بالأدلة: لماذا يعتبر المسلمون «الكلب» نجساً؟

مع انتشار ظاهرة تربية الكلاب في المنازل، يكثر السؤال التالي: "لماذا يعتبر المسلمون بأنّ الكلب نجس حين لمسه، أو تربيته في المنزل؟ ما الدليل على ذلك؟

وهنا في هذه المقالة القصيرة نشير إلى بعض النقاط التالية:

أ ـ الطهارة والنجاسة من الأحكام التعبّدية التي تدور مدار قول الشارع، فلا مجال للعقل استقلالاً للتحكّم في مواردها.

ب ـ نعلم إجمالاً بأنّ حكمة الأحكام ـ بما فيها الطهارة والنجاسة ـ لا تنكر إذ مع العلم بصدورها من الحكيم ـ والحال هذه ـ لا ينبغي التأمّل بوجود الحكم والمصالح فيها، ولو أنّنا لم نصل إلى كنه كُلّ منها، وهذا لا يضرّ في تعبّدنا بعد علمنا المسبق بوجود المنافع والمضار فيها.

نعم، لابأس بالتحرّي واستكشاف هذه المصالح والحكم بمعونة العلم الجديد وغيره.

ج ـ الذي عليه كافّة علماء الشيعة، وأكثر علماء السنّة نجاسة الكلب عيناً ولعاباً، فهو من الأعيان النجسة بعينه وولوغه، فيحكم عليه بقاعدة النجاسات، وعليه فلا يضرّ لمسه أو وجوده في البيت ـ كما هو الحال عند رعاة الغنم ـ إذا لم تتعدّ النجاسة منه إلى الموارد التي يجب طهارتها ـ مثل موارد الأكل والشرب ولباس المصلّي ـ برطوبة مسرية، ولو أنّ اقتناءه وحفظه في المنزل يعدّ مكروهاً إن لم تكن ضرورة في البين.

د ـ الروايات الواردة في المقام كثيرة من الفريقين، ففي بعضها:  « رجس نجس »[1]، وفي بعضها الآخر: « لا والله إنّه نجس »[2]، وأيضاً: « طهر إناء أحدكم إذ ولغ الكلب فيه أن يغسله سبع مرّات »[3].

هـ ـ قد ثبت علميّاً اختزان بعض الجراثيم الفتّاكة على جلد الكلب وشعره، ممّا يؤدّي إلى نقلها داخل المجتمع ؛ وهذا ما أكّدته بعض النظريات العلمية المختصّة، وأنّ هذه الجراثيم لا يمكن القضاء عليها إلاّ بالتراب، فلابأس بالمراجعة إلى تلك الجهات للوقوف على هذه المعلومات.

الهوامش:

[1] الاستبصار 1 / 19 ، تهذيب الأحكام 1 / 225.

[2] نفس المصدرين السابقين.

[3] مسند أحمد 2 / 314 و 427 ، صحيح مسلم 1 / 162 ، المصنّف للصنعاني 1 / 96.