لماذا يعذّبنا الله في ’القبر’؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾

صدق الله العلي العظيم

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

من قرأ الآية المباركة لاحظ فرق بين العذاب والرحمة فالعذاب مشروط ومعلق ولكن الرحمة غير مشروطة ولا معلقة بل هي فعلية قال تعالى: ﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء﴾ فهو مشروط بالمشيئة إذا شئت أن أوقع عذابي على شخصا لأجل استحقاقه لإفاضة العذاب عذبته قد يكون مستحق للعذاب ولا أعذبه فعذابه وأن كان مستحق للعذاب يعتمد على مشيئتي إذا راءيت المصلحة في تعذيبه عذبته، إذا لم أرى المصلحة في تعذيبه فلن أعذبه وأنك كان مستحق للعذاب قال تعالى: ﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء﴾ فهو ليس عذاب فعلي إنما هو مشروط إما رحمتي فهي فعلية قال تعالى ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ إي أن الرحمة فعلية دائما متجددة هذه الرحمة الفعلية المتجددة لم أشترطها بشيء ولم أعلقها بشيء جعلتها مطلقة فعلية أستحقها العبد أم لم يستحقها.

كل عبد كل مخلوق كل موجود فهو وعاء لرحمتي من دون شرط ولا قيد قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾، بمعني أن هناك رحمة خاصة غير هذه الرحمة العامة التي تسع جميع المخلوقين هناك رحمة خاصة بالمتقين.

حديثنا انطلاقا من هذه الآية المباركة حول العذاب الأخروي خصوصا عذاب القبر وعذاب النار فإن عذاب القبر قد يكون أشد من عذاب النار عذاب القبر عذاب السجن العاصي إذا كتبت عليه عذاب القبر يسجن في قبره المعذب في النار لا يعيش ظاهرة السجن المعذب في النار معه الناس المعذبون يتخاطبون ويتحادثون المعذبون في النار بينهم خطاب وحديث وتبادل للآلام وللمحن فقد تكون هذه الشركة في العذب في النار عامل تخفيف على من يعذب أما عذاب القبر فهو زنزانة لا يخرج منها ولا يلتقي بأحد ولا يشاركه أحد في زنزانته إنسان معذب في زنزانة لوحده بشتى صنوف العذاب وبالتالي فالإنسان إذا كان في ذهنه أن عذاب الآخرة بعيد عذاب النار بعيد يوجد وقت على عذاب النار الآلف السنين يالله يصل الإنسان إلى النار فإن عذاب القبر قريب ينتظر العبد العاصي المصر على معصيته فهو عذاب شديد.

إذا نحن نحدث هذا اليوم عن ثلاث جهات:

1 - فلسفة العذاب الأخروي.

2 - حقيقة العذاب الدائم في الأخرى.

3 - عن الفرق بين أثر الإيمان وأثر الكفر.

 

الجهة الأولى: ما هي فلسفة العذاب؟! لماذا يعذب الله البشر؟! قد يسأل سائل فيقول العذاب له هدفان أما التأديب وأما الانتقام إذا فرضنا أن الأب عذب ولده بعذب معين أو أن الدولة عذبت مواطن بعذاب معين فإن العذاب له هدفان أما التأديب كي لا يعود إلى الرذيلة والمعصية مرة أخرى فيعذب وأما الانتقام وكلاهما لا يحتمل في الأخرى، إما التأديب لا معنى له في الأخرى هذا عذاب أخروي وليس عذاب دنيوي حتى يصبح تأديب الإنسان إذا مضى إلى الأخرى لن يعود للعمل مرة أخرى حتى يؤدب اليوم العمل ولا جزاء وغدا جزء ولا عمل فليس هناك مجال للعودة إلى الدنيا كي يؤدب إذا التأديب ليس له معنى في الأخرى فالعذاب ليس لتأديب.

كما أنه لا معنى لأن يكون العذاب للانتقام فإن الانتقام إنما يتصور في الفاعل الناقص الإنسان الناص إذا أسيء إليه ينتقم لنفسه لأنه يرى أن نفسه بعد أن أسيء إليها طرى عليها النقص طرأت عليها الخدشة طرأ عليها الدنو فهو لأجل أن يعوض الإنسان الناقص إذا أسيء إليه يشعر بالنقص ولكي يعوض النقص الذي طرأ من هذه الإساءة يقوم بالانتقام، الانتقام يصدر من الفاعل الناقص.

أما الكامل الذي لا يحتاج إلى شيء الغني عن كل شيء فلا يحتاج إلى الانتقام هو كامل لم يحدث فيه نقص نتيجة إساءات الخلق وإساءات الناس كي يعوض نقصه بالعذاب هو كامل لا يحتاج إلى العذاب فإذا كان تبارك وتعالى كامل إذا العذاب بدعي وبهدف الانتقام لا معنى له، إذا ما هو الهدف؟! ما هو الهدف من تعذيب الله العاصين الفاسقين سوء في القبر أو الأخرى ما هو الهدف من دلك؟! إذا لم يكن الهدف لا الانتقام ولا التأديب؟

الجواب: أن العذاب في القبر والأخرى هو أثر الفعل بناء على تجسم الأعمال كيف أثر الفعل؟! هذه البذرة إذا ضعت في التراب وسقيت بالماء وأعطيت السماد هذه البذرة تتحول إلى شجرة تتحول إلى تفاحة هذه مسألة تكوينية ليس معنى أن تكون ما هو الهدف أن تكون البذرة شجرة «هذا أمر تكويني» ما دامت هي بذرة وسقيت بالماء وأعطيت تصبح شجرة ما لم يمنع مانع تكويني هذا أمر تكويني تولدي البدرة تتولد شجرة أمر تكويني.

النطفة إذا التصقت بالرحم وكانت فيها حياة تتولد إنسان هذا أمر تكويني أعمالنا أيضا تتولد شئنا أم أبينا ليس باختيارنا باختيارنا أن نعمل ولكن بعد أن عملنا أعمالنا تتولد كتولد البذرة شجرة كتولد النطفة إنسان ليس بيدنا أمر تكويني كيف؟! هذه الصلاة التي نصليها بمجرد أن تقع الصلاة القربية منا هذه الصلاة تتحول إلى نور في القبر شئنا أم أبينا أمر تكويني مثل تولد البدرة إلى شجرة تماما مثل تولد النطفة إلى إنسان تتحول إلى صورة أخرى تكوينا وهذه المعصية التي نمارسها هذه الرذيلة التي نقترفها معصية عقوق الوالدين، معصية استماع الأغنية المطربة، معصية ظلم الناس معصية العلاقات غير المشروعه أي معصية، معصية القروض الربوية أي معصية هذه المعصية تتحول إلى جمرة من النار شئنا أم أبينا هذا أمر تكويني أوتوماتيكي.

فلا معنى للسؤال ما هو الهدف ما هي الفلاسفة أنت عملت عملا هذا أثره قال تعالى: ﴿وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ بمعنى أن عملك هو يتحول إلى جزاء إليكم قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ «يرى نفس عمل يعني يراه بصورة أخرى» وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.

إذا العمل يتجسم العمل يتجسد ليس الأمر بأيدينا، بأيدينا لا نعمل كان بأيدينا لا نعصى الله كان بأيدينا أن لا نرتكب الرذيلة إما بعد أن ارتكبنا الرذيلة أوتوماتيكي تحولت إلى قطعة من النار قطعة من الجحيم جمرة ملتهبة لا يطفيها إلا عفو الله وإلا هذا أمر تكويني ولذلك أنت تقرى في الدعاء ”إلهِي ظَلِّلْ عَلَى ذُنُوبِي غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَأَرْسِلْ عَلى عُيُوبِي سَحابَ رَأْفَتِكَ“ يعني أطفئ هذه العيوب أطفئ هذه الذنوب لأنها قطع مشتعلة ملتهبة أطفئها بعفوك ومغفرتك ما هي الفلسفة وما هو السر لا توجد فلسفة هذا مثل البذرة بذرة تتحول شجرة عمل يتحول نار أوتوماتيكي كان بإمكانك لا تعمل بعد أن عملت كان بإمكانك إطفاء هذه الجمرة وإطفائها بطلب عفو الله ورضوانه قال تعالى: ﴿تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾.

وقال تعالى: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا «المهم أن تستغفر المهم أن تتوب» إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وقال تعالى: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ «الحجر إذا اكتسب الحرارة أشد من أي جسم أخر الحجر إذا أصبح حار اشد على الإنسان من أي جسم أخر هذا الحجر الحار إذا وضع عليه الإنسان يستطيع أن يثبت عليه دقيقة واحدة؟! يستطيع أن يضع أصبعه على الحجر دقيقة واحدة؟! لا يستطيع» وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ «فكيف إذا حبس في قبره لا يستطيع أن يتحرك لا يمين ولا شمال ولا يرتفع ولا يذهب إلى مكان محبوس علىحجر حار» وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ﴾.

إذا فلسلة العذب سر العذاب هو تجسم الأعمال تحول العمل من صورة إلى أخرى من صورة مادية إلى صورة مجردة من حالته الملكية إلى حالته الملكوتيه هكذا، كل شيء له عنصر ملكي وعنصر ملكوتي قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ نحن الآن عندما نرى الحجر نرى جانبه الملكي أنه حجر مادة لكن لا نرى جانبه الملكوتي وهو أنه يسبح الله قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾، كذلك أعمالنا نحن أعمالنا لا نرى إلا جانبها الملكي ما هي الصلاة؟! الصلاة هي قراءة وذكر وركوع وسجود «لا» الصلاة في جانبها الملكي ذكر وركوع وسجود لكنها في جانبها الملكوتي هواء بارد يطفئ تلك النيران قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾مثل الهواء البارد الذي يطفئ لهب النيران، تمر عليك الصلاة إذا أنت صليت صلاة الليل جاءت ليلة جمعة وأنت في القبر لما جاء وقت تلك الصلاة صلاة الليل التي صليتها والقبر يشتعل جمرا ولهب تأتي الصلاة كالنسمة الباردة التي تطفئ ذلك اللهب إذا هذا الجانب الملكوتي للصلاة.

كذلك المعصية نحن نستصغر المعاصي تكلم مع فتاة أجنبية على النت غير كلام غير خمس دقائق أو يقوم مثلا بظلم العباد بغيبتهم بالاعتداء عليهم غير أنه ظلم مؤقت هذا الظلم المؤقت قطعة من النار جانبه الملكوتي أنه قطعة من النار.

الجهة الثانية: العذاب للكافرين المصرين على الكفر هناك كافر مشتبه هناك كافر مصر على الكفر هناك فاسق مشتبه أو سولت له نفسه وهناك فاسق مصر على الفسوق، نحن نتحدث عن المصرين عذابهم دائم قال تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ فهنا ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾قد يقع الإنسان في أسئلة واستفهامات كيف الله يعذب الناس يعني أنه عذاب خالد ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ كيف هذا يحدث؟! وكيف يتناسب مع رحمة الله وحكمته وعدالته يعذب الخلق عذاب خالد دائما كيف؟!

ما هي حقيقة العذاب الدائم؟! كيف يتحول العذاب إلى دائم؟!

الفلاسفة يقولون: هناك حاله وهناك ملكة، ما هو الفرق بين الحال والملكة؟! الحال تقتضي أثر مؤقت والملكة تقتضي أثر دائم كيف؟!

مثلا: الآن أنا أزاول الشعر تارة أزاول الشعر على سبيل الحال وتارة أنا عندي ملكة الشعر، هناك شخص ينشد الشعر حال يوم من سنه يطلع له قصيده هذا الشعر عنده حال وليس ملكة وهناك من الشعر عنده ملكة متجذرة في نفسه بحيث يصدر عنه الشعر والأدب بسهولة بيسر، الحال لا تقتضي أثر دائما حال أثره مؤقت أما الملكة لا يستطيع هو إذا كان عنده ملكة الشعر فالملكة متجذرة في نفسه أثرها أثر دائم تجده في غالب أحواله ينشد بيت بيتين قصيدة ملكته تقتضي هكذا مثل العين التي تنبع ماء لا تقف عن نبعها ففرق بين الملكة والحال الحال أثره مؤقت الملكة أثرها دائم بمعنى «اقتضاء الملكة لأثرها اقتضاء دائم».

أيضا السلوك على قسمين: قسم حاله وقسم ملكة، بعض السلوك حاله وبعض السلوك ملكة كيف؟!

مثلا: أنت الآن هناك إنسان طبيعته الغضب لكن يتحلم أحيانا يضغط على نفسه أن يصبح حليم ولكنه بطبيعته «عصبي» ولكنه في بعض الموارد يتحلم يصبر نفسه يكظم غيضه هنا الحلم بالنسبة لديه حال وليست ملكة ولذلك أثر الحلم مؤقت أما الحليم فالحلم عنده ملكه لا يستطيع أن يغضب حتى لو كان يمثل أنه غضبان لا يستطيع حليم، هو الحلم عنده ملكه تجذرة في نفسه إلى أن أصبح أثرها دائم اقتضاء الحلم للهدوء وإلى الاستقرار والاطمئنان اقتضاء دائم ليس بيده لا يستطيع أن يقول أنا لماذا أصبحت هكذا؟! أنا عندي ملكة الحلم والحلم يقتضي والملكة تقتضي اثر دائم فأثار الحلم عندي دائمة، أنا دائما في استقرار في هدوء قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا. كِرَامًا﴾وقال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً﴾.

كذلك المعاصي بعض المعاصي حال وبعض المعاصي ملكة، تارة أنا أعصي ربي يوم من أسبوع يوم من شهر يوم من سنة هذا حال وهذا الذي نقراه في الصلاة دعاء زين العابدين : ”وما عصيتك إذ عصيتك وما أنا بك شاك ولا بنكالك جاحد ولا بعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي“ حال وهناك من أصر على العصيان إلى أن أصبح الفسق له ملكة، الآن هذا الذي يقود إلى الرذيلة يقود الولد إلى البنت أو هذا التاجر الذي يروج إلى المخدرات شيطان يتحرك على الأرض هذا الفسق أصبح ملكة متجدرة في نفسه أثرها دائم يعتدل يومان ويرجع لا يستطيع يصبح يوم معتدل ثم يرجع إلى ما كان، أصبح اقتضاء هذه الملكة اقتضاء غالبي أو دائم أو هؤلاء الظلمة يستغرب الناس كيف صدام كل يوم يعدم ناس أصبح الظلم ملكة لا يستطيع هذا عنده ملكة أصبح الظلم والقتل عنده ملكة متجذرة.

دولا الإرهابيين والنواصب سفك الدماء عندهم ملكة متجذرة كل يوم يقتل كل يوم يفجر إذا تحولت المعصية أو الكفر أو الشيطنة إلى ملكة نتيجة الإصرار عليها أصبحت ذاتيا والذاتي أثره دائم أصبحت تقتضي أثر دائم هنا منطقة الخطر، كما أن ملكة الكفر في الدنيا تقتضي كفر دائم، كما أن ملكة الفسق في الدنيا تقتضي فسق مستمر دائم نفس هذه الملكة في الآخرة ملكة الكفر موجودة عنده لم تذهب يأتي في الآخرة وعنده ملكة الكفر غاية ما في الأمر أن هذه الملكة في الدنيا تقتضي كفر في الآخرة تقتضي عذاب هي نفسها الملكة الصورة فقط اختلفت، كانت هذه الملكة في الدنيا تقتضي أثر مستمر هذا الكفار عندما يعيش ملايين السنين يبقى كافر مثل افترض لو تركه الله يعيش مليار سنه يعيش كافر لأنه الكفر أصبح عنده ملكة بعد أن أصبح ملكة متجدرة متأصلة أصبح تقتضي أثر دائم لولا الموت نفسه هذا الكافر حتى لو عاش مليار سنه سيبقى على الكفر هذا نفسه إذا مات نفس هذه الملكة مازلت موجودة عنده فهي تقتضي عذاب دائم صور مؤلمة دائمة.

إذا من يأتي الدوام؟! يأتي من ملكة الكفر، تسأل كيف هذا العذاب دائم ليس الملائكة كل يوم تأتي له بعذاب ملكة الكفر عنده تقتضي عذاب دائما كما كنت ملكة الكفر عنده تقتضي كفر دائما مثلا: الكابوس الناس الذي عندها مرض الكابوس إذا كان الإنسان مصاب بمرض الكابوس هذا المرض إذا تجذر دائما يرى صور مفزعة في النوم في اليقظى لا يوجد به شيء ولكن نتيجة تجذر المرض يخلق له صور مفزعة مرعبة وهذه الصورة المفزعة عذاب بالنسبة له لأنه يتألم منها ولكن هذا العذاب لم يعطيه احد من الخارج بل هو منه من أصيب بمرض الكابوس كان مرضه سبب لعذابه إي كان مرضه سبب لحدوث صور مفزعة مرعبة إليه كل يوم وهذه الصور المفزعة المرعبة عذاب بالنسبة إليه ألم بالنسبة إليه الكفر هكذا.

الكافر إذا تجذر عنده ملكة الكفر فهي نفس الملكة تقتضي صور من العذاب صور من الألم كلها ناشئة عن ملكة الكفر هذه الصور المؤلمة المعذبة التي ينالها الكافر في النار منه عنده هو أي مفاضة من مملكة الكفر التي كانت في الدنيا تفيض كفر الآن تفيض صور مؤلمة مرعبة لهذا الإنسان إذا هذه هي حقيقة العذاب الدائم.

نجيب عن سؤالين:

السؤال الأول: هل من الرحمة الإلهية أن يعذب الكافر الذي كفر سبعين سنة أو خمسين سنة عذاب خالد؟! هل أن خلود العذاب يتناسب مع الرحمة الإلهية هل يتناسب مع قوله تعالى: ﴿ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ وقد ورد في الحديث عن النبي محمد ”أن رحمت الله لتنشر يوم القيامة حتى يطمع إبليس في رحمته“ فها ينسجم مع رحمته العذاب الدائم الخالد؟!

الجواب: هناك فر ق بين رحمة المخلوق ورحمة الخالق، رحمة المخلوق: هي عبارة عن الرقة والتأثر، إما رحمته الله: فهي عبارة عن إفاضة رحمته عطائه لا يوجد عنده رقة وتفاعل «لا» الله ليس جسم حتى يتأثر أو يرق أو يتفاعل التأثر والرقة هذه كلها من شؤون المخلوق الذي ينفعل بالأشياء التي حوله، الله منزه عن الانفعالات فالرحمة عنده ليس رقة وتأثر رحمته يعني عطائه قال تعالى: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ﴾ عطاء إفاضة هذا هو رحمته.

عندما تقول أن العذاب الدائم خلاف الرحمة خلاف الرقة لكن الله منزه عن الرقة إذا تقول الرحمة خلاف العذاب خلاف الرحمة، خلاف الرحمة بمعنى «العطاء» العذاب خلاف الرحمة بمعنى الرقة «صح» لكن الرقة لا ترد على الله، نحن حتى الظلم إذا يعذب نرق إليه صح أولا هذا ليس في محلها الرقة أنظر إلى الظالم إذا الحاكم الشرعي لا يوجد في القرآن قال تعالى: ﴿تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ﴾ للحاكم الشرعي أن يعذبهم ﴿تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ﴾ لو رأينا ظالم قطع يداه ورجلاه وترك يخوض في دمه نرق لكن هذه الرقة ليست عقلائية رقة نفسية وليست عقلائية لا اعتبار بها فالعذاب الدائم خلاف الرحمة بمعنى الرقة «هذا صحيح» لكن الرقة ليست أمر عقلائي الله منزه عن الرقة والعذاب الدائم خلاف الرحمة بمعنى العطاء «لا» ليس خلاف الرحمة بمعنى العطاء لماذا؟!

لأنه الرحمة عندنا يا رحمة عامة يا رحمة خاصة، الرحمة العامة: إفاضة الوجود قال تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾، والرحمة الخاصة: إفاضة الهداية لمن يستحقها فهذا العذاب الدائم خلاف أي رحمة خلاف الرحمة الخاصة أو خلاف الرحمة العامة؟! قطعا ليس خلاف الرحمة الخاصة لأنه الرحمة الخاصة إفاضة الهداية على من يستحقها قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾وهذا الكافر ليس مستحق للهداية، إذا تعذيبه عذاب دائم ليس منافي للرحمة الخاصة لأنه ليس مستحق لها.

نأتي للرحمة العامة عذابه الدائم ينافي الرحمة العامة «لا» الرحمة العامة إفاضة الوجود وملكته الشقية الكافرة تقتضي العذاب فاقتضاء الملكة للعذاب من الوجود وبما أن اقتضاء الملكة للعذاب من الوجود فهو مناسب للرحمة العامة وليس خلاف للرحمة العامة مثال: النار عند تقرب منها جسم يحترق اقتضاء النار للإحراق هذا رحمة عامة لأنه الرحمة العامة إفاضة الوجود وهذا وجود فهو منسجم مع الرحمة العامة قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا «18» وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً﴾وقال تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ «هذا رحمة عامة مثل ما أعطينا الكافر حياة وقدرة وعقل وشعور هذا كله رحمة عامة مع أنه كافر في الدنيا أيضا كلما أقضت ملكته عذاب نعطيها أيضا من الرحمة العامة وجود﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾. إذا العذاب الدائم لا ينافي الرحمة.

السؤال الثاني: قد يقال بأن الجزاء على المحدود ينبغي أن يكون محدود هذا الكفر الذي كفر به في الدنيا كان كفر محدود خمسين سنة سبعين سنة مليون سنة بالنتيجة هو محدود الكفر الذي كفر به في الدنيا محدود فكيف يعقل عقابه لا محدود قال تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾جزاء المحدود بلا محدود ظلم منافي للعدالة ينبغي أن يكون عقاب إلا محدود بالمحدود لا بلا محدود قد يقول قائل هكذا؟!

الجواب: ذكرنا وجهين:

الوجه الأول: ذكرنا العذاب في الآخرة ليس على الكفر، الكفر كان محدود والعذاب في الآخرة على الملكة والملكة دائمة وليس محدودة لماذا هو يعذب عذاب دائم لأجل لملكة الكفر الموجودة عنده ليس لأجل كفر سبعين سنة أو كفر خمسين سنة كفر سبعين سنة خمسين سنة أول إلى ملكة متجدره متأصلة وتلك الملكة دائمة فالعذاب على ما هو دائم لا ما على هو محدود ملكة الكفر عنده دائمة باقية ولذلك لو بقي في الدنيا بقي كافر مثلا: النبي نوح تعب من قومه وبعد 950 سنة تعب منهم ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً «26» إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً﴾ أصبح الكفر عندهم ملكة هؤلاء لو يبقوا ملايين السنين لا يتغيرون الكفر عندهم ملكة والملكة أمر دائم والجزاء على الدائم دائم لأنه هذا اقتضاء تكويني أوتوماتيكي قال تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.

الوجه الثاني: لاحظ ما هو الفرق بين المؤمن والكافر، الكافر كل لحظة تمر عليه يصنع ذنبين فيها ليس ذنب واحد كل لحظه الكفر ذنب وترويج الكفر هذا ذنب أخر وجزاء الترويج أشد من جزاء الذنب نفسه مثلا: شخص يشرب مخدر غير عن الشخص الذي يروج المخدر هذا عذابه أشد، مثلا: إذا شخص يعصي الله غير عن الشخص الذي يروج إلى معصية الله هذا عذابه اشد ترويج ”من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة“ ترويج، كل لحظة تمر على الإنسان الكافر وهو يقول: أنا كافر هذا ذنب وبقائه على الكفر ترويج للكفر لأنه يروج الكفر بين أولاده بين أهله بين أبناء مجتمعه فهو يصدر منه ذنبان ذنب الكفر وذنب ترويج الكفر إذا كان ذنب الكفر محدود ويقتضي جزاء محدود فذنب الترويج الذي يتكرر كل لحظة ويصل إلى ملايين الذنوب يقتضي عذاب دائم.

ولذلك ورد في الحديث عن الإمام الصادق  قال ”سؤل الإمام الصادق لماذا يخلد الكفار في النار ويخلد المؤمنون في الجنة قال: لأنه الكافر آل على نفسه أنه لو بقي في الدنيا لبقي كافر «ملكة» والمؤمن آل على نفسه أنه خلد في الدنيا بقي مؤمن «ملكة»“، نفس الشيء بالسنية للمؤمن كل لحظة تمر عليه هو يصنع حسنين الإيمان وترويج الإيمان كل لحظة تمر على المؤمن يصنع عملين صالحين الإيمان نفسه وترويج الإيمان عند أولاده عند ذريته عند مجتمعه عند أهله ترويج والترويج جزاءه نعيم دائم، إما إذا كان يروج المعصية هو مؤمن متدين يأتي ويصلي جماعة في المسجد لكن يقول إلى أبنته لا حاجة أن تلبسي عباءة ولا تتحجبي أبنتك ابنة عشر سنين أثني عشر سنة بلغت سن التكليف لا زلتي صغيرة لا تحرجيني إذا التزمت بالحجاب ينحرج سيذهب معها البحرين لا تحرجني وتلبسي الحجاب.

إذاً بالنتيجة: الإيمان عملان صالحان الإيمان وترويج الإيمان والكفر عملان سيئان الكفر وترويج الكفر لذلك كان لكلا منهما جزائه هذا نعيم دائم وهذا عذاب دائم يا أهل النار خلود ويا أهل الجنة خلود.

نأتي إلى الجهة الثالثة: لا يمكن الجمع بين ملكة الكفر وملكة الإيمان لا يجتمعان كيف لا يجتمعان؟! لأنه ملكة الكفر تقتضي نصرة الكفر والدفاع عن الكفر وملكة الإيمان تقتضي نصرة الإيمان والدفاع عن الإيمان لا يجتمعان والطريقة العقلائية بين الناس كيف يحكمون على شخص بأنه مؤمن إذا وجدوه ينصر خط الإيمان ويدافع عنه قالوا هذا مؤمن هذه هي الطريقة العقلائية بين الناس، وإذا وجدوا شخصا يناصر الكفر يقولون كافر لأنه يناصر الكفر ويدافع عنه أليست هذه الطريقة العقلائية لا تجتمع ملكة الإيمان وملكة الكفر ملكة الإيمان تقتضي نصرة ودفاع عن الدين وملكة الكفر تقتضي دفاع عن الكفر ونصرة للكفر لذلك شخص واحد المؤمن هم يدافع عن الكفر لا يحدث وكذلك شخص واحد كافر يدافع عن الإيمان لا يجتمعان لو كان مؤمن لدافع عن الإيمان ولو كان كافر لدافع عن الكفر.

من هنا نعرف الفرق بين أبي سفيان وأبي طالب، هل هناك شخص مؤمن منصف قدم أبي سفيان أبي طالب من هوان الدنيا على الله يقول أبي سفيان مسلم لا تعلنوه أبو طالب كافر «الله اكبر» أين الموازين العقلائية نترك الموازين الدينية نأتي للموازين العقلائية كيف يعرف المؤمن والكافر أليس من خلال سلوكه، نمشي على العقل شخص ناصر الإيمان والدين وتحمل في سبيل ذلك المتاعب والمصاعب يعقل أن يكون كافر وهو ينصر الدين، وشخص ألب على النبي وهو الذي خطط لمعركة أحد أبو سفيان وظل معادي للنبي إلى أن أنكسر يوم فتح مكة يناسب إلى الإيمان؟! «أي» أجل هذا العداء للدين وتجيش الجيوش على الدين كيف يجتمع مع الإيمان؟! كيف يوضعان في ميزان واحد أبو طالب وأبو سفيان.

لو كان أبو طالب كافر ما بدل نفسه وضحى بجائه وسمعته وأمواله في سبيل دين النبي محمد  وهذا ما يرويه المسلمون وليس نحن الذين نرويه التاريخ كله يقول أبو طالب كان يدافع عن أبن أخيه خسر سمعته خسر جاءه خسر أمواله حوصروا في شعب مكة ثلاث سنين ليس لهم طعام وليس لهم شراب لا يزاوجهم ولا يعاشروهم محاصرين بني هاشم كلهم حوصروا في شعب مكة لا يقدم لهم طعام ولا شراب ولا يزاوجون ولا يلاقون ولا يصافحون سجن وتحمل أبو طالب كل هذا في سبيل ماذا؟!

لو كان كافر لما تحمل كل ذلك لأجل دين لا يراه ولا يعتقد به وبقي متحمل لكل لذلك والله يخاطب النبي :

والله   لن   يصلوا   إليك  بجمعهم

ودعوتني   وعلمتُ   أنّك  ناصحي

فأصدع  بأمرك ما عليك غضاضة

ولقد    علمت    بأن   دين   محمد

كذبتم   وبيت   الله   نخلي   محمداً

‏و   ننصره   حتى   نصرع   حوله

وأبيض   يستسقى   الغمام  بوجه

تطوف  به  الهلاك  من  آل هاشم

ألم   تعلموا   أن   وجدنا   محمداً

وان    عليه    في   العباد   محبة

حتى    أوسد   في   التراب   دفينا

ولقد   صدقت   وكنت   قبلُ   أمينا

أبشر    وقر   بذاك   منك   عيوناً

 

من    خير    أديان    البرية   دنيا

ولما    نصارع    دونه    ونناضل

ونذهل    عن    أبنائنا    والحلائل

ثمال   اليتامى   عصمة   للأرامل

فهم   عنده   في   نعمة   وفواضل

نبيٌ  كموسى  خط  في  أول الكتب

ولا حيف فيمن خصه الله في الحب

كل هذا ليس دليل أيمانه لا دفاعه لا نصرته لا أبيات شعره طيب ما هو دليل إيمانه؟!

مثال: لو وجدنا شخص من أهل السنة يناصر الشيعة ويدافع عنهم ويقول الإمام علي هو الأول يقول شيعي أو سني يقول شيعي وليس سني يقولون هذا شيعي لا يعقل أن يكون سني وهو يدافع بحرارة عن التشيع وعن مبدأ التشيع لا يعقل هو شيعي وكذلك من يدافع عن الدين ومبادئه ونبيه فهو مسلم مؤمن ولذلك نزل الوحي على النبي محمد «أن الله غفر لبطن حملك ولظهر أنزلك ولحجر كفلك وهو حجر أبو طالب، شخص يتعجب يقول لماذا يقولوا أبو طالب كافر كلما نقول لهم مؤمن قالوا لا كافر مع هذه الدلائل والبراهين والأدلة والروايات والأشعار ما زالوا مصرين.

تحدث معي أحد المسؤولين في قناة الكوثر يقول اتصلت بمثقف سعودي مثقف كاتب معروف يكتب موضوعيه وهذا الكاتب علماني وليس ديني حتى تقول أن له جذور دينيه، يقول اتصلت به وقلت له عندنا حلقات بقناة الكوثر عندنا حلقات نريدك أن تشارك فيها قال ما هي هذه الحلقات يقول: عرضت عليه عدة حلقات عندنا حركة عن تجديد الفكر، عندنا حلقة عن تطوير النصوص عندنا حلقات عندنا حلقات عن إيمان أبي طالب قال أنا هذه الحلقة لا أشارك فيها قلت له لماذا؟ قال: لأنه أبي طالب كافر قلت له: أنت مثقف وموضوعي وأمين وتعرف التاريخ وتعرف الكلمات قال: لا اسمح لي أبو طالب كافر، قلت له: ليس عندك استعداد تغير قناعتك بالنظر إلى الأدلة قال: لا ولماذا أغير قناعتي أبو طالب كافر، فلولا أبو طالب وأبنه هذا كله من أجل أبنه وهذا امتد إلى يوم كربلاء لاحظ يوم كربلاء قالوا إنما نقاتلك بغضا لأبيك مبغوضية الإمام علي سرت إلى أبائه وأبنائه أنما نقاتلك بغض لأبيك «فأودع قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن فاضبت على عداوته».

ولولا    أبو   طالب   وابنه

فذاك   بمكة  آوى  وحامى

تكفل    عبد    مناف   بأمر

وما  ضر  مجد  أبي  طالب

كما  لم  يضر  بضوء نهار      

لما مثل الدين شخصا فقاما

وهذا  بيثرب  جس الحماما

وأودى   فكان  علي  تماما

عدو   لغى   وجهول  تعاما

سحابا  طغى فأثاره الظلاما