حملات مسعورة: لماذا يستهدفون ’مقام المرجعية’؟!

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

 

المرجعية موقع قوة وصمام أمان

كتب محمود آل الشيخ العالي:

منصب المرجعية ليس مقاماً تشريفياً وإنما هو موقع مسؤولية وتكليف يتعاظمان على عاتق من يتبوأ المسؤوليات الجسام المتمثلة:

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

أولا: في بيان الحكم الشرعي لعامة المكلفين والتي تشكل بطبيعتها عملية مضنية مجهدة لما تحتاجه عملية الاستنباط من مراحل ومتابعة.

ثانيا: مسؤولية تحصين الأمة على المستويات المتعددة عقائدياً وثقافياً وفكرياً وأخلاقياً، مع الالتفات إلى حجم الفرق ومحدودية ما يمتلكه المرجع من أدوات ووسائل لتحصين الأمة في مقابل ما تمتلكه الأطراف الأخرى من وسائل وأدوات ضخمة، ولقد أسهمت المرجعية في هذا المجال بأدوار أساسية مع ما يتناسب وضرورة ظروف كل مرحلة من التعهد بإرسال المبلغين والمرشدين وتوفير الإمكانيات لهم وفتح المكاتب العامة وطباعة الكتب الدينية التوجيهية، كما نشهد هذا النوع من المشاريع في أنشطة المراجع العظام، كالسيد أبي الحسن الأصفهاني والسيد محسن الحكيم والسيد حسين البروجردي والإمام الخوئي والإمام الخميني والسيد السيستاني وغيرهم من المراجع رحم الله الماضين منهم وأيد الباقين.

ثالثا: بناء الشخصيات العلمائية من خلال عملية التدريس التي يتولاها المرجع إلى نهاية عمره، والتي يعد من خلالها عشرات المجتهدين والعلماء الذين يأخذون دورهم في الحياة الدينية والاجتماعية من مواقع مختلفة.

رابعاً: رعاية الشأن العام المتعلق بالإسلام والمسلمين من خلال متابعة الأحداث وإصدار البيانات واتخاذ المواقف التي تمليها الظروف القائمة.

خامسا: الدور الاجتماعي المتمثل في استقبال المؤمنين وقضاء حوائجهم وحل خلافاتهم والاستماع إلى شكاواهم، ولو من خلال الإيعاز إلى بعض مساعديهم أو من يثقون به من الناس للقيام بتلك المهمات.

كما أن المرجعية تأخذ قداستها في نفوس الناس من خلال ما تمثله من امتداد لخط الإمامة الكبرى وكون المرجع نائباً عن الإمام المعصوم، ومن خلال الأدوار التي تقدمت، ولذلك فمن الواجب على القواعد الشعبية والجماهير المسلمة أن تحفظ للمرجعية مكانتها وأن توليها حقها من القداسة والاحترام، وأن تمتلك الوعي تجاه الاتهامات الفارغة التي يطلقها البعض على المراجع بين وقت وآخر أو النقد العشوائي الذي يكون عن دواع وأغراض سيئة.

ومما يؤسف في هذا المجال أنه برغم الدور الكبير الذي تقوم به المرجعية في صون معالم الشريعة والذود عنها وحياطتها من الأخطار وما يمثله ذلك من حقيقة ناصعة لا تقبل أي شك، برهن عليها تأريخهم النقي والبعيد عن التأثر بالأهواء الشخصية والمطامح الدنيوية، إلا أن هناك من يتفاعل مع تلك التهم أو الانتقادات التي لا تصدر إلا من جاهل بتاريخ المرجعية المشرق، لضرب مقام المرجعية وزلزلة موقعيتها وإحداث الفتنة في أوساط الناس.

كما أن أصحاب الحملات المسعورة ضد المرجعية هم أشخاص مشبوهون من حيث الانتماء والأغراض والأهداف، ولعل هؤلاء يتحركون بدفع من جهات معادية تهدف للنيل من المرجعية الدينية ولكنها غير قادرة على مواجهتها بمسمياتها الحقيقية وشخوصها الواقعية فاتخذت هذا السبيل وهو تحريك بعض الشخصيات الساذجة ممن لا يحملون صدق الانتماء فيضربون المراجع من خلالهم.

وهنا لابد من تسجيل كلمة مهمة، وهي أن المرجعية تمثل موقع قوة في واقعنا الإسلامي وقد أدرك أعداء الدين وخصومه فاعلية هذه القوة ودورها المحوري ومدى تأثيرها البالغ فجدوا طاقاتهم وسخروا إمكانياتهم ونوعوا من أساليبهم الساقطة واستنفروا كل شياطينهم في سبيل إضعاف هذا الموقع وإسقاطه، فعلينا أن نتحلى بالمسؤولية والوعي لتمييز الدعاوى الكاذبة والتهم الزائفة وإفشال المخططات والمساعي ضد المرجعية المباركة.

المصدر: كتاب مقالات في المرجعية والتراث