ما لا تعرفونه عن الختان: هل له فوائد صحية؟

الختان اسم لفعل الخاتن وهو مصدر كالنزال والقتال ويسمى به موضع الختن، وحقيقة الختان هي عبارة عن عملية قطع غشاء القَضِيب الذي يغطي الحشفة.

والختان من العادات التي درجت عليها الأمم والشعوب على اختلاف ثقافتها في السابق والحاضر، وقد اختلف المؤرخون في الفترة التي نشأت بها هذه العادة، حيث يرى بعض منهم أنها وليدة الفترة التاريخية التي عاصرها إبراهيم الخليل (عليه السلام) ويرى آخرون أنها كانت أسبق من هذه الحقبة بفترة طويلة، حيث كشفت بعض الحفريات أن سكان مصر القديمة (الفراعنة) كانوا يتبعون هذه الطقوس، فقد وجدت بعض الصور مرسوم عليها مراسيم عملية ختان يقوم بها جراح مصري في قبر جبانة "منف" ترجع إلى عهد الأسرة السادسة من الدولة القديمة، وأخرى من الدولة الحديثة بمعبد الكرنك.

الختان في الديانات السماوية

تتفق الديانات السماوية على وجود هذا النوع من الممارسة وتحفل به، فقد ورد ذكر هذه العملية في النصوص المقدسة الإسلامية واليهودية والنصرانية، أما عند المسلمين فلم يرد ذكره في القرآن الكريم، بل الآثار النبوية الموجود في تراث قطبي المسلمين ـ الشيعة والسنة ـ تزخر بذكر الختان.

 فقد ورد من مصادر الشيعة عَنْ الصادق (عليه السَّلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلَّى الله عليه وآله) طَهِّرُوا أَوْلَادَكُمْ يَوْمَ السَّابِعِ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ وَأَطْهَرُ وَأَسْرَعُ لِنَبَاتِ اللَّحْمِ وَإِنَّ الْأَرْضَ تَنْجَسُ مِنْ بَوْلِ الْأَغْلَفِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً. (وسائل الشيعة).

وأما عند السنة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْفِطْرَةُ خَمْسٌ الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْآبَاطِ.

وأما في الديانة اليهودية فقد ورد ذكره في التوراة 17:9-14 يقول: "والرب قال لأبراهام: وأما بشأنك فعليك ان تحافظ على تحريم ماحرّمته، أنت ونسلك من بعدك وكل أجيالك، هذا هو العهد بيني وبين وبين نسلك، هذا العهد تحافظ عليه: كل الذكور يجري ختانهم".

وأما عند النصارى فقد أشار إنجيل لوقا إلى أن السيد المسيح (عليه السلام) قد جرى ختانه بعد 8 أيام من ولادته وفقد التقاليد اليهودية، وأما في الوقت الحالي فقد انقسمت الكنائس على أنفسها، فالكنيسة الأرثوذكسية المشرقية تعتبر هذه الممارسة ذات طابع ديني فتلزم أتباعها بممارستها.

أما الكنيسة البروتستانتية فهي لا تلزم أتباعها بهذه الممارسة وفي الوقت نفسه لا تمنعهم.

وأما الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فهي تنظر الى الختان من الزاوية الصحية الطبية ليس أكثر.

الفوائد الصحية للختان

صرح المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها في دراسة أجراها حول الفائدة الصحية المترتبة على الختان، جاء فيها :

إن الفوائد المترتبة على الختان هي أكثر بكثير من حجم الضرر الذي قد يترتب عليه، ووفقاً للمركز، فإن عملية الختان إذا كانت تحت إشراف كادر طبي فإنها تلعب دوراً هاماً في تقليل خطر انتقال فيروس العوز المناعي البشري (HIV) المسبب لمرض الإيدز، كما يساعد في تقليل الإصابة بالأمراض الجنسية المختلفة، بالإضافة إلى الحد من الكثير من المشاكل الصحية الأخرى.

ومن المتسالم عليه بين المتخصصين بالمجال الصحي أن المختونين هم أقل عرضة للإصابة بأمراض المجاري البولية.

كما أفادت بعض الدراسات التي قام بها خبراء بريطانيون أن الذكر غير المختون أكثر خطراً على إصابة شريكته بسرطان الرحم بنسبة 50 % عن المختون.

شبهات حول الختان

على الرغم من أن الختان ليس حكراً على ثقافة وبيئة محددة من البشرية بل تشترك فيه كثير من الثقافات والديانات، إلا أن البعض حاول طرح بعض الإشكالات على هذه العملية، نذكر أهم ما أشكل به.

الإشكال الأول: لماذا تختنون الأطفال؟! فهذه العملية قد عفا عليها الزمن، فلماذا هذا التخلف والعلم لم يتكلم عنه ولم يذكره ؟!

الجواب: إن المولود الذكر يولد وعضوه التناسلي محاط بغلاف لحمي يُسمى (القلفة) والختان هو قص جزء من تلك القلفة، فما هي الحكمة من وجود تلك القلفة مع أنها تقص؟

إن رأس العضو التناسلي هو الأكثر حساسية من بين بقية الأعضاء ولذا فإن وجود القلفة التي تغلف الرأس هو لحمايته من التأثير المخرش للسائل الأمنيوسي والإحتكاك به وذلك لأن هذا السائل هو أشبه بالغشاء المخاطي الضعيف وليس كالجلد المكتمل الذي يقاوم هذا التأثير بإعتبار أن مثل هذا التجويف هو مكان مثالي للميكروبات والفيروسات فلذا يفضل إزالته وفصله عن الحشفة بعد الولادة بفترة قصيرة تبدأ من سبعة أيام فما فوق، وهناك دراسة عرضتها الديلي ميل تقول : إن الختان يجب تقديمه مثل التطعيم لآباء المواليد الذكور

وقدمت ورقة بحثية لمركز السيطرة على الأمراض cdc فبعد البحث أظهرت دراستهم التالي : أن الذكر المختون أقل إصابة بـمرض الإيدز بــ 50 ـ 60% عن غير المختون  مع إمرأة مصابة بالإيدز، وأقل عرضة للإصابة بالقوباء التناسلية بنسبة 30 ـ 45% وأقل تعرضاً للإصابة بفيروس مرض السلالات الحليمي البشري المصاحب للسرطان بنسبة 30%

الإشكال الثاني: إن الختان يؤدي الى فقدان عضو الرجل الحساسية أثناء الممارسة الجنسية بسبب أن الحشفة تتقرن وتفقد حساسيتها.

الجواب لقد أجرى الباحثون في جامعة كوينز في أونتاريو إختبار اللمس على 62 متطوعاً فبدل من لمس حشفات المتطوعين فقط، قام الباحثون بتوسيع نطاق الإستقراء، ليشمل إختبارات الألم والحرارة والكشف عن العتبات الحدية لها في مواضع متعددة على العضو، فخلصت الدراسة الى التالي: "لا فرق في الحساسية بين الرجال المختونين وغير المختونين في منطقة الحشفة أو العضو".