البقاء للأقوى عقائدياً لا لـ «دُمى فيسبوك»!

تنويه: يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة عن رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»

الإنسانُ المُلتزمُ عقائدياً -  فقط - هو الذي يحسبُ له أعداؤه حساباً؛ لأنَّهُ نِدٌّ لهم، ويَدٌ عليهم، وهو خصمٌ عنيدٌ بعد ذلك، يُشقُّ بالمنشار، ويُحرَقُ بالنَّار وما تزيده شدَّةُ العذاب إلَّا إيماناً وعزماً؛ لأنَّه عصيٌّ على الكسر، وكيف يُكسرُ مَن اللهُ حشوُ قلبهِ وروحِه؟

أما الإنسانُ المائعُ عقائديَّاً يبقى أداةً بيد اللاعب من خلف الستار، على الدُّمية الغُرم، ولمحركِها الغُنم. ومتى ما انتهى دورُه على المسرح رُكِل بحذاء الطرد خارج الخشبة.

ترون هجمةً على صفحات الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي عموماً من فقاعاتٍ هنا وهناك، هذه دُمىً خرجت من بالوعة الأحداث وستنتهي في مجاريها، وهي عفَنٌ يوم خرجت نتْنَاً مُجسَّداً، وستنتهي نتناً مثلما بدأت.

وكم لهم من عفنين مثلها، لقد سمع حديثَ الغدير مئةُ وعشرون ألف صحابيٍّ، وبعد شهادة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ارتدَّ الجميع وكان الشيعة أربعاً لا غير، سلمان والمقداد، وعماراً وأبا ذر، لا يشكلون شيئاً من النسبة المئوية للمسلمين، وقاتل مع أمير المؤمنين - عليه السلام - عشراتُ الألوف من الناس، ما كان خمسون فيهم من يعرفه حق معرفته على تعبير بعض الروايات.

وارتدَّ النَّاسُ بعد الإمام الحسين عليه السلام إلَّا أربعة نفر.

واليوم بعد تلك الأربعة المتقدّمة، وهذه الأربعة المتأخرة نمى التشيّع، وازدهر المذهب وكثر معتنقوه، ولكن كما يصنع الفلاح حين ينظف الحديقة من الحشائش الضارة، والنباتات الطفيلية، لتتفتح البراعم في موسم الربيع، وتنمو البذور في الهواء النقيّ، يُغربل الله هؤلاء الشيعة،

فمنهم من يسقط في اختبار ظلامة الزهراء - عليها السلام -

ومنهم من يهوي في معرفة حقيقة المعصوم وعظمته،

ومنهم من يقع في انكار الضرورة الفقهية أو العقائدية،

ومنهم ومنهم..

الله تعالى حمى مكة المكرمة بالطيور..

وخرَّب سدَّ مأربٍ بفأرةٍ ..

وقلب موازين العالَم بفيروسٍ صغير لا يُرى بالعين المجرّدة..

لا يضر المذهب خروج فلانٍ وفلتانٍ عنه، بل البقاء للأقوى عقائدياً حين يهوي الضعيف عقائديَّاً إلى غير رجعة، والمرجعية العليا حاربها من هو أطول شارباً ممن يتكلَّم عنها اليوم وأكبر سلاطة لسان، فذهب عدوها فأراً في جحر دهليز، وبقيت المرجعية علماً شاخصاً في سماء الكون.