شواهد: نصوص تنصيب الأئمة (ع)

ذكرنا في مقال سابق أن من أسباب معرفة الإمام هو جريان قانون الإعجاز على يديه، فإذا تحقق هذا الأمر فإن صاحبه محق ويجب إتباعه، وهناك قانون آخر يكون طريقة للتعرف على الإمام المفترض لطاعة من دون إمكانية لخرقه، وهذا القانون هو النص، ففي الأصول أن النص ما لا يقبل الخلاف، أي له معنى واحد ومحدد، ويقابله المجمل، الذي يحتمل كلا الوجهين، ومعرفة الإمام هو بنص الإمام الذي قبله عليه، والنص هنا ليس بذكر صفة معينة أو لقب معين بل هو نص على الذات، بعبارة أخرى إستخدام إشارة حسية في تعيين المراد كمسكه من يده أو الضرب على فخذه أو وضع اليد على رقبته وهكذا ...

ومن يطالع روايات المعصومين (عليهم السلام) يجد أنها متطابقة تماماً مع هذا المضمون، وإليك الشواهد:

1- نص النبي الاكرم على أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) 

نص النبي الاكرم على إمامة امير المؤمنين في أكثر من موضع أبرزها وأهمها ما جاء في حادثة غدير خم حيث أخذ بيده ثم وقال من كنت مولاه فعلي مولاه[1]، فلو قال علي وليي ولم يره للناس لأمكن للمتربصين أن يقولوا ليس المقصود به علي بن أبي طالب بل هو علي غيره لذلك كان من حكمته أن يشخصه بمرأى ومسمع من جميع الحاضرين.

2- نص الامام علي على ولديه الامامين الحسن والحسين (عليهم السلام )[2]

عن سليم بن قيس قال: شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وأشهد على وصيته الحسين عليه السلام ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته، ثم دفع إليه الكتاب والسلاح وقال لابنه الحسن عليه السلام: يا بني أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن اوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إلي رسول الله صلى الله عليه وآله ودفع إلى كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين عليه السلام.

3- نص الامام الحسين على ولده الامام السجاد [3]

عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الحسين بن علي عليهما السلام لما حضره الذي حضره، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين عليه السلام فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين عليهما السلام مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين عليه السلام ثم صار والله ذلك الكتاب.

4- نص الامام السجاد على ولده الامام الباقر[4]

عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليهما السلام الوفاة، قبل ذلك أخرج سفطا أو صندوقا عنده، فقال: يا محمد احمل هذا الصندوق، قال: فحمل بين أربعة، فلما توفي جاء إخوته يدعون [ما] في الصندوق فقالوا: أعطنا نصيبنا في الصندوق فقال: والله ما لكم فيه شيء ولو كان لكم فيه شيء ما دفعه إلي وكان في الصندوق سلاح رسول الله صلى الله عليه آله

5- نص الامام الباقر على ولده الصادق [5]

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن أبي عليه السلام استودعني ما هناك، فلما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبدالله بن عمر فقال: اكتب، هذا ما أوصى به يعقوب بنيه " يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة، وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره، ويرفعه أربع أصابع وأن يحل عنه أطماره عند دفنه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله، فقلت له: يا أبت - بعد ما انصرفوا - ما كان في هذا بأن تشهد عليه فقال: يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال: إنه لم يوص إليه، فأردت أن تكون لك الحجة.

--------------
[1] ) الغدير - الشيخ عبد الحسين الأميني ج1 ص19
[2] ) الكافي للكليني ج1 ص 298
[3] ) نفس المصدر ج1 ص304
[4] ) نفس المصدر ج1 ص306
[5] ) نفس المصدر ج1 ص310