لماذا تصدّت العتبة الحسينية لمعالجة ’الأورام السرطانية’؟

 

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

من خلال حرصها على رفد جميع مؤسسات الدولة بعد أن رأت العجز لدى تلك المؤسسات من توفير ما يحتاج إليه أبناء الشعب العراقي، تصدت العتبة الحسينية المقدسة للأخذ بزمام الأمور بأنشاء مؤسسات كبرى منها التربوية والطبية وغيرها.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وكانت أخر ما أنشأته من تلك المؤسسات مؤسسة وارث الدولية للأورام السرطانية، التي تعد من أكبر المؤسسات الطبية في الشرق الأوسط من حيث الإمكانات العلمية والتجهيزية.

فهي تحتوي على عدد من الأقسام المهمة والدقيقة في تشخيص المرض ومعالجته إضافة إلى إنشاء مركز للدراسات والبحوث فيما يتعلق بهذا المرض الذي أصبح العالم بأسره يبحث عما ينهي انتشاره وخاصة في الشرق الأوسط.

لم تكن من نية إدارة العتبة الحسينية المقدسة الاستفادة من هذا المنجز بمردود مالي بل كان الهم الأكبر الذي تبحث عنه العتبة والمتولي الشرعي لها الشيخ عبد المهدي الكربلائي أمرين أساسين:

الأمر الأول: رفع عناء السفر إلى خارج العراق عن أبناء الشعب والذي بدوره يكلف الفرد منهم آلاف الدولارات التي تصرف هناك فعملت على رفع هذا العبء عن كاهل المرضى وذويهم بأن أنشأت هذه المؤسسات لتكون ذات كلفة مالية المراد منها سد حاجة المؤسسات من إدامة أبنية وأجهزة وتوفير مستلزمات الراحة للراقدين وذويهم وللمقيمين من الأطباء الأجانب التي عملت العتبة على تهيئتهم داخل هذه المؤسسات بتعاقد مالي يضمن للمرضى العلاج داخل العراق من دون الحاجة إلى عناء السفر المجهد والمكلف.

ليس ذلك فقط، بل عمدت العتبة بأمر المتولي الشرعي لها إلى تقديم الخدمات المجانية في أول افتتاحها إلى ما يزيد على ألف حالة مرضية من مختلف المحافظات العراقية بصور علاج مجانية بمناسبة ولادة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وحفيده الإمام الصادق (عليه السلام).

كما خصصت العتبة حصة علاجية مجانية على طول السنة للأطفال ممن يبلغ 12 عام فما دون.

الأمر الثاني: جعل العراق في مصاف الدول المتقدمة في مجال العلاجات والأبحاث حيث عمدت العتبة لأنشاء هذه المؤسسة العملاقة في العراق وهي تسعى لتكرار تجربتها في محافظة البصرة لتكون هذه المؤسسة منطلقاً ليكون العراق رائداً في مجال معالجة هذا المرض ليس فقط لأبناء الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، بل تسعى إلى جعله مقصد المرضى من خارج العراق لذا اطلقت عليه عبارة الوارث الدولي لتشير بذلك إلى استعداد هذه المؤسسة إلى استقبال المرضى من دول الجوار العربي والإسلامي لتقدم لهم المؤسسة جميع خدماتها من غير ان توجد فرقاً في أجور المرضى بين أبناء البلد ومن يقصدها من خارج العراق لطلب العلاج والتطبيب فيها.