحكم الإيجابي على الآخرين

ما معنى الحديث القائل: سُئِل الإمام الحسين (ع) عن الأدب فقال (ع): "هو أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحداً إلّا رأيت له الفضل عليك ".

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الجواب :

واحدة من التعاليم الأخلاقية المهمة التي ترشد لها النصوص الدينية هي ثقافة الحكم الإيجابي على الآخرين، بمعنى الإقرار بفضلهم في موارد صوابهم وحملهم على محامل حَسِنَة في موارد اشتباههم وخطئهم وهذا الحديث وإن كان مشكوك النسبة إلى الإمام (ع) إلّا أنّ مضمونه صحيح تدلّ عليه روايات أخرى متظافرة في هذا المعنى .

وبصورة عامّة يتجه الإرشاد الإسلامي في مجال الأخلاق الى ثقافةٍ قائمة على نمطين:

الأوّل: يتعلق بالذات وهو اتهام النفس، لا بمعنى جَلد الذات وإنما بمعنى عدم الحكم بتزكيتها، بل الله هو الذي يزكي الأنفس وهذا يصب باتجاه إشعارها بضرورة مواصلة السعي في طريق تكاملها .

الثاني: يتعلّق بالآخرين وهو ضرورة حسن الظن بهم وعدم إصدار الأحكام السلبية بحقهم ما أمكن إلى ذلك من سبيل ، ويتضح ذلك بصورة جلية في حديث رواه (ابن شُعبَة) في كتاب (تحف العقول) عن الإمام الرضا (ع) قال: "لا يتمُّ عقلُ امرئٍ مسلمٍ حتى تكون فيه عشر خصال" ثمّ  قال في الخصلة العاشرة: أن "لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى. إنما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي شر منه وأدنى قال: لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شرٌ لي ".

والخلاصة :

إنّ الانسان لا ينغي له أن يستولي عليه الغرور فيتعالى على الناس فيُمعِن في إصدار الأحكام السلبية اتجاههم بل يجب عليه إن رأى من هو أفضل منه اعترفَ له بفضله وسعى في الوصول الى مقامه بتهذيب نفسه وإن رأى من هو أدنى منه شكّ في حكمه واحتَمَلَ أن يكون لهذا الإنسان من أعمال الخير ما لم يطلع عليه أحد وهكذا.