المرجعية حول الانتخابات: تشجيع وتحذير

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

الانتخابات والمرجعية.. تشجيع وتحذير

كتب ثامر الحجامي

نعيش هذه الأيام نهايات العد التنازلي، لموعد إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، بعد توقف محركات الدفع التي كانت تريد تأجيلها.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

كالعادة فإن الشارع العراقي، يتفاعل مع الأحداث السياسية، بصورة كبيرة سلبا كان أو إيجابا، متأثرا بالحملات الإعلامية للكيانات والأحزاب المشاركة، التي تعيش حمى الصراع الانتخابي.

المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، كما يتنظر منها العراقيون، تكون حاضرة في هذه الأحداث التي تهم البلد، ولها علاقة بتحديد مصيره ورسم مستقبله.. فتصدر التوجيهات الحكيمة، التي تحدد البوصلة لرسم الطريق، وتحديد المسار الذي تمضي عليه الأحداث، ودائما ما تقوم التوجه الذي يأخذه الجمهور نحو حسن الاختيار والطريق الصحيح، وتحذر من العواقب والتداعيات الخطيرة، إذا حدث خلاف ذلك، فإن عاقبة سوء الاختيار والتصرف الخاطئ، سيدفع ثمنها الجمهور في النهاية.

تبعا لذلك صدر البيان الأخير، بعد سؤال مجموعة من المواطنين حول الانتخابات، فحملت الإجابة بين سطورها شقين، أولهما التشجيع على المشاركة الواعية والمسؤولة في الانتخابات القادمة، على الرغم من أنها لا تخلو من نواقص، وذلك لإيمان المرجعية بأنه لا بديل مأمون حاليا للعملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وإن طريق التغيير يجب أن يكون ضمن الأطر الدستورية والقانونية، والمشاركة الواسعة في الانتخابات ستجنب البلاد خطر حصول الفوضى والانسداد السياسي، كما حدث في الانتخابات السابقة.

لكن هذه المشاركة الواسعة يجب أن يصاحبها حسن الاختيار، وأخذ العبرة والدروس من التجارب السابقة، وهي فرصة مهمة لإحداث، تغيير حقيقي في إدارة الدولة، وإبعاد من تلطخت أيديهم بالفساد وسرقة المال العام، والمساومات على حساب مصلحة الوطن والمواطن، من خلال اختيار الكفوء والنزيه، الحريص على مصلحة العراق وأمنه وازدهاره، وهو أمر ممكن إذا كان الاختيار واعيا مبنيا على مراعاة المصالح العليا للبلد، دون التأثر بالمال السياسي والعشائرية والحزبية.

رغم أن المرجعية أكدت أنها لا تدعم قائمة أو أشخاصا، وأن القرار والاختيار متروك للجمهور، لكنها طالبت بإبعاد التأثيرات الجانبية، كالمال والسلاح غير القانوني، والتدخلات الخارجية عن الصراع الانتخابي، وإلا سيكون هناك تشكيك في نزاهة الانتخابات، وتأثير في نتائجها المستقبلية، التي ستنعكس على الواقع السياسي، وبالتالي وصول أطراف لا تؤمن بثوابت الشعب العراقي، ولا تحدث التغيير المنشود.

العراقيون الآن أمام الرهان الصعب، بين السير خطوات للإمام، وبناء العراق سياسيا واقتصاديا، أو اختيار وحوش تلتهم ما تبقي من خيراتهم، ولات حين مندم.