في ظهور جديد.. ممثل ’’السيد السيستاني’’ يكشف منهج المرجعية في التعامل مع الازمات في العراق (فيديو)

حصل موقع "الائمة الاثنا عشر" على تسجيل فيديوي لممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي يتحدث فيه عن منهج المرجعية العليا في التعامل مع الشأن العراقي وفتوى الدفاع الكفائي وما جسدته قيم ومبادي، وبيّن أسباب الاستجابة الشعبية لها من مختلف طوائف الشعب العراقي.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

واصدرت المرجعية الدينية العليا عام 2014 عبر منبر الجمعة فتوى الدفاع الكفائي عقب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على محافظات الموصل وصلاح الدين ومناطق من كركوك والانبار وصولاً الى حزام بغداد.

وساهم إنكسار القوات الامنية آنذاك في زيادة المساحات التي وقعت تحت سيطرة التنظيم الارهابي، قبل ان تعيد فتوى الدفاع الكفائي والاستجابة الشعبية لها من المواطنين العراقيين بأعداد كبيرة المبادرة الى يد القوات العراقية ووضع حد لتقدم الارهابيين ودحرهم لاحقاً.

وشهدت المعسكرات ومراكز التطوع بعد انطلاق الفتوى اقبالاً كبيرً من المواطنين العراقيين من مختلف الطوائف وبمختلف الفئات العمرية لحمل السلاح والتوجه الى جبهات القتال استجابة لفتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي.

وأسهمت فتوى المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني بالجهاد الكفائي في بث الروح المعنوية لدى القوات الامنية ودعمها بأعداد كبيرة من المتطوعين في استعادة القوات الامنية العراقية لزمام المبادرة واستعادة الاراضي المغتصبة من التنظيم الارهابي في وقت كان ما يعرف بـ "التحالف الدولي" يتحدث عن الحاجة الى سنوات طويلة لتحرير الاراضي العراقية.

وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي في تسجيل فيديو حصل عليه "الائمة الاثنا عشر"، ان الفتوى المباركة جسدت في مضامينها الكثير من المبادئ التي وردت في مسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وعلى رأسها نكران الذات والتضحية والإيثار والدفاع عن الوطن والنفوس والاموال والاعراض.

وأضاف، ان لسان الخطاب في الفتوى كان موجهاً الى المواطنين ولم يرد فيه ما يشير الى مكون او طائفة معينة، بل ورد فيه الى "أبناء الجيش العراقي الذي يضم جميع المكونات، والمواطنين بصورة عامة، والوطن وما يتعرض اليه من مخاطر، والمواطنين بمختلف انتماءاتهم وما يتعرضون اليه من مخاطر"، وكان هذا الخطاب يعبر عن الهم الوطني للمرجعية الدينية لذلك كانت الاستجابة عامة ولم تقتصر على طائفة معينة.

وأضح سماحته، ان الفتوى ملزمة العمل لمقلدي سماحة السيد فلماذا استجاب جميع المواطنين من مختلف مكونات الشعب العراقي من ديانات اخرى ومذاهب اخرى لفتوى سماحة السيد السيستاني رغم انهم ليسوا من مقلديه ؟، مشيراً الى ان المنهج الوطني الذي انتهجته المرجعية العليا في الفترة السابقة ودفاعها عن حقوق ومصال جميع مكونات الشعب العراقي، وكانت تقف مع جميع مكونات الشعب العراقي في التحديات والازمات والمخاطر التي يمرون بها.

وتابع، ان المرجعية الدينية العليا كان لديها تطابق بين بيانتها وخطبها ومنهجها العملي، لذلك في المحن والمخاطر التي مرت بها بعض الطوائف العراقية وهم ليسوا من الطائفة الشيعية كما هو الحال في موقف المرجعية من النازحين.

واستذكر ممثل المرجعية الدينية العليا، موقف السيد السيستاني في توجيه معتمديه بنقل المساعدات والادوية والمواد الغذائية الى احدى المناطق المحاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي وايصالها الى المواطنين المحاصرين من الطائفة السنية عبر الطائرات رغم ما فيها من المخاطر الكبيرة على حياة المعتمدين.

واستذكر سماحته ايضاً، نقل المساعدات الطبية والمواد الغذائية الى النازحين الإيزديين أثناء فترة محاصرتهم من قبل تنظيم داعش الارهابي، وتقديم الدعم والمساندة للنازحين في كربلاء ومخيمات النزوح بقطع النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم واستقبالهم وتوفير كل الظروف والامكانات التي تشعرهم انهم ليسوا نازحين، وتوزيع المساعدات المتنوعة في مخيمات النزوح المختلفة دون تمييز.

وأكد، ان البرنامج العملي الحقيقي الذي انتهجته المرجعية الدينية العليا هي هموم الوطن والمواطن بصورة عامة ، لذلك حصل تناغم وانسجام كبير بين مواقف المواطنين بصورة عامة والمرجعية الدينية، وكان المواطنين بصورة عامة يقدسون سماحة السيد السيستاني.