حديث الغدير.. نقبل بـ ’علي’ إماماً ولكن!!

دلالة حديث الغدير على الامامة الباطنية

قال بعضهم: إنّ حديث الغدير يدلّ على إمامة عليّ بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله مباشرة.

لكنّ الإمامة تنقسم إلى قسمين، هناك إمامة باطنيّة وهي الإمامة في عرف المتصوّفة، فعليّ إمام المسلمين بعد رسول اللّه بلا فصل لكن هو إمامٌ في المعنى، إمام في القضايا المعنوية، إمام في الأُمور الباطنيّة، والمشايخ الثلاثة هم أئمّة المسلمين في الظاهر، ولهم الحكومة ولهم الأمر والنهي، ولهم القول المسموع واليد المبسوطة والكلمة النافذة.

يقولون هذا، وكأنّه قد فوّض إليهم أمر الإمامة والخلافة وتقسيم الإمامة، بأن يضعوها بذلك المعنى لعلي وولده، وبالمعنى الآخر للمشايخ الثلاثة، ثمّ لمعاوية ثمّ ليزيد ثمّ للمتوكّل ثمّ وثمّ إلى يومنا هذا!! كأنّ الإمامة أمر يرجع إلى هؤلاء وما تهواه أنفسهم، بأن يقولوا لعليّ: أنت إمام بمعنى كذا، وأنت يا فلان إمام بالمعنى الآخر.

وهذا أشبه بالمضحكة، وإنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على عجزهم عن الوجه الصحيح المعقول، والقول المقبول.

(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) أي ليسوا بمؤمنين، أي لا يكونون مؤمنين (حَتّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْليمًا)(1).

(رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي اْلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ)(2).

(وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللّهُ)(3).

الحمد للّه الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين.

وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين.

وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين.