تضليل إعلامي: المرأة المحجبة «مضطهدة»!

- يعرض الإعلام الغربي صوراً ثلاث للمرأة:

الصورة الأُولى: إظهار المرأة الساترة لبدنها على الطريقة الإسلامية على أنّها مخلوقة مضطهدة، أُجبرت على وضع الستر على بدنها، لذا فإنّهم سوف يأسفون لها، بل يحاولون مساعدتها في رفع الاضطهاد وإزالة الجبر الذي تعرضت له.

الصورة الثانية: إظهار المرأة العارية تماماً على أنّها مجنونة أو غير مستقرة عقلياً.

الصورة الثالثة: إظهار المرأة السافرة الرأس والصدر والقدمين والساقين مع إظهار الزينة والمكياج والعطور، على أنّها امرأة متحرّرة متطوّرة عصرية، يجب الاقتداء بها.

أقول: التضليل هنا يكمن في الاستنتاج غير العادل، فإنّ المرأة في الصورة الأُولى لو كانت مضطهدة، وكانت المرأة في الصورة الثالثة هي المرأة المتحرّرة المتطورة العصرية، فإذاً طبقاً لذلك المنطق لا بدّ أن تكون المرأة في الصورة الثانية هي الأكثر تحرّراً، فلماذا حكموا عليها بأنّها مجنونة وغير مستقرة عقلياً؟!!

وإذا كانت المرأة في الصورة الثانية مجنونة وغير مستقرة عقلياً، فعلى هذا المنطق ستكون المرأة في الصورة الثالثة غير مجنونة، وعليه فستكون المرأة في الصورة الأُولى هي المرأة المثالية التي يجب أن يقتدى بها، فلماذا وصفت بأنّها مضطهدة وشعروا بالأسف لها؟!!

هذا هو المعيار المزدوج، فإنّ عدم ستر بعض البدن كالصدر والساق وشعر الرأس، الذي تعدّ من زينة المرأة، وهي التي تهيّج الرجال وتوجد الفتنة والإغراء، اعتبر في ذلك المنطق متحضرة ومتحرّرة وقدوة تقتدى بها، لكن المرأة التي لا تضع على جسمها أي غطاء اعتبرت مجنونة، بينما كان يجب أن تكون أكثر تحرّراً وتحضراً إذا كانت الأُولى متحرّرة ومتحضرة.

وإذا كانت العارية مجنونة - كما يقولون - فهذه تقتضي أن تكون الساترة لبدنها ما عدا الوجه والكفين عاقلة يقتدى بها، لا أنّها مضطهدة يؤسف لها.

الستر ونشاط المرأة

2 - يعرض الغرب ستر البدن على أنّه يحدّ من نشاط المرأة في حياتها الشخصية.

والجواب: أنّ ستر البدن لا يحدّ من نشاط المرأة في أعمالها كما نراها عاملة محتشمة ونظيفة في كلّ مجال أعمالها التي تقدر عليها، بل ستر البدن يتيح لها كرامة واحتراماً عند الآخرين حينما تعكس لهم أنّها لا تنوي أي ملاطفات جنسية في مجال عملها خارج نطاق الزوجية، فهو يمنحها شعوراً بالأمان والحماية ما دامت ترفع هذا الشعور، كما أنّه قد تقدّم أنّ العفة والحشمة واجبة على الرجال أيضاً بحدود معينة.

يتبع...

مقتطف من كتاب بحوث في الفقه المعاصر، للشيخ حسن الجواهري