’خرافات’ حول لقاح كورونا.. ما حقيقتها؟!

بالتزامن مع توفر لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، ظهرت مجموعات مناهضة للقاح وانتشرت كثير من المعلومات الخاطئة عن سلامته وفاعليته.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

 

تعمل عديد من المجموعات المناهضة للقاح على نشر الخوف والنظريات الخاطئة بين الناس (1,2)، ويعتمدون رئيسيًّا على نوعين من المعلومات المضللة، وهي:

1ـ شائعات السبب والنتيجة التي تربط بطريقة خاطئة ما بين وفاة الشخص بنحو مفاجئ مثلًا وأخذه للقاح مؤخرًا.

2ـ نظرية المؤامرة التي تزعم أنَّ للقاح تأثيرات جانبية خطيرة قد تشمل العقم والتعديل الدائم على الجينات (3).

فهل معارضة التطعيم أمرٌ جديد؟ لا يُعدُّ رفض التطعيم مصطلحًا أو فكرة جديدة؛ فقد بدأ رفض اللقاحات في أوائل القرن التاسع عشر عند البدء باستخدام لقاح الجدري بأعداد كبيرة (1,4).

ويعبّر معظم المناهضين عن مخاوفهم من التأثيرات المباشرة أو طويلة الأمد الّتي قد تكون مجهولة، فبعضهم ليس لديه ثقة بمأمونية اللقاح نظرًا إلى السرعة التي طوُّر فيها، ويعتقد آخرون أنّهم قادرون على تجاوز المرض بأنفسهم عن طريق الوقاية وتقوية جهازهم المناعي، ويعتقد آخرون بوجود موادَّ مريبة تتعارض مع مواقفهم الدينية والأخلاقية، ولا يمكننا سرد هذه الأسباب دون ذكر اعتماد بعض المناهضين على وسائل التواصل الاجتماعي أو مصادر غير موثوقة لقراءة معلومات عن اللقاحات، التي أثارت قلقهم بشأن الآثار الجانبية للقاحات المستخدمة (5).

وهناك أيضًا خرافات عدة عن تطعيم الأطفال؛ فيزعمون أن تعريض الطفل للقاح سيضعف مناعته وسيعرضه للخطر، والحقيقة أنّ العكس صحيح؛ فاللقاح يعرض الجسم لنسخ مضعّفة من الفيروس الأمر الذي يحثه على تشكيل أجسام مضادة تحارب العدوى فتسمح للجهاز المناعي بمقاومة المرض (2). 

ومن أكثر الشائعات التي يروج لها المناهضون أن اللقاح يسبب التوحد! إن هذه الفكرة خرافة شائعة ضد التطعيم، وتأتي هذه الأسطورة من دراسة ظهرت في أواخر التسعينيات؛ ادَّعى مؤلفو هذه الدراسة أن تلقي لقاح MMR ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يزيد من فرصة إصابة الطفل بالتوحد. ومع ذلك، أدت الانتهاكات الأخلاقية وتضارب المصالح وأخطاء أخرى في الدراسة إلى إضعاف مصداقيتها. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن تلك الدراسة شملت 12 طفلًا فقط. ووفق مراجعة بحثية أجريت ضمن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فلا يوجد دليل علمي صالح يربط هذا اللقاح بالتوحد (2,4).

للأسف، على الرغم من موافقة وتشجيع منظمات الصحة على أخذ اللقاح إلّا أنّ حركة الرفض تزداد نتيجة هذه الخرافات عنه (2). ولا يمكن تغطية الشمس بالغربال فها نحن اليوم بعد حصول الملايين في أنحاء العالم على أنواع مختلفة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، وتمكّن المنظمات والهيئات الطبية من تحديد الآثار الجانبية الحقيقية والنادرة التي قد يسببها اللقاح؛ يقول الخبراء أنه باستثناء الحالات النادرة لحدوث التأق -أي رد الفعل التحسسي الحاد- فلم تظهر أي آثار جانبية خطيرة أخرى بنحو شائع في ملايين الجرعات التي تناولوها (3).

نقلاً عن الباحثون السوريون

المصادر:

1- Haelle T. Vaccine hesitancy is nothing new. Here’s the damage it’s done over centuries [Internet]. Science News. 2021 [cited 25 August 2021]. Available from: هنا

2- Burgess l. Anti-vaccination: Myths and facts [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2019 [cited 25 August 2021]. Available from: هنا

3- Thompson D. Anti-Vaxxers Wage Campaigns Against COVID-19 Shots [Internet]. WebMD. 2021 [cited 25 August 2021]. Available from: هنا

4- Boulanger A. Anti Vaxxers: Understanding Opposition to Vaccines [Internet]. Healthline. 2017 [cited 25 August 2021]. Available from: هنا

5- Mavron N. COVID-19 vaccine refusal, UK - Office for National Statistics [Internet]. Ons.gov.uk. 2021 [cited 25 August 2021]. Available from: