الإمام الكاظم (ع) يفاجئ ’ساحر هارون’!

يقول آية الله الشيخ الوحيد الخراساني [دامت بركات]:

نظرة نسأل بها أنفسنا: ما هو مستوى معرفتنا للإمام موسى بن جعفر عليه السلام، نحن، والأكبر منا، والأصغر منا؟

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

إن فهم القرآن والسنة والبحث فيهما والوصول إلى غورهما، ليس أمراً سهلاً كما يتصور البعض، بل أمر في غاية الصعوبة.

لقد أراد هارون أن يبطل أمر موسى بن جعفر عليه السلام، هارون هذا الذي يروون عنه أنه كان يخاطب السحابة ويقول لها: أمطري أينما شئت فإن خراجك يصل اليَّ! والذي كان العلماء والسحرة تحت يده، فاستدعى رجلاً (يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر صلى الله عليه وآله) !

وأمْرُ الإمام الكاظم عليه السلام هو قوله وقول شيعته بأنه إمام من الله تعالى.

أراد هارون أن يُبطل أمر الإمام الذي حبسه أربع سنوات أو سبع سنوات في ظُلَم المطامير وقيود الزناجير، فلم يخضع لطغيانه، ولم يلفظ فمه الشريف بكلمة استعطاف له!

فاستدعى أقدر ساحر في طول إمبراطورتيه وعرضها، فعمل له ناموساً، والناموس في اصطلاح أرباب السحر والعلوم الخفية اسم لنوع متطور من القدرة على السحر.. عمل ناموساً على الخبز، فكان كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلام تناول رغيفاً من الخبز طار من بين يديه!

وفرح الإمبراطور هارون بذلك، واستفزه الفرح وأخذه الضحك والقهقهة هو ووزراؤه وندماؤه، يسخرون من هذا الذي يدعي أنه إمام من الله تعالى، ويعتقد هو وشيعته أن هاروناً غاصب لمنصبه!

وتصور هارون أنه حقق هدفه، فالذي يدعون له أنه (حجة الله على العباد) غلبه ساحر موظف عند هارون، فلم يستطع خادمه أن يتناول له رغيف خبز! لكن فرح هارون لم يطل، فقد استعمل الإمام عليه السلام بعض ما أعطاه الله من قدرة وهو أعرف متى يستعملها ومتى لا يستعملها، ونظر إلى صورة أسد في ستائر قاعة هارون وأمره أن يبتلع الساحر المعزم ففعل، وغشي على هارون وملائه!

المصدر: الحق المبين في معرفة المعصومين [عليهم السلام]