هل شهر رمضان تامٌّ أبداً؟!

ذهب الصدوق في الفقيه إلى أنّ شهر رمضان تامٌّ لا ينقص أبداً(يعني يأتي ثلاثين يوماً دائماً) كما أنّ شهر شعبان ناقص دائماً(أي تسعة وعشرين يوماً دائماً)، النصوص دلّتْ على ذلك صريحاً التي منها ما رواه عن حذيفة بن منصور عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص والله أبدا!

اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام

ونسب هذا القول إلى الشيخ المفيد أيضاً ..غير أنّ له رسالة خاصة خطية أسماها بالرسالة العددية، أبطل فيها هذا القول وأنكره أشدّ الإنكار، كتبها تأييداً لما ذهب إليه شيخه ابن قولويه من أنّ شهر رمضان كساير الشهور: يصيبه ما يصيبها، ربما ينقص وربما لا ينقص..

(الرد على هذا القول)

وكيفما كان فسواء أصحت النسبة أم لا، فالقول المذكور في غاية الضعف والسقوط:

1-لعدم استقامة إسناد تلك الروايات، وقد ذكر في التهذيب أنّ أكثرها تنتهي إلى (حذيفة بن منصور عن معاذ) وكتاب حذيفة معروف مشهور، ولم يوجد فيه شيء من هذه الروايات، ولو كان الحديث صحيحا عنه لوجد طبعا في كتابه !

2-من الغريب أنّ الصدوق -على إصراره في اختيار هذا القول بتلك المثابة التي سمعتها من مقالته - ذكر بنفسه في باب أنّ الصوم والافطار للرؤية أنّه إذا افطر يوم الشك ثم ظهر أنّه من رمضان يقضيه؛ فإنّه كيف يجتمع هذا مع البناء على أنّ شهر شعبان ناقص دائما ورمضان تام أبدا؟!

3-لا شك أنّ  ما دلّ على أنّ شهر رمضان كساير الشهور يصيبه ما يصيبها نصوص متواترة -ولو إجمالا- وجملة منها صحاح، فكيف يمكن رفع اليد عنها بالنصوص المعارضة لها التي لا تنهض للمقاومة ولا ينبغي الاعتناء بها تجاهها حتى لو تمّ إسنادها؟!

4-على أنّها غير قابلة للتصديق في أنفسها، ضرورة أنّ حركة القمر حركة واحدة، كما أنّ الشمس ليست لها سرعة وبطوء باعتبار الشهور، فكيف يمكن تخصيص شهر من بينها بالتمام دوما، وآخر وهو (شعبان) بالنقص أبدا.؟!

5-نعم، من الجائز ان السنين التي صام فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان الشهر فيها تامّاً من باب الصدقة والاتفاق، وأمّا تمامية شهر رمضان مدى الأعوام والدهور ومنذ خلق الله السماوات والارض-فشيءٌ مخالف للوجدان والضرورة، وغير قابل للتصديق بوجه؛ ولذلك أصبحت المسألة كالمتسالم عليها بعد الشيخ الطوسي (قده) وأنّه لا عبرة بالعدد بل بالرؤية فقط، أما بنفسه أو بالشياع ونحوه..( المستند: كتاب الصوم، ص 105، بتصرّف).