مؤسسة العين تعلن تصديها لإغاثة المصابين بكورونا: قفوا معنا في هذه المحنة

أعلنت مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية التي تعمل بمباركة المرجع الأعلى للشيعة آية الله السيد علي الحسيني السيستاني يوم الثلاثاء تصديها لإغاثة المصابين بفيروس كورونا ودعم الكوادر الصحية.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين...

وبعد...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

لا يخفى عليكم أن بلدنا يعيش اليوم وضعاً صحياً عصيباً جراء تفاقم جائحة كورونا، وارتفاع أعداد المرضى المحتاجين إلى المواد الطبية، وافتقار المستشفيات - مع الأسف الشديد - إلى المواد والمستلزمات الطبية الضرورية لمكافحة هذا الوباء وإنقاذ أرواح الآلاف من أبناء الوطن، الأمر الذي يُحتم علينا جميعاً، أفراداً ومؤسسات، أن نكون يداً واحدة في مواجهة هذه الأزمة، وأن نقف مع المحتاجين بكلِّ ما لدينا من إمكانيات ماديةٍ وغير مادية لنخفف من معاناتهم وآلامهم، وأن نساند الملاكات الطبية التي تقف في الخط الأول في هذه الأزمة.

أيها الأحبة: لقد كنتم طوال مسيرة المؤسسة الداعم الأكبر، والمساند الأول لها ، فما بذلتموه من جهود مازال أثره باقياً إلى يومنا هذا، وسيظل كذلك حتى يشاء الله سبحانه وتعالى، وكنتم السباقين إلى دعم الحملات التي تقوم بها المؤسسة لإقامة المشاريع المخصصة لليتامى، ولاسيما الحملتين الأخيرتين ، حملة "ولا يضيعوا بحضرتكم" الثانية الرامية إلى كفالة اليتامى، وحملة "تجدوه عند الله" لمساعدة الأسر ذات الدخل المحدود التي تضررت نتيجة انتشار الوباء وفرض حظر التجوال من خلال توزيع سلات غذائية لها.

أيها الإخوة : رغم الظروف العصيبة التي نعيشها اليوم جراء هذا الوباء ، وما رافقه من تردٍ في الوضع الاقتصادي، إلا أننا رأينا - بصفتنا مؤسسة إنسانية تُعنى بمساعدة المحتاجين - أنه لا بد لنا من التصدي لإغاثة المرضى المصابين بهذا الوباء ، ومد يد العون إلى الملاكات الطبية العاملة في بلدنا العزيز الذين فقدنا كثيراً منهم – مع الأسف الشديد - من خلال رفدهم بالأجهزة والمواد الطبية اللازمة لمكافحة هذا الوباء.

نتيجةً لهذه المعطيات، وانطلاقاً من واجبنا الديني والوطني، وامتثالاً لفتوى التكافل الاجتماعي التي أطلقها مرجعنا المفدى (دام ظله الوارف)، أطلقت مؤسسة العين من خلال مشرفها العام فضيلة العلامة الشيخ أمجد رياض (دامت توفيقاته) حملة الإغاثة الطبية التي حملت اسم (ويؤثرون على أنفسهم) لجمع التبرعات في داخل العراق وخارجه من أجل شراء مواد وأجهزة ومستلزمات طبية، لرفد المستشفيات الحكومية والأفراد المحتاجين بها ، وقد أشار فضيلته خلال كلمته إلى نقطة مهمة جداً عندما بيَّن أن هذه الحملة في الوقت الذي ستسهم به في إنقاذ حياة الناس، فإنها ستقلل من أعداد اليتامى التي ستكون نتيجة طبيعيةً لزيادة أعداد الوفيات، أي بإنقاذكم حياة إنسان فإنكم تحفظون طفلاً من اليتم وتصونون عائلةً من الضياع.

إن هذه الحملة جاءت بعد دراسة أجريناها على الموقف الصحي للبلد، ومشاورات مع متخصصين في المجال الصحي، وبعد لجوء العديد من الأطباء إلى مؤسسة العين في داخل العراق وخارجه، داعين المؤسسة إلى التحرك لإغاثة إخوانهم المرضى لما رأوه من العين ولما تتمتع به من مقومات وامتيازات على الصعيدين المحلي والدولي دون غيرها من المؤسسات في العراق، وبذلك أصبحت العين ملزمةً بمد يد العون لهم ، بعد أن استوفت جميع المتطلبات اللازمة لإطلاقها من خلال إعداد الخطط ووضع والآليات وتحديد الأهداف ، واعتماد فريق متمرس من الأطباء لتحصيل الأجهزة الطبية والمستلزمات بأسعار مناسبةٍ في هذه الظروف ، وتشكيل اللجان التي ستدير هذه الحملة الكبيرة ، حيث شكلنا ما يزيد على الأربعين لجنةً في بغداد وبقية المحافظات العراقية، ليخرج العمل كما جرت العادة في الحملات السابقة التي أطلقتها العين، عملاً منظماً شفافاً يعكس صورةً مشرقةً عن الإمكانات العراقية، وقدرتها على التصدي للأزمات.

لذا، نرجو منكم أن تقفوا معنا في هذه المحنة التي يعيشها إخوانكم في الدين والوطن إذ لم يبقَ لهم إلا أبناء المؤسسة الطبية الذين يقفون في خط الصد الأول في هذه الأزمة والمؤمنون الذين مدوا يد العون لهم، وأن لا تدخروا جهداً في هذا السبيل، فحياة أهلنا تتوقف على تلك الجهود، ولا تنسوا أن الوضع اليوم يتطلب منا التفاعل في ما بيننا مؤسساتٍ وأفراداً ، وتكثيف جهودنا أكثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشونها اليوم، إلا أن أملنا كبير بعطائكم وكرمكم، فأنتم أهل المروءة والنخوة، وأصحاب المواقف في الظروف الصعبة، ولا شك في أن التأريخ سيحمل بين طياته تلك المواقف النبيلة التي سجلتموها يوم وقفتم بوجه الإرهاب وذُدتم عن حمى الوطن، وأسهمتم في كفالة اليتامى ورعايتهم، ومددتم يد العون إلى النازحين، وكنتم السباقين إلى إغاثة إخوانكم المتضررين من جائحة كورونا.

ختاماً، أوصيكم ونفسي ببذل قصارى جهودنا في سبيل إنجاح هذه الحملة، فهو - كما أشار فضيلة العلامة الشيخ أمجد رياض (دامت توفيقاته) في كلمته - "واجب شرعي يتقدم على كل الواجبات اليوم"، ولو لم يكن بهذه الأهمية لما تدخلت العين في التصدي له، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ بلدنا وأهلنا من كل سوءٍ ومكروه...

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...

الأستاذ أحمد السوداني/ رئيس مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية