أيهما أفضل: الولاية أم الصلاة؟!

لا شكّ بأنّ الولاية هي أفضل طبقاً لما ورد عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام من روايات صحيحة كثيرة ومعتبرة تُثبت ذلك، ولا تحتاج إلى تأويل، ولا يختلف فيها اثنان من أهل العلم، منها:

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

الحديث الأوّل: في كتاب الكافي للكلينيّ قدّس (ج2/ص18-20) عن أبي علي الأشعريّ، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن عبّاس بن عامر عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والولاية ولم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية.

والحديث الثاني: الكلينيّ أيضاً عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعاً، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية، قال زرارة: فقلت: وأيّ شيءٍ من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل، لأنّها مفتاحهُنَّ والوالي هو الدليل عليهنَّ، قلت: ثمّ الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: الصلاة إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الصلاة عمود دينكم، قال: قلت: ثمّ الذي يليها في الفضل؟ قال: الزكاة لأنّه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): الزكاة تذهب الذنوب. قلت: والذي يليها في الفضل؟ قال: الحجّ قال الله عزّ وجلّ: (ولله على الناس حِجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر فإنّ الله غنيٌّ عن العالمين)، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لحجّة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر الله له، وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال: قلت: فماذا يتبعه؟ قال الصوم. قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ قال: قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): الصوم جنّة من النار، قال: ثمّ قال: إّن أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤدّيه بعينه، وإنّ الصلاة والزكاة والحجّ والولاية ليس يقع شيء مكانها دون أدائها، وإنّ الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أدّيت مكانه أيّاماً غيرها وجزيت ذلك الذنب بصدقة، ولا قضاء عليك، وليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره. قال: ثمّ قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن، الطاعة للإمام بعد معرفته، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظا، أما لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله عزّ وجلّ حقّ في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان، ثمّ قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنّة بفضل رحمته.

الحديث الثالث: عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن السرّيّ أبي اليسع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شيء منها، الذي من قصر عن معرفة شيء منها فسد دينه ولم يقبل [ الله ] منه عمله ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق به مـمّا هو فيه لجهل شيء من الأمور جهله؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان بأنّ محمدا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به من عند الله وحقّ في الأموال الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها: ولاية آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)، قال: فقلت له هل في الولاية دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به؟ قال: نعم قال الله عزّ وجلّ: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية. وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكان عليّاً عليه السلام، وقال الآخرون: كان معاوية. ثُمَّ كان الحسن عليه السلام، ثُمَّ كان الحسين (عليه السلام) وقال الآخرون: يزيد بن معاوية وحسين بن عليّ ولا سواء ولا سواء. قال: ثمّ سكت ثمّ قال: أزيدك؟ فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك قال: ثمّ كان عليّ بن الحسين (ع) ثمّ كان محمّد بن عليّ أبا جعفر (ع)، وكانت الشيعة قبل أنْ يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجّهم وحلالهم وحرامهم حتّى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجّهم وحلالهم وحرامهم حتّى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس، وهكذا يكون الأمر والأرض لا تكون إلّا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذ بلغت نفسك هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - وانقطعت عنك الدنيا تقول: لقد كنت على أمر حسن.