الإصبع السادس: وسائل الإعلام.. من الحاسوب إلى ’الهاتف المحمول’!

دخل خبراء الإعلام في تحديات متتالية مع تسارع الثورة الرقمية، وأصبحت مواكبة التقنيات الجديدة ضرورة للإستمرار في هذا الميدان، ومن ضمنها الإعتماد على الهواتف النقالة في كتابة القصة الصحفية والخروج من دائرة غرف الأخبار الضيقة وأجهزة الكمبيوتر العادية، ومتابعة القارئ الذي أصبح يعتمد على هاتفه في مواكبة الأحداث ووسائل الإعلام في كل مكان.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

وقال فريق من الخبراء في ندوة بعنوان "تطوير الأخبار في ضوء ثورة الهواتف النقالة واستخداماتها من قبل القراء"، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للصحافة الإلكترونية  (ISOJ، المنعقد في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأميركية، إن معظم غرف الأخبار ما زال يعتمد على أجهزة الكمبيوتر العادية في حين أن غالبية القراء تطالع الأخبار عبر هواتفها المحمولة، حسب ما جاء في موقع شبكة الصحفيين الدوليين.

ودار موضوع النقاش في الندوة حول مدى اعتماد الصحفيين والمحررين على الهواتف الذكية في كتابة القصص الإخبارية ونشرها على موقع صحيفتهم الإلكتروني من خلال الأجهزة المحمولة (دون اللجوء إلى استخدام جهاز الكمبيوتر).

وقالت ستيسي ماري اشمائيل، محررة برامج موقع باز فيد الإخباري، إنها تستطيع فعل ذلك كون مؤسستها باز فيد مكنت العاملين لديها من استخدام الهاتف بشكل فعال وقوي.

وأضافت ستيسي أن المهم ليس استمتاع القراء فقط بخبرة قراءة الأخبار عبر الهواتف بل أيضا استمتاع صانعي الأخبار بتجربة إعداد أو نشر الخبر عبر الأجهزة المحمولة.

ستيسي ماري اشمائيل: من المهم استمتاع صانعي الأخبار بتجربة إعداد الخبر عبر الأجهزة المحمولة

وأشارت إلى أنه بالرغم من جهود باز فيد في التركيز على العمل من خلال الهاتف إلا أن جهودهم ما زالت غير كافية، حيث يحصل جميع العاملين على أجهزة كمبيوتر محمولة في الوقت المطلوب فيه توزيع أجهزة هواتف وليس بالضرورة أن تكون الأحدث بل فقط أن تواكب تلك المستخدمة من قبل القراء.

وقدم فريق الخبراء المشاركين في الندوة عدة نصائح للمؤسسات الإعلامية حول كيفية الوصول إلى القراء في عقر دارهم من خلال الهواتف ووضع الخبر بين أيديهم.

ويعتبر الخبير تراي بروندريت مدير قسم في مؤسسة فوكس ميديا الإعلامية، أن السرعة هي العامل الأهم في نشر الأخبار عبر الهواتف.

ويفضل أن تحمل الصفحة في أجزاء من الثانية لكي تضمن عدم خروج المستخدم وإغلاق التطبيق، بالرغم من أن معدل سرعة تحميل الصفحة على الهاتف هو سبع ثوان. ويضيف قائلا إن المؤسسات الصحفية يجب أن تضع السرعة كمعيار للنجاح والنشر على غرار معيار عدد المشاهدات أو الزيارات. وذكر أن 20 بالمئة من عمليات البحث عبر موقع غوغل تمت من خلال الهواتف، ويعتمد هذا الموقع أيضا معيار سرعة تحميل الصفحة لتقييم المواقع الإلكترونية.

وأكّد الخبير بروندريت، أن سرعة الهاتف النقال ليست هي فقط العامل الأهم في استخدام التكنولوجيا ولا سرعة تحميل الصفحة على موقعك الإلكتروني بل أيضا من المهم امتلاك سرعة في إعداد وتحرير الخبر ويقول "السيارات السريعة تتطلب سائقا ماهرا".

من ناحية أخرى، لفتت الخبيرة ستيسي اشمائيل انتباه المؤسسات الإعلامية المشاركة في المؤتمر إلى أن قراءهم ليسوا فقط من سكان دول الغرب كالولايات المتحدة، حيث شبكات الإنترنت ذات السرعات العالية متوفرة مما يتيح تصفح سريع للمواقع الإخبارية عبر الهاتف.

آدم سيمسون: معرفتك بالمستخدم ستمكنك من تقديم محتوى جذاب يثير اهتمامه.

وتقول ستيسي "إنها تنفر من تصفح تطبيقاتها المفضلة عندما تكون في دولة فيها خدمة الإنترنت ضعيفة من حيث السرعة وتكلفة استخدام الإنترنت من خلال الهاتف مكلفة جدا".

وأضافت أن العامل الثاني المهم بعد السرعة هو السياق ويجب الاستفادة من حقيقة وجود الهاتف بين يدي المستخدم معظم الوقت بل منهم من يذهب إلى فراشه وبيده جهازه، مع العلم أنه قريبا سيتمكّن الناس من الاستحمام واستخدام الهاتف من خلال ساعة آبل الذكية.

لذا تمكننا التكنولوجيا من إقامة علاقة متينة لا بل تخلق حميمية مع المستخدم. مع هذا يجب أن تكون تلك العلاقة مدروسة من حيث تجنب إرسال إشعارات لقصص إخبارية لا تهم الشخص وليس لها علاقة بمجتمعه أو مكان إقامته وإلا سيصبح ذلك مصدر إزعاج للمستخدم.

ويؤكد على ذلك الخبير آدم سيمسون نائب الرئيس ومدير القسم الرقمي في شركة إي دابل يو سكريبس، الذي يتلقى إشعارات عن حركة المرور في مناطق بعيدة عن خط سيره.

ويقول سيمسون إن وسائل الإعلام ما زالت عمومية النشر، مضيفًا "إن معرفتك بالمستخدم أو القارئ ستمكنك من تقديم محتوى جذاب يبهجه ويثير اهتمامه".

بدوره عرض دريك مارتنت رئيس إقليمي لبرنامج في مؤسسة فايس ميديا الإعلامية، مقاطع فيديو ليدحض من خلالها فكرة أن الفئات العمرية من مواليد الثمانينات والتسعينات غير مهتمة بالأخبار.

وقال إن الأخبار المصورة والمنشورة على شكل مقاطع فيديو هي من أكثر المحتويات رواجا على موقع فايس المصمم لمستخدمي الهواتف، وأكد دريك قائلا "إن كل ما تريده أجيال الثمانينات والتسعينات هو شيء جديد".

ومن الأمثلة على التقارير الإخبارية المصوّرة التي عرضها دريك للحضور فيديو بعنوان “أشباح حلب” يتحدث عن حالة مدينة حلب السورية التي أصبحت خالية من سكانها.

المصدر: مواقع إلكترونية