أزمة الملحد.. يتذوّق طعم التفاحة بعينه لا بلسانه!

الإلحاد ومشكلة تعطيل أدوات الإدراك

إحدى أهمّ معوّقات المعرفة هي عدم تفعيل أدوات الإدراك إذ يتسبب ذلك في جهالة حتّى أبسط الأشياء وأكثرها وضوحاً.

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

فمثلاً لتعرف أنّ الشمس قد أشرقت يجب أن تُخرج رأسك من الغرفة المظلمة لترى نور الشمس، وإذا أردت معرفة طعم فاكهة معيّنة يجب أن تتذوقها أي يجب تفعيل الحاسّة التي تسانخ نوع المعلومة المراد تحصيلها وتتكفل باستشعارها لا أنّ أي حاسة تعرف كلّ شيء.

هذا في المدركات الحسيّة ولكن هناك مدركات عقليّة هي الأخرى لها أدواتها الخاصة فلا يتمكّن الإنسان من العلم بها ما لم يفعّل أدواتها التي من سنخها فمثلاً لتدرك استحالة اجتماع النقيضين يجب أن تتصور (زيد) و (عدم زيد) وبمجرّد تصورهما ستذعن بعدم إمكان اجتماعهما في آن واحد من جهة واحدة، فإدراك مثل هذه المعلومة يحتاج إلى تفعيل الذهن والتوجه للقضية.

ومن أهمّ المدركات العقليّة قانون العليّة البديهي الذي يقضي بأنّ (لكلّ ممكن علة) فلابدّ من علّة وراء إيجاد هذا الكون. لكنّ المُلحد يتحايل على أدواته العقليّة فيركنها جانباً ويذهب للبحث عن الله في تجاربه المختبرية.

مرّة قلتُ لأحدهم بعد نقاش عقيم: حسنا يا صديقي أقول لك كلمة واحدة: كما أنّك لو نظرتَ إلى التفاحة ألف عام لن تدرك طعمها ما لم تتذوقها كذلك لن تجد الله في المختبر ما لم تفعل عقلك! لأنّ كل معلومة تحتاج إلى أدوات من سنخها.